طالما سيطرت الاختلافات على مفاصل قصته في الديانات الثلاث رافق الأنبياء وعلمهم، يقال إنه ظل خالداً إلى يوم الدين… الخضر عليه السلام
تختلف الروايات حول نسب الخضر فمنهم من قال أنه ابن نبي الله أدم ومن صلب ومنهم من قال أنه ابن قابيل بن أدم ومنهم من قال أنه من سبط النبي هارون وقيل أنه من ذرية العيص بن اسحاق بن ابراهيم وقيل انه ابن فرعون من صلبه وقيل انه ولد فارس وقيل انه من بعض من أمن بإبراهيم عليه السلام وكان قد هاجر إلى بابل
وفي اسمه اختلاف أيضاً فأطلق عليه البعض خضرون وسماه البعض عامر وفيما قال البعض أنه بليان بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن سام بن نوح عليه السلام
ومنهم من أرجع اسمه الى المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزر وقيل انه نبي اماته الله 100 عام ثم بعثه فلا يموت حتى ينفخ في الصور
وقد ورد في صحيح السنة النبوية سبب تسمية الخضر بهذا الاسم بأنه ان جاسلاً على أرض قاحلة بيضاء لا نبات فيها فإذا هي تنبت الأخضر من الزرع وفي ذلك دلالة على الخير والبركة حيث قال عليه الصلاة والسلام إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء
ذكر الخضر في القرآن الكريم في سورة الكهف بشكل واضح ففي صحيح الحديث ان موسى عليه السلام خطب في قومه فسوؤل أي الناس أعلم
فقال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه أن عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك وأمره أن يأخذ معه حوتاً
فأينما فقده فهو هناك فلما فقد الحوت رجع إلى المكان الذي فقده فيه فاتخذ الحوت سبيله في البحر سربا
وكان لموسى وفتاه عجبا ووجدا الخضر عليه السلام فقال ان الله علمني علم لم يعلمه لك وعلمك علماً لم يعلمني به
فاشترط الخضر عليه السلام أن يسير على أن لا يسأله عن شيء حتى يحدثه به هو
فركبا في سفينة بغير أجرة فقام الخضر باقتلاع لوح منها فقال له موسى حملونا بغير أجر فلم حاولت إغراق السفينة
فذكره أنه لن يستطيع معه صبراً لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً ثم خرجا من السفينة
فبينما هنا يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاماً يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر رأسه فاقتلعه بيده فقتله
فقال له موسى: أقتلت نفساً ذكية بغير حق لقد جئت شيئاً نكراً
قال الخضر ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً
فلما وصلا قرية وجدوا أهلها لئاماً لا يطعمون الضيف ووجدوا فيها جداراً مائلاً فأقامه الخضر عليه السلام
فقال موسى قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا لو شئت لاتخذت عليه أجراً
فقال الخضر عليه السلام هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل مالم تستطع عليه صبراً
وفسر له ما كان خفي على موسى عليه السلام
خلوده في الارض:
اتفق اغلب العلماء ان الخضر عليه السلام ميت وأغلب الروايات التي تقول انه حي ضعيفة ومنكرة ولا يؤخذ بها ومنها أن أدم عليه السلام لما حضرته الوفاة أخبر بنيه أن الطوفان سيقع بالناس وأوصاهم إذا كان ذلك أن يحملوا جسده معهم في السفينة وأن يدفنوه معهم في مكان عينه لهم
فلما كان الطوفان حملوه معهم فلما هبطوا إلى الأرض أمر نوح بنيه أن يذهبوا ببدنه فيدفنوه حيث أوصى
فقالوا إن الأرض ليس بها أنيس وعليها وحشة فحرضهم على دفنه وحثهم على ذلك وقال إن أدم دعا لمن يلي دفنه بطول العمر فهابوا المسير إلى ذلك الموضع فلم يزل جسده عندهم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه وأنجز ما وعده فهو يحيى إلى ما شاء الله أن يحيى
وفي قصة ذي القرنين قيل أن الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فبقي خالداً في الارض لكن هذه الاحبار جميعها لا تصح كما قال أهل العلم
نبوة الخضر عليه السلام :
اختلف العلماء في نبوته أكان رسولاً أم نبياً أم عبداً صالحاً أم ولياً أم ملاكاً فقيل إنه يوحى إليه مستدلين بقوله تعالى ومافعلته عن أمري
واختلف العلماء أكان نبياً أم رسولاً وقيل ولياً وعبداً صالحاً وملكاً
الخضر في المسيحية:
يقول المسيحيون إن الخضر هو نفسه مارجرجس وتحكي الرواية أن تنينا كان يخرج على سكان بيروت ويرعبهم ويقتل سكان المدينة وبعد أن طالت القصة اتفق أهل المدينة على تقديم فتاة جميلة للتنين كل عام عن طريق القرعة فداء عن أهل المدينة
وفي سنة من السنين وقعت القرعة على ابنة حاكم المدينة فأخذ الفتاة إلى مكان الموعد وكانت الفتاة مؤمنة فتوسلت بالدعاء إلى الله فتصور لها مار جرجس وهو يركب حصاناً وفي يده حربة وعندما خرج التنين برأسه من البحر وذهب ليبتلع الفتاة
باغته مار جرجس فطعنه بحربته المسننة فمات في الحال فشيد والد الصبية كنيسة في الموضع الذي قتل فيه التنين
يقول المسحيون إن مار جرجس قتل في الثالث والعشرين من نيسان ثلاثمئة وثلاثة ميلادي بعد أن اعتنق الدين المسيحي في عهد الملك الروماني دقلديانوس ويحتفل المسيحيون كل عام بعيد مارجرجس
الخضر في اليهودية:
القصة اليهويدة تشابه القصة الإسلامية، لكن باختلاف أسماء الشخصيات وهما يوشع بن لاودي وإلياس وتختلف عدة أمور عن قصة موسى والخضر
تبدأ القصة بطلب يوشع من الله أن يلتقي بإلياس فيستجيب الله دعاءه وعندما التقى يوشع بإلياس طلب منه ان يطلعه على بعض الأسرار فيرد عليه إنك لا طاقة لك على تحمل ذلك
فيلح أن يرافقه في سفره إلى أن وافق إلياس بشرط وهو أن لا يسأله عن أي سيء يراه وإذا سأله فإن إلياس حر في تركه