صحة

الهندسة الوراثية Genetic Engineering و التعديل الجيني


ما هو التعديل الجيني وما هي الكائنات المعدلة جينياً أو وراثياً، وما هي الأغذية المعدلة جينياً أو وراثياً؟

وهل فيها أخطار على الإنسان كما تقول كثير من الناس، وكثير من الدول التي تحذر وتعطي إشارات لمن يريد ان يتجنب هذه الأغذية المعدلة جينياً؟

وماذا يقول الدين، هل في الاسلام يجوز ومباح؟

هل هو مستحسن هل هو مطروح؟

هل هو مبارك للجميع أو فيه تحذيرات أو منع معين من الناحية الدينية او من الناحية القانونية؟

تعريف الجيّن

هناك تقنيات جديدة تعدّ بتطورات

رهيبة، بدأت التطورات الرهيبة من خلالها التقنية التي تسمى الكريسبر أو تقنية

كريسبر كاس CRISPR associated protein او CRISPR.

التي تستطيع بسهولة وبطريقه سريعة ورخيصة أن تدخل على الجينات وأن تقص وتعدل وتغير وتعوض جيناً بجين آخر.

 ما هو الجين؟ الجين هو قطعة من المادة الوراثية، يعني جزيئات من الدي أن أي،

الذي هو موجود في كل خلية من خلايانا.

هذه الجينات موجودة في كل قطعة من هذا الجزيء الطويل جدا الذي يدعى الـ DNA.

هذه الجينات هي التي تكون مسؤولة عن الخصائص المختلفة للكائن الحي، سواء أكان حيوان أو بشر أو نبات أو فاكهة وما إلى ذلك.

إذا أردت مثلاً أن آتي إلى الطماطم

وأغير من لونها أو أغير من حجمها أو أغير من طعمها أو أغير من قدرتها المختلفة.

كأن تقاوم الجفاف لا تحتاج الى كميات كبيرة من الماء، أو مقاومة بعض الأمراض كفايروس منتشر في هذه المنطقة، سيدمر نصف المحاصيل أو ربما المحاصيل كلها.

أو مثلا هناك بكتيريا أو هناك حيوانات تفترس او هناك اعشاب تتعدى أو تقاوم أو على الاقل تنافس هذه الفواكه وهذه الخضروات.

فماذا افعل؟ يمكن أن أقوم بضخ كميات كبيرة من مبيدات الحشرات أو مبيدات الفيروسات مثلا، أو مبيدات الاعشاب الضارة.

صار الناس يتحرجون منها لا يحبون كل ما تم رشه بهذه المواد الكيميائية، لذلك صار الكثير من الناس يلجؤون إلى ما هو  طبيعي الذي هو خالي من كل المواد الكيميائية.

وهو يعني الطبيعي بكل المواصفات التي لم تعديل أو تم عليه اي تأثير من أي ناحية كيميائية أو جينية أو حيوية أو غير ذلك.

لكن بطريقه أخرى يمكن أن آتي إلى الكائن كالفاكهة أو الخضرة أو القمح أو ما إلى ذلك، وأن أعدل فيه جينياً.

يعني أن آتي إلى هذا الجين الذي يسمح للخضرة أو الفاكهة هذا النبات أن يقاوم الفيروس أو يقاوم البكتيريا أو يقاوم الجفاف أو حتى مثلا أن يسمح له ان ينبت بسهولة وبكثرة في التربة الغير ثرية بالمعادن ولا تعطي محاصيل كبيرة.

استخدامات التعديل الوراثي

لجأت شركات الزراعة والأغذية إلى إستخدام تقنية التعديل الوراثي.

ربما يتفاجأ الإنسان ويظن أن هذه تقنية متطورة وموجودة فقط في الغرب أو في بعض الدول، ونحن ليس لدينا هذا الشيء وغير مطبق عندنا.

ولكن ثمانين بالمئة من المحاصيل الموجودة في العالم، يعني مثل الذرة والقمح والخضرة والفواكه، تمت عليها الشيء من التعديل، كثيراً ما يكون هذا التعديل تعديل جيني بسيط، ولكن تم استخدامه وصار منتشراً.

هذه التقنية ليست جديدة في الحقيقة، هذه التقنية التي هي نقل جين معين.

أي نأتي بيجين معين جيد من كائن قد يكون بكتيريا وقد يكون حيوان آخر ومن نبته نعرف أن هذا الجين يعطي قدراً معيناً.

نأخذه ونضعه بدل الجين المناسب، يعني الشبيه بين الكائنات الحية.

ونقصد بجين شبيه أن هناك تشابه كبير بين الكائنات الحية بما فيها النباتات والحيوانات والإنسان.

ونأتي بذلك الجين ونضع بدله جيناً جيداً يعطيه هذه القدرة أو هذه القوة.

إحصائيات للأغذية المعدلة وراثياً

الاحصائيات تقول إن ستين بالمئة من

الغذاء كل ما يؤكل في أمريكا فيه تعديل جيني.

عندما تذهب لتأكل بيتزا أو تأكل مثلجات ومرطبات معظمها فيه شيء من التعديل الجيني.

يعني مثل القمح الذي صنعت منه العجينة أو مثلا الفراولة، لما تأكل ايس كريم بطعم الفراولة هذه الفراولة عليها شيء من التعديل الجيني.

لأن الشركات تريد زيادة في المحاصيل لا تريد مثلا تأتي الى حقل معين وتجد أن نصف المحصول قد تم تدميره من طرف حشرات هذه السنة.

أو أن هناك شيء من الجفاف أو جاء فايروس تعطيها هذه القابلية وهذه القدرة فتزيد المحاصيل عندها وتزيد الفوائد.

الفائدة من التعديل الجيني

التعديل الجيني عملية تجارية في الأساس، ولكن وجد لها تطبيقات ايجابية أيضاً.

أن فيها فوائد للإنسان، أن تعطي مثلاً لهذه المواد قدرة على مقاومة بعض الفيروسات أو بعض البكتيريا أو بعض الأمراض، ولكن تعطي ايضاً قدرت اخرى قد لا ينتبه اليها الانسان.

معظم الناس الذين يفكرون في التعديل الجيني تكون نظرتهم سلبية، ينظرون بشيء من الريبة، ويقول إنه يفضل الطبيعي وليس المعدل جينياً.

عندما يكون معدل جينياً معناه أنه مثلاً قد أنزل منه شيئا سيئاً، أي لم نعدل عليه لزيادة المنتج، ولكن عدلناه لتحسينه.

مثل في بعض الناس عندهم حساسية معينة، معروف عند ألاف من الناس يموتون من أكل ما يسمى الفول السوداني، ولكن لا يدرون أنها موجودة بكميات صغيرة جداً في حلويات معينة خارجاً.

عندما يذهب الناس إلى المطاعم يحذرون كثيراً مما يأكلون وعندما يكونون في الطائرة.

وصارت حوادث كثيرة عن ناس أكلوا أكل الطائرة، وصار فيهم اختناق أو حساسية وبعض منهم ماتوا، لأنهم لم يعلمون أن هذا الأكل فيه كمية قليلة جداً من هذه الأطعمة التي تبدو عادية جداً.

معظم الناس يأكلونها ولا يحصل لهم أي شيء.

مثال أخر ما يسمى بالرز الذهبي، تم تطويره من طرف شركات.

عندما لاحظوا أنهم يستطيعون أن يضعوا في الرز كمية من البيتا كاروتين، هذه مادة تعطي قدرة للجسم أن ينتج فيتامين A وهذا الفيتامين يعطي مقاومة للأطفال ويعطيهم القدرة لعيونهم، بحيث لا يفقدون البصر.

كثير من الأطفال خاصة في آسيا وفي الهند يعانون من هذه المشكلة، أنهم لا يتناولون مواد غذائية غنية بالفيتامين A ويصابون بالعمى بعض منهم يموتون من تأثير قلة الفيتامين A.

فوجد أنه إذا غذينا الارز هذا وعملنا له تعديل، بحيث صار فيه هذه القدرة يتغير لونه بسبب البيتا كاروتين فيصبح مصفر أو محمر قليلاً، يعطي اللون غير الأبيض يصبح أصفر قليلا ذهبي يسمى الأرز الذهبي.

يعطيه هذه القدرة ويعطي مناعة للأطفال وبهذا نكون حمينا عدداً كبيراً جداً من الأطفال.

الخوف من التعديل الجيني

هناك فوائد كثيرة جدا لعملية التعديل الجيني لكن لماذا هناك حذر؟ وهناك خوف عند الناس أنهم لا يحبون ما هو معدل جينيا؟

لأن الناس يميلون إلى الطبيعي.

يقول الناس كيف تعرف أن هذا التعديل يكون مفيداً؟

نقول إننا أجرينا فحوصات وتطبيقات واستخدمناها من 20 ل 30 سنة.

التقنية هذه تقنية التعديل الجيني أول ما طبقت في أوساط التسعينيات في أمريكا كانت أول رخصة تجارية لشركات تبيع أو تسوق مواد غذائية معدلة.

لا يعني أننا متأكدون مئة بالمئة، ولكن هناك فحوصات صارمة وهناك عمل.

ليس فقط شركات لزيادة الربح وطبقت عليها تعديلات جنيه ونحن لا ندري ما هي آثارها على المدى البعيد، وما هي آثارها الثانوية.

لكن الناس يقولون أنا لا أحب التعديلات الاصطناعية لا أحب كل ما هو كيميائي لا أحبك كل ما هو هندسي لذلك تسمى هندسة وراثية Genetic Engineering.

عندما يدخل العالم أو البحث على الجين، ويقص ويحط وكأنه يركب أو يغير من محرك معين.

فالناس لا يحبون أو يخشون من الآثار على المدى البعيد.

ثانياً يخشون على البيئة، لأنك عدلت على هذه المزروعات يعني مثل هذا القمح أو الرز.

ولكن كيف تعلم أن هذا الجين الذي غيرته قد ينتقل الى النباتات أخرى أو للتربة أو إلى أشجار مجاورة أو إلى حيوانات تأكل هذه المحاصيل.

وربما يحدث هناك تغيير معين أو يحدث انتقال جين بدون أن نريد من هذا القمح أو الرز إلى الحيوان ثم الينا نحن.

 بالمناسبة التعديلات الجينية في العالم غير مسموحة على الحيوانات.

أي التعديلات الجينية على الخضار والفواكه والمحاصيل والحبوب منتشرة بشكل كبير جداً، هذه مسموح بها ولكن التعديل على الحيوانات غير مسموح به.

 لكن إذا تم انتقال أي حيوانات من بلد إلى بلد ممنوع اطلاقاً إذا كان حصل عليه أي تعديل أو أي عمل اصطناعي غير طبيعي.

ولكن ما هو موجود أن هذه الحيوانات معظمها يأكل مواد أو ذرة مثلاً أو قمح معدل جينياُ.

إذا أكلت دجاج وهي غير معدل جينياً قمحاً معدل جينياً، إذا أكلت لحم الخروف ولكن الخروف أكل غذاء معدل جنين في الأساس، فهناك أناس تحذر أو تتحسس من ذلك.

في 64 دولة في العالم فرض اجباري لوضع اشارة على كل منتج غذاء يباع في الاسواق أن هذا معدل جينياً.

من دون أمريكا لا تفرض هذا، وكندا لا تفرض هذا، تباع عادي.

إنما امريكا بسبب بعض النقاشات وبعض الضغوط قالت مع حلول سنة 2022 سيبدأ تطبيق هذا على بعض الأغذية التي تمت عليها التعديلات الجينية.

قوانين التعديل الوراثي

كيف يتم التعديل؟ وكيف تكون الرقابة على هذا؟ أو أن الشركات متروكه تعمل ما تريد؟

هناك قوانين ولكنها وطنية، كل دولة تضع لنفسها قانون ما هو المسموح، وما هي الفحوصات التي يجب أن تفرض على أي منتج حتى نتأكد أنه سليم، فيسمح له بالتسويق ولا يسمح له؟

هناك بعض المحاصيل تم رفضها، لأنه وجد فيها جين معين يعرف أنه يعطي حساسيه معين الى بعض الناس، وقالوا هذا مرفوض وممنوع.

لكن هذه القوانين ليست متساوية في كل البلدان، هناك قوانين ليست قوانين بل تعتبر ضوابط دولية.

تحت إشراف منظمة الصحة الدولية World Health Organization ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة FAO.

التي تضع ضوابط كيف نتعامل بين البلدان بالنسبة إلى كل ما هو أغذية معدلة وغير معدلة؟ وكل ما هو مواد زراعية؟ وكل ما هو مواشي؟ هناك ضوابط كيف نتعامل؟

ما هو المقبول عندي مقبول عندكم؟ ما هي شروط ومواصفات هذا المنتوج؟ هناك شيء من الاتفاق؟ كيف نتعامل فما بيننا؟

ولكن الشروط والضوابط والقوانين ليست كلها متساوية وتختلف من بلد الى آخر.

ليس الحل أن نتجنب كل ما هو معدل جينياً ونبقى على الطبيعي.

الحل هو أن نتأكد مع الوزارات ومع الشركات أن هناك ضوابط في التعديلات الجينية ما هو المسموح به وما هو غير مسموح به، وما الذي يحدث وأن هناك فحوصات لكل الأغذية التي تنزل في السوق.

وهكذا تأكد أنها تعديلات ليست فقط لأغراض تجارية أو لأغراض مالية وفوائد، وإنما تعديلات لحماية البشر أولاً أو لتعطيني مواصفات أفضل من المحاصيل الزراعية والغذائية وأنها تحمي البيئة ايضاً.

موقف الإسلام من التعديل الجيني

هناك بعض العلماء الذين تحفظوا عن رأيهم وقالوا يجب أن نتأكد وليس لدينا أي أدلة لأثره على المدى البعيد.

ولكن رأي الجمهور كان بمبدأ الأصل في الأشياء الإباحة، بمعنى أن تكون الأمور مسموحة وحلال ومستحبة، إذا تأكدنا مسبقاً أن فوائدها على الإنسان أكبر بكثير من أخطارها وهذا هو المبدأ الذي ساروا عليه.

وهذه فقرة قصيرة من توصية المجمع الفقهي الإسلامي المنعقد سنة 1419 هجري في مكة المكرمة.

يقول

“يجوز استخدام أدوات علم الهندسة الوراثية ووسائله في حقل الزراعة وتربية

الحيوان، شريطة الأخذ بكل الاحتياطات لمنع حدوث أي ضرر، بأن يأخذ الاحتياطات ويقوم

بكل الفحوصات ولو على المدى البعيد، أو تفدينا بقدر المستطاع الأضرار على الإنسان

أو الحيوان أو البيئة، وهكذا يتضمن جواز التعديل الوراثي في ظل تحقيق المصالح ودرء المفاسد والموازنة بينهما “

لا يستطيع الإنسان التأكد دائماً أنه كل شيء ممتاز، وليست هناك أي أضرار أو أخطار.

ولكن هناك موازنة إذا كانت الفوائد أكبر بكثير من الأخطار أو من الأضرار والأضرار هذه يمكن التحكم فيها أو التقليل منها تتم الإجازة في هذه الحالة.

على الإنسان أن يفهم ويعرف فوائد التعديل الجيني مع أن يكون محتاطاً وحذراً وأن يبحث ويتعمق بالموضوع ليقلل من تحسسه وخوفه، وأن يشارك الوزارات والمنظمات والشركات الخاصة ما عرفة ليتم ذلك بشكل سليم.

نضال قسوم

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى