الحياة والمجتمعالعناية بالذاتحيواناتحيوانات ونباتاتصحة

أمراض تنتقل من الحيوان إلى الإنسان


داء الكلب وبروسيلا أمراض تنتقل إلى الإنسان

أهلا بكم في العيادة البيطرية، نتحدث عن أمراض الحيوان بجميع فصائله المختلفة، الفصيلة الخيلية، المجترة، والحيوانات الأليفة، وأمراض الأسماك والدواب.

نتناول في كل مرض من هذه الأمراض، مسببات المرض وأعراضه، وطرق انتقاله للإنسان والحيوان، وطرق العلاج والوقاية، وشعارنا في العيادة البيطرية، الوقاية خير من العلاج.

الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان

وهي تنتقل بصورة طبيعية، بين الحيوانات الفقرية والإنسان، وهناك العديد من الأمراض، التي تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان، وتسبب له أمراض بدرجات متفاوتة.

منها الإصابة المميتة، مثل الحمى النزفية، وانفلونزا الطيور، وانفلونزا الخنازير، والسعار، ومنها الاصابات المزمنة، مثل سل الأبقار.

ومنها الذي ينتقل عن طريق الاحتكاك المباشر، مثل القوباء، ومنها ينتقل عن طريق الطفيليات الخارجية، مثل الأقراط.

ومنها ينتقل عن طريق الحشرات مثل البعوض، الذي ينقل مرض الحمى الوادي المتصدي، ومن هذه الأمراض المشتركة أيضاً، ينتقل عن طريق تناول اللحوم، مثل الديدان الشريطية.

ومن المعروف لنا، أن صحة الإنسان وصحة الحيوان، مرتبطين مع بعضهم البعض، بشكل واضح، نتيجة إلى العلاقة بينهم، سواء كانت تربية أو رفقة.

ونتيجة هذه العلاقة، هناك أمراض تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وهذا ما يعرف بالأمراض المشتركة.

دور الطبيب البيطري

الطبيب البيطري، هو المسؤول الأول، لأنه خط الدفاع الأول، للمحافظة على صحة الإنسان، من خلال مكافحته لهذه الأمراض المشتركة.

وذلك عند تأسيسه عيادة بيطرية، يعالج فيها الحيوانات، ويحصنها، ويرشد الناس، بمسح طبي للمعمل، ومن خلال المحاجر البيطرية.

وينتبه إلى الحجر البيطري، وينبه إلى الأمراض، ويمنع دخول أمراض جديدة، ويعمل على تطهير المزارع، ومتابعة الإرساليات داخل الدولة.

ومن خلال عمله على تفتيش اللحوم، في المسالخ، ليخرج لحم صالح للاستهلاك الآدمي، ومن خلال متابعته للحالة الوبائية.

يوجد تقريباً 1717 مرض معدي في الإنسان، منهم 870 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، معظمها مشتركة مع بعض الحيوانات الأليفة، والقليل منها مع الحيوانات الكبيرة.

خلال ثلاثين عاماً ماضية، ظهر تقريباً 177 مرض معدي جديد، أو متجدد، منهم 134 مرض مشترك، و75% منهم من الحيوانات الأليفة.

داء الكلب أو السعار rabies

المرض الأساسي الآن، الذي نتحدث عنه، هو مرض السعار أو داء الكلب، وهو عبارة عن التهاب نخاعي فيروسي حاد، ومميت.

وأعراض داء الكلب عند الإنسان دائماً، تكون بدايته عبارة عن إحساس بالخوف من الماء، والهواء، وصداع وحرارة عالية، مع الحمى.

وتزداد الأعراض هذه، حتى تصل إلى الشلل وتشنج العضلات، وصعوبة في البلع والهذيان، وتستمر الأعراض من يومين، إلى ستة أيام، ثم تحدث الوفاة، بسبب شلل في عضلات التنفس.

أسباب مرض الكلب أو السعار

العامل المسبب هو rabies virus، وهو عبارة عن فيروس الكلب، وهو منتشر في مناطق عديدة في العالم، وكانت نسبة الوفاة أربعين ألف حالة سنوياً، وهذه الاحصائية في القرن الماضي.

واليوم بعد انتشار الإرشادات بين الناس، والتطعيم الروتيني للكلاب، وفعالية النظم العلاجية والوقائية للحالات، التي تم اكتشافها قلت النسبة جيداً.

والكلب هو مرض في الحيوان أساساً، والمناطق الوحيدة الخالية من المرض، هي اليابان واستراليا، ونيوزلندا وبعض المناطق في أوروبا.

مصدر العدوى لمرض الكلب أو السعار، يشمل العديد من الحيوانات، في مقدمتها الكلاب، ثم القطط، وبعدها الثعالب والذئاب.

وفي أحياناً نادرة، من الممكن أن تكون الفئران، والأرانب البرية، أو السنجاب، ناقلة لعدوى الكلب أيضاً.

طرق انتقال عدوى مرض الكلب أو السعار

تنتقل العدوى من الحيوان إلى الإنسان، عن طريق اللعاب، والذي هو مليء بالفيروسات، من خلال قطع الجلد، أو عن طريق الخدش، أو الجروح.

وتستمر فترة الحضانة، التي هي من بداية الإصابة، إلى ظهور الأعراض، من ثلاثة إلى ثمانية أسابيع، وبعدها تظهر الأعراض التي ذكرناها.

ما هو العلاج والوقاية من مرض السعار أو داء الكلب؟

يشمل العلاج، إعطاء المصل الوقائية، والتطعيم المتخصص ضد المرض، ومن المهم أن ننظف ونطهر الجرح فوراً.

وبعد ذلك، يتم تناول المضادات الحيوية، ومن ثم التطعيم بحقنة الكزاز، بجرعة منشطة ضرورية جداً.

وهناك نصائح وقائية، وهي الابتعاد قدر الإمكان، عن أماكن وجود الحيوانات البرية، كما ذكرنا القطط والكلاب، والثعالب.

وفي حالة وجود حيوان عليه أعراض غير طبيعية، يجب الابتعاد عنه، وعدم التحرش به، وتبليغ  المختصين، لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

ولو حدث وتعرضت إلى العض من حيوان، فإن أول شيء تقوم به، هو تطهير الجرح بالماء والصابون، ثم تذهب إلى المركز الصحي، لتناول العلاج المناسب.

وبعد ذلك، من المعروف أن نجاح  العلاج، في هذه الحالات، يعتمد على سرعة بداية العلاج، والانتظام في جرعات التطعيم، حسب مواعيد الطبيب المختص.

وداء الكلب أو السعار، هو أخطر مرض تحدثنا عنه، من الأمراض المشتركة، لأن نهايته هي الوفاة المحققة.

مرض البروسيلا brucella

والبروسيلا، هو المرض الثاني، الذي يصنف من مجموعة الأمراض، التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، بسبب العادات والممارسات الخاطئة.

ومرض بروسيلا، يعرف باسم الحمى المتموجة، أو حمى البحر الأبيض المتوسط، أو الحمى المالطية.

أعراض مرض البروسيلا

يبدأ مرض البروسيلا brucella، بصورة فجائية وتدريجية، وتتميز بحمى مستمرة، أو متقطعة وغير منتظمة، ومن العلامات المميزة.

الصداع الشديد، والتعرق الغزير برائحة سيئة، ارتعاشات في الجسم، ضعف عام وآلام في المفاصل، والاكتئاب ونقص في الوزن، آلام عامة، وفقدان الشهية على الطعام.

ويستمر المرض أياماً أو أشهر، وأحياناً لمدة عام أو أكثر، لو لم يعالج بالأسلوب الجيد، والتوقيت السليم.

مضاعفات المرض تنتشر في المفاصل والعظام، ومن الحالات التي يسببها المرض أحياناً، يكون مضاعفات في الجهاز البولي والتناسلي.

وقد تحدث الوفاة تقريباً، بنسبة 2% لو أن الحالة لم تعالج بشكل فوري وصحيح، ومن الممكن أن يتوفى المريض، لعدم التشخيص الصحيح.

ما هي العوامل المسببة لحدوث مرض البروسيلا؟

تم اكتشاف المرض، عن طريق طبيب في الجيش الإنجليزي في مالطا، في القرن التاسع عشر، واكتشف الميكروب، في عينات من الطحال، للجنود البريطانيين.

توفي الجنود بعد إصابتهم بالحمى، ولهذا سميت الحمى المالطية، وسميت نسبة إلى المكان الذي تم اكتشاف مرض البروسيلا فيه.

ويوجد من هذه البكتيريا، عدة أنواع أشهرها، البروسيلا المجهضة، والبروسيلا المالطية، والبروسيلا الخنزيرية، والبروسيلا الكلبية.

ومرض البروسيلا  brucella واسع الإنتشار في كل العالم، وإن كانت دول أوروبا، نجحت في السيطرة عليه إلى حد كبير، وفي معظم الأحيان، يعتبر المرض من الأمراض المهنية.

أي التي لا تصيب إلا الأشخاص، الذين لهم علاقة بالمزارع، وتربية الحيوانات، والمسالخ والمجازر، والأطباء البيطريين.

كيف تنتقل عدوى البروسيلا brucella ؟

دائماً تكتشف العديد من الحالات، نتيجة العادات الغذائية الخاطئة، مثل شرب الحليب دون تعرضه إلى الغليان، أو وجه اللبن الطاف على السطح.

القشطة والجبنة الغير مغلية، وهي من الأشياء التي تنقل العدوى، وهذا غير البقر والجاموس، والماعز والثيران.

ويكون انتقال العدوى، عن طريق ملامسة نسيج أو دم، أو بول أو أجنة، أو مشيمة للحيوانات بشكل مباشر، وخاصة إذا كان لدى الإنسان جرح في اليد.

وهناك احتمال أن تنتقل العدوى من التربة الملوثة، بإفرازات الحيوان إلى الإنسان، عن طريق الهواء.

كيف يتم مكافحة مرض البروسيلا brucella ؟

يجب استئصال الحيوانات المصابة من المكان، والتطعيم ضد المرض، واكتشاف الاصابة بشكل مبكر، والتخلص منها عن طريق الذبح.

ويجب غلي الحليب، والتوعية الصحية لأسباب المرض، وطرق انتقاله، وهي تشكل ركن جيد في منع انتقال أي مرض.

الوقاية الشخصية، مثل استخدام القفازات، عند التعامل مع الحيوانات، مع تغطية الأنف والفم، وعدم تناول اللحوم المذبوحة، إلا بعد تعرضها للنار جيداً.

ومن الأشياء التي قد تحصل دون أن ننتبه، حتى لو كنا لم نتعامل مع أي من الحيوانات مطلقاً، أنه من الممكن التعرض للعدوى، عن طريق اللبن الجاف، مثل السوركي والشنكليش.

لأن الجبن الجاف، لا يتعرض إلى الحرارة أبداً، في مرحلة صناعته، لهذا هو من الأطعمة، التي تنقل مرض البروسيلا.

وأي مشروب فيه حليب، من المحلات التجارية، قد يكون غير معرض للحرارة بشكل كاف وغير معقم، وهذا أيضاً ينقل المرض بشكل كبير.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى