عرار شاعر الأردن وقصته مع الغجر – مصطفى وهبي التل الملقب بعرار كان يوقع قصائده بهذا الاسم، كان مثقفا درس في دمشق وأجيز في المحاماة و أتقن الفارسية والتركية وكان ثائرا ومتمردا،
كان صعلوكا وقد كان معاصرا للفقراء مع أنه كان مجالسا للحكام، قضى حياته منفيا بين ماذبا والعقبة وإذا أضعته تراه بين خرابيش النور، والخرابيش هي بيوت الغجر في الأردن، كان يجد فيها مدينته الفاضلة ويجد فيها المساواة والحياة الحقيقية والحب بين النوريات وكان له صديق قرباطي هو شيخ كبير في القرباط يعزف على الطبل و اسمه الهبر هكذا لقبه عرّار يوما ما ذهب الهبر لمراقبة مدعي عام إربد في قصر العدل،
ويبدو أن المدعي العام أمر حراسه بطرده فعاد الهبر مكسور الخاطر إلى عرار يشكو ما لاقاه في دار العدل، فكتب عرار قصيدة يخاطب فيها مدعي عام اللواء، يقول:
يا مدعي عام اللواء
وخير من فهم القضية
ومناط آمال القضاة
وحرز إنصاف الرعية
ليس الزعامة شرطها
لبس الفراء البجدلية
فيفوز عمرو دون
بكر بالمقابلة السنية
والعدل يقضي ان تعامل
زائريك على السوية
يا مدعي عام اللواء
وأنت من فهم القضية
الهبر جاءك للسلام
فكيف تمنعه التحية
الأن كسوته ممزقة
وهيئته زرية
قد صده جنديك الفظ
الغليظ بلا روية
وأبى عليه أن يراك
فجاء ممتعضاً إِليه
يشكو الذي لاقاه من
شطط بدار العادلية
ويقول إن زيارة الحكام
لا كانت بلية
فاسرع وكفر يا هداك
اللّه عن تلك الخطية
وأدخله حالاً للمقام
وفز بطلعته البهية
فالهبر مثلي ثم مثلك
أردني التابعية
ثم يتوجه للهبر بكلامه فيقول:
يا هبر بي فقر كفقرك
للإِباء وللحمية
أو ما تراني قد شبعت
على حساب الأكثرية
وأكلت بسكوتاً وهذا
الشعب لا يجد القلية
ولبست إذ قومي عراة
غير ما نسجت يديه
فأدر كؤوسك يا أبا
ناصيف مترعة روية
وأحل مقال الشيخ
إِن أفتى بحرمتها عليه
إن الذي تسبى مواطنه
تحل له السبية
القصيدة طويلة جدا ولعرار ديوان شعر جمع بعد وفاته في عام 1949 وهو مليء بالشعر وكله من هذا المستوى الجميل و مليء بالحب والحياة.
عرّار شاعر الأردن وقصته مع الغجر – مصطفى وهبي التل
