إسلامالآدابقصص وحكايات

ذكاء أعرابي في مجلس الأصمعي


الأصمعي

جلس الأصمعي ذات يوم في مجلس يحدث جلساءه، فأحب أثناء حديثه الاستشهاد بآية من القرآن الكريم فقال:

(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهم جزاءً بما كسبا نكالاً من الله) وختم الآية بقوله: والله غفور رحيم.

فسأله الأعرابي: يا أصمعي كلام من هذا؟ فرد عليه: هذا كلام الله، فقال الأعرابي بثقة: هذا ليس كلام الله.

انتشر اللغط في المجلس وثار الناس على الأعرابي الذي ينكر في نظرهم آية واضحة في القرآن، لكن الأصمعي محتفظاً بهدوئه سأله: يا أعرابي هل أنت من حفظة القرآن؟ قال الأعرابي: لا، فقال الأصمعي: هل تحفظ سورة المائدة؟ (وهي السورة التي تنتمي إليها هذه الآية)

قال الأعرابي: لا، قال الأصمعي: إذاً كيف حكمت أن هذه الآية ليست من كلام الله؟ فكرر الأعرابي بكل ثقة: أقول هذه الآية ليست من كلام الله.

ومع ارتفاع اللغط أعاد الأصمعي قراءة الآية (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهم جزاءً بما كسبا نكالاً من الله)، فوجد ختامها (والله عزيز حكيم)

فقال: لقد أخطأت في نهاية الآية، والله عزيز حكيم، وليس غفور رحيم، أعجب الأصمعي لنباهة الأعرابي الذي فطن للخطأ بدون أن يكون من حفظة القرآن، فسأله: يا أعرابي كيف عرفت؟ قال الأعرابي: يا أصمعي والله عزيز حكيم، عز فحكم فقطع، ولو غفر رحم لما قطع.

لقد لاحظ الأعرابي بفطرته أن الآية تتحدث عن حكم شديد من أحكام الاسلام، وهو قطع يد السارق درءً للمفاسد، وتخويفاً لغيره، فليس من المعقول أن تنتهي الآية بكلمة غفور رحيم.

لأن هذا المقام ليس مقام مغفرة ورحمة، بل مقام تطبيق للحد، سبحانه عزيز حكيم.

 

المصدر يوتيوب

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى