حول العالمعلوم الفلك والأرض

ارتفاع حرارة الكوكب تأثيره على البلاد العربية

ارتفاع حرارة الكوكب : دلتا النيل ستغرق، والخليج وسيتحول لكتلة من الجحيم. لن تعود دبي صالحة للعيش، وبغداد ستموت في العطش.

حروب مائية تنتظرنا، وكوارث ستنهي وجودك شخصياً خلال سنوات. أزمة المناخ التي لا تعيرها اهتماماً، كيف تضع نهاية للعالم الذي تعرفه.

الحضارة البشرية ظهرت من منطقتنا العربية، وتحديداً من مكان يدعى الهلال الخصيب، هنا استقر البشر، وهنا ابتكروا الكتابه ومن هنا أيضاً تبدو ملامح النهاية.

بنظرة من الفضاء سنرى شيئاً من الكارثة، النقاط السوداء والرمادية هي مناطق توشك على التصحر.

تقول وكالة ناسا أنها موجة الجفاف الأكثر قسوة منذ ألف سنة على المنطقة العربية.

لكن بنظرة من على الأرض سنشاهد الكارثة بالعين المجردة.

انخفاض بمنسوبي دجلة والفرات، وموجة جفاف تضرب المغرب وتؤدي لتراجع اقتصادي بمعدل 1.5%.

وتصنيف للأردن كرابع أكثر بلدان العالم جفافاً.

أما تونس والمغرب والجزائر وسوريا وليبيا وفلسطين والإمارات والبحرين والكويت وقطر فستدخل جميعها منطقة الفقر المائي الشديد، في غضون ثلاثة عشر عاماً.

عرفنا شيئاً مما يحدث، لكن كيف حدث يا ترى؟

ارتفاع حرارة الكوكب وتأثير الصوبة الزجاجية

ارتفاع حرارة الكوكب وتأثير الصوبة الزجاجية

هل سمعت بارتفاع درجة حرارة الأرض، سخونة لم يسبق لها مثيل منذ 800 ألف عام، تعرف علمياً بالاحترار العالمي.

المسألة ببساطة كالتالي: الأرض تمتص أشعة الشمس، ثم تنفثها نحو الغلاف الجوي، في الحالة الطبيعية، تخرج الحرارة الزائدة كما دخلت.

لكن في حالتنا اليوم تنحبس هذه الحرارة بسبب ما يعرف بتأثير الصوبة الزجاجية. فغاز ثاني أكسيد الكربون يمنع الحرارة منه الخروج.

البشر سبب الاحترار العالمي

لكن من ينفث ثاني أكسيد الكربون؟ أنه الجاني المعروف للجميع، نحن البشر.

باستخدامنا من الوقود الأحفوري في السيارات والمصانع ومولدات الطاقة، نطلق كميات هائلة منه، وهنا قد يتساءل الواحد منا:

وما دخلي أنا بالاحترار العالمي؟

لم تكون هناك مشكلة لو ارتفعت درجة الحرارة على سطح الأرض من 35 إلى 36.5 .

الحقيقة إنها مشكلة كبيرة جداً، تصل حتى كوب الماء الذي تشربه. لا يهمك لكنه يقتلك، وسيقتل كل شيء تقريباً.

لو ذهبنا في رحلة قصيرة إلى السماء مرة آخرى، هنا بين الغيوم المتلبدة، تجد مصنع المياه العذبة في العالم.

بخار ماء يصعد من البحار والأنهار، بفعل حرارة الشمس، مشكلاً غيوماً تتفاعل مع بعضها، حتى تحدث شرارة ما، فيتفجر المطر.

الأهم من المطر هو الثلج، من دونه لن تجري الأنهار كما نعرفها، فذوبانه من قمم الجبال هو ما يرفد أنهار دجلة والفرات بالمياه.

وهنا المصيبة، الاحترار العالمي يمنع الثلوج على التساقط بكمياتها المعهودة، فوق جبال طوروس في تركيا، ما يعني مياه أقل في نهر دجلة وجفافاً في فروعه.

ارتفاع حرارة الكوكب والشذوذ المناخي

الاحتباس الحراري لا سبب الجفاف فقط، بل يزيد حالات الشذوذ المناخية القاسية، مثل الموجات الحارة التي ضربت عمان والجزائرعام 2018، والإمارات والسعودية عام 2016.

وتقول الأبحاث إن درجة الحرارة 50 مئوية، قد تصبح رقماً طبيعياً نشهده معظم أيام الصيف خلال القرن الحالي.

يقول سيبرين درايف هارت أستاذ في جامعة ساوثهامبتون:

من المتوقع بالطبع أن يحتر المناخ، وأن تكون كل سنة أدفأ من التي سبقتها، نتوقع أيضاً حدوث تقلبات شاذ حول هذا الاحترار.

وهو ما يعزز التوجه ناحية ارتفاع درجات الحرارة بصورة أكثر قسوة.

الغرق

المصيبة الأخرى لا تقل كارثية، فمدننا وربما بلداننا ستغرق بالمعنى الحرفي للكلمة. كيف؟

في العالم هناك قارات بأكملها عبارة عن ثلوج، بكميات هائلة جداً. يؤدي ذوبانها المتسارع لارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار.

وهو ما دفع العلماء للتنبؤ بأن دلتا مصر ستغمرها المياه المالحة بعمق 20 إلى 40 كيلومتراً، وأن مدينة الاسكندرية ستغرق تماماً، بحلول نهاية القرن.

ليست مصر فقط، هناك مدن عربية مهددة بالغمر، مثل طرابلس وتونس العاصمة والكويت وعدن ودبي والدوحة وبغداد.

ارتفاع حرارة الكوكب والحروب والقلاقل

كيف يمكن أن يؤثر التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، على مستقبل العالم العربي، وشكل صراعاته وحدود دوله؟ كيف يصنع حروبنا الأهلية، ويهيئ للصراعات جديدة في المنطقة؟

قد يصح القول إنه كلما زادت الوفرة قلت الحروب، والعكس صحيح. لقد كان الخلاف على المياه في الخمسينيات أحد عوامل اندلاع حرب الأيام الستة عام 1967.

عندما حاولت إسرائيل تحويل نهر الأردن إلى خط أنابيب يحمل المياه من بحيرة طبريه، إلى صحراء النقب.

أيضاً من المعروف أن الصراع التاريخي بين تركيا وسوريا، كان سببه مياه الفرات. وكذلك يحدد تعامل أثيوبيا مع ملف نهر النيل طبيعة وشكل صراعها مع مصر.

لا يسبب التدهور المناخي صراعات بين الدول فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى قلاقل داخل الدول نفسها.

فعندما ترتفع الحرارة ويحل الجفاف وملوحة التربة في دلتا مصر مثلاً، تحدث الهجرة المناخية، يسافر الناس إلى مراكز المدن للبحث عن سبل غير الزراعة.

سيحدث اكتظاظ سكاني، بطاله وفقر، ما سيشعل بالتأكيد صراعات أهلية، ويزيد معدلات الجريمة.

و دارفور السودانية خير مثال، فبحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP تبين أن الفقر المائي وتصحر التربة، كانت عوامل أساسية لنشوب الصراع الدامي فيها.

أما في سوريا، فتقول دراسات عديدة بأن الجفاف الذي سبق اندلاع الحرب بأربع سنوات، قد يكون له علاقة في اشتعالها.

المناخ  الحرارة سيحددان مصير دولنا العربية

ومصير ما يقرب من ثلاث مليارات إنسان في الدول الواقعة بين مداري الجدي والسرطان.

كما يوضح كريستيان بارينتي في كتابه مدار الفوضى، لكنه رغم ذلك يبقى بعيداً عن الاهتمام العربي إلا ما ندر.

ولسخرية القدر، أمريكا أكبر دولة متسببة بالكارثة، انسحبت من اتفاقية باريس للمناخ، لم لا؟

فالأثر المدمر سيمر من بلداننا أولاً، بالرغم من مساهمتنا القليلة في ارتفاع الحرارة في الكوكب، والتى لا تتجاوز 5% فقط، وهذا حسب منطق بسيط: ليس من العدل في شيء.


المصادر

قناة ميدان على يوتيوب


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى