فيضان النيل : شهدت مصر على مدار تاريخها عدة فيضانات تجعل حصتها المائية أكبر مما تحصل عليه في هذه الأيام.
ويؤكد المؤرخون أن فيضان النيل عام 1887 كان من أقوى الفيضانات التي شهدتها مصر في نهايات القرن التاسع عشر .حيث بلغ إيراد مصر من المياه نحو 150 مليار متر مكعب من الهضبة الإثيوبية .
مشيرة إلى أن ذلك الفيضان كان أعلى إيراد من حصة اتفاقية تقسيم نهر النيل .
و في عام 1874 حقق فيضان نهر النيل زيادة كبيرة لكنها كانت أقل من فيضان 1887 بـ 72 سنتيمتراً .
و في عام 1988 شهدت مصر الفيضان العالي الذي حدث في الصيف بعد فترة جفاف امتدت لسنوات .
وكانت مصر من أوائل دول العالم التي قامت بعمل ضبط و أخذ مقاييس لنهر النيل و أنشأت السدود في أفريقيا .
في ستينيات القرن الماضي أنشأت مصر السد العالي في أسوان الذي ساعد في التحكم بتدفق المياه و حماية مصر من آثار الفيضان الذي كان يتسبب من قبل في غرق قرى بأكملها .
كيف يتم حساب فيضان النيل
يتم قياس تصرفات نهر النيل أثناء رحلته إلى مصر من خلال خمسة محطات وهي محطتي الروصيرص وسنار على النيل الأزرق .
محطة الخرطوم الواقعة على النيل الأزرق و النيل الرئيسي ، ومحطة عطبرة لقياس النيل و الواقعة على النيل الرئيسي حيث يصله المياه من نهر عطبرة .
و المحطة الخامسة في محطة دنقلا التي تبعد 500 كم إلى الشمال من العاصمة الخرطوم و الواقعة على النيل الرئيسي .
و يتم حساب فيضان النيل و المياه الواردة إلى مصر مع بداية السنة المائية في شهر أغسطس من كل عام .
موسم فيضان النيل
يمر فيضان النيل بثلاث مراحل تبدأ بموسم الفيضان ، ثم موسم الظهور ، ثم موسم الحصاد .
و تستغرق رحلة فيضان النهر خمسة عشر يوماً من الهضبة الإثيوبية عند مقياس الديم على الحدود السودانية الإثيوبية حتى بحيرة ناصر .
يقطع النهر خلالها مسافة 2590 كم بسرعة تصل إلى 168 كم يومياً على ثلاثة مراحل ، كل مرحلة منها تستغرق خمسة أيام .
يبدأ موسم الفيضان في شهر أغسطس من كل عام بما يعرف ببداية السنة المائية الجديدة ، و يستمر الفيضان ثلاثة أشهر .
و تعد الهضبة الإثيوبية هي المصدر الرئيسي للفيضان السنوي للنيل و تمثل 85% المئة من حصة مصر المائية التي يعد النيل الأزرق أهم روافدها .
يضاف إلى ذلك النيل الأبيض الذي يمد مصر بنسبة 15% من حصتها من مياه النيل .
يصل متوسط تدفقات النيل الأزرق 50 مليار متر مكعب كل عام ، و في حالة الفيضان الغزير قد تصل التدفقات من 80 إلى 100 مليار .
موسم جفاف النيل
يمر النيل الأزرق بثلاث دورات كل عشرين عاماً ، الأولى تعرف بالسبع السمان و يكون هطول الأمطار غزيراً فيها .
والثانية تكون نسبة هطول الأمطار متوسطة وتبلغ ست سنوات ، أما الدورة الثالثة هي السبع العجاف التي تنخفض فيها نسبة تدفق المياه .
فيضان النيل عام 2020
في أغسطس الماضي تواصلت فيضانات نهر النيل مسببة أضراراً كبيرة في السودان فسجلت مناسيب المياه فيها مستويات لم تحدث منذ أكثر من مئة عام .
و أدت هذه الفيضانات إلى خسائر مادية كبيرة في السودان إضافة إلى 150 شخصاً بين قتيل وجريح .
تشير الإحصائيات الرسمية إلى تضرر أكثر من 62 ألف منزل و نزوح نحو 85 ألف شخص إضافة إلى نفوق أكثر من 5 آلاف رأس ماشية .
فقد بلغ منسوب النيل عند محطة الخرطوم يوم السبت 5 سبتمبر إلى 17.64 متراً وهو يعتبر أعلى منسوب خلال المائة العام الماضية .
و أعلن مجلس الأمن و الدفاع الوطني السوداني حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر ، و أن الأراضي السودانية منطقة كوارث طبيعية .
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com