البعوض : هذا هو أكثر الكائنات فتكاً وأخطر كائن على الإطلاق، وتسبب في موت المليارات من البشر، لا شيء آخر يقتل عدداً أكبر منه، أو ينشر الأمراض أكثر منه.
حياكم، قناة هيزن hazen
عاش البعوض لما يقارب المائتي مليون عام، ويتكون من ثلاثة آلاف وخمسمائة فصيلة مختلفة. قرابة المائتي فصيلة منها تختص بامتصاص دماء البشر.
ويهاجمون الثديات والطيور والزواحف والبرمائيات وحتى بعض أنواع السمك. وفي بعض المناطق مثل ألاسكا، سرب البعوض قد يكون كثيفاً لدرجة أنه يخنق وعلاً.
لكن في أفريقيا يصيدونه في أوعية مدهونة بالزيت ليلتصق البعوض بها. ثم يقلى على الزيت ليصنعوا منه برغر يتناوله الصغار والكبار.
أمراض ينقلها البعوض
يتسبب البعوض؛ في العديد من الأمراض مثل:
الحمى الصفراء
تدمر الأنسجة وخاصة الكبد والكليتين وتسبب تلون الجلد إلى اللون الأصفر.
شيكونغونيا Chikungunya
حمى وآلام مفصلية قد تستمر لفترة طويلة.
حمى الضنك Dengue
حمى وآلام مفصلية وعضلية وطفح جلدي.
سنوياً تتسبب الأمراض التي ينقلها البعوض؛ في موت أكثر من مليون شخص. ففي عام 2015 فقط أصيب مائتي مليون شخص بالملاريا، ومات منهم نصف مليون شخص.
لكن ما الذي يجعل عضته مميتة إلى هذه الدرجة؟
البعوض مصاص الدماء
في البداية، لديهم دافع وسبب لفعل ذلك، فقط الإناث منهم يعضوننا فهن يحتجن الدماء لإنتاج البيض وحوض من الماء ليفقص صغارهم فيه، حتى القمامة تفي بالغرض.
وخلاف المعتقد السائد، هم لا يتغذون على الدم وإنما على طلع الأزهار.
قد يبدو الأمر بسيطاً في البداية حيث تقوم البعوضة بإدخال الخرطوم الخاص بها في البشر، لكن أدواتها التي تستخدمها متطورة للغاية.
في البداية الطبقة الحامية تكشف عما بداخلها، وإذا نظرت لرأس البعوضة تحت المجهر لترى ما تخفيه هذه الطبقة الحامية ستجد ستة إبر.
إثنان من هذه الإبر تملك أسناناً صغيرة حادة، تستخدمها لتخرق جلدك، وهي حادة للغاية لن تشعر بها على الإطلاق.
وإبرتان تستخدمهما لتباعد الأنسجة بينما تقوم بعملها، من تحت الجلد يمكنك رؤيتها وهي تبحث عن عروق الدم.
هناك حساسات على إبرتها الخامسة تستشعر المركبات الكيميائية التي تطلقها الأوعية الدموية، لتساعدها في الوصول إلى هذه الأوعية.
ثم تستخدم الإبرة التي تشبه المصاصة لتسحب الدماء. بعد أن تمتلئ بالدم، تقوم بفصل الماء عن الدم، وتتخلص من الماء.
المساحة التي وفرتها بالتخلص من الماء تستخدمها لتسحب المزيد من الدماء، وتستخدم إبرتها الأخيرة لتحقن مركبات تسهل انتقال الدم إليها.
وهذه المركبات هي التي تسبب الحكة الذي تصيبنا لاحقاً. وأحياناً قبل أن تغادر تترك هدية في بصاقها، فيروس أو طفيليات لتمرضنا أو تقتلنا.
البعوض لا يستفيد شيئاً من إمراضنا، وإنما هذا الفيروس يكون متواجداً عليها ويستغلها لينتقل إلينا، هذا ما يجعلها عدونا الألد.
لكن كيف نحارب مثل هذا الكائن الذي يبصق ويتبول علينا ويمتص من دمائنا؟
مصانع البعوض
الحلول مثل المبيدات والمواد الكيميائية محدودة الفائدة وضررها أكبر من منفعتها، آخر الحلول المبتكرة هي مصانع البعوض.
نعم مصانع البعوض لإنتاج بعوض معدل جينياً بكميات كبيرة، مثل مصنع البعوض في جنوب الصين فيغانغ جوزو الذي أظهر نتائج واعدة.
حيث يتم إصابة البعوض بالبكتيريا المسماة ولباكيا ويصبح البعوض غير قادر على حمل العديد من الأمراض.
والميزة الثانية لإصابتهم بهذه البكتيريا أنهم عندما يتزاوجون مع بعوض سليم لا يفقص البيض الناتج، وبالتالي فقط البعوض المصاب يمكنه التكاثر والذي لا يصيب البشر بالأمراض.
وبدأت أستراليا باستخدام هذه المصانع أيضاً، المصنع لديه نموذج آخر من البعوض المعدل جينياً، بحيث يموت بعد أربعة أيام من التزاوج مع أي بعوضة أخرى، ولا يفقص البيض الناتج أيضاً.
بدأت البرازيل باستخدامه حيث أصبحوا ينشرون بمعدل مليوني بعوضة في الأسبوع، وانخفضت الإصابات بحمى الضنك Dengue بنسبة 90%.
نصيحة
حاول أن تتخلص من المياه الراكدة الموجودة حولك كي لا يستخدمها البعوض؛ للتكاثر.
وشكراً على المشاهدة.