شخصيات

الأسطورة ياسر العظمة بين الأداء والإبداع

ياسر العظمة داهية الخطابة والفصاحة من سوريا الحبيبة ، لقّب بصوت الشعوب و كوميديا الجسد و الروح .

برع في الإخراج و التمثيل و التقديم ، تهافت الناس على تقليده لدرجة الشهرة .

عكس لنا بمرآته حال الشعوب و حكاياها و يتردد صدى صوته في ذاكرتنا المحفورة في مراياه ليعكس لنا قصص الشعوب إنه الأستاذ الأسطورة ياسر العظمة .

الأستاذ ياسر مذهل في تنقله بين الشخصيات المختلفة ، فلنتعرف عليه بشكل أكبر .

من هو ياسر العظمة

هو من مواليد مدينة دمشق في 13 مايو 1942 ، و قد عمل كاتباً و مخرجاً و ممثلاً .

ياسر العظمة

كانت بدايته في الستينات من خلال تقديمه برنامج أبجد هوز الذي كان يسلط الضوء على الكثير من الأخطاء الشائعة في اللغة العربية .

ثم بدأ مشروعه الذي اشتهر على مستوى الوطن العربي مرايا ، ألّفه و أعدّه لمدة تزيد عن 35 عاماً ، قام خلالها بتمثيل العديد من الشخصيات التي كانت غالباً ما تحمل الطابع الكوميدي الساخر .

الفنان الكبير العظمة من المقلّين في اللقاءات التلفزيونية ، ومن المكثرين من الإنتاجات التي كشفت العديد من المواهب .

التحليل الصوتي للأستاذ ياسر العظمة

لنسلط الضوء على نقاط قوة الأستاذ ياسر و ما السبب الذي جعله ينتشر و يكون له هذا القبول . فهو يمتلك كمية كبيرة من القوة في شخصيته .

الاندماج مع الشخصية

يتلبس في صدق و يذوب في الشخصية لدرجة أنه يجعلك تشعر أن هذه الشخصية هو صاحبها فعلاً .

لغة الجسد

لغة جسده قوية بشكل غير عادي في كل شخصية يتقمصها ، فمرة تراه شخصاً كبيراً في السن و مرة تراه عادياً و مرة فقيراً ، فيذهلك في تقمصه بكل أدواره المختلفة الأشكال و الألوان .

حفظ النصوص

لعله عندما كان يكتب أغلب هذه النصوص ككاتب و مؤدي كان يحفظها ، و مع ذلك ليس من السهل حفظ كل النصوص باستطراد و دقة عالية .

نبرة الصوت

توظيفه لنبرة الصوت و الضغط و الارتكاز على كثير من المعاني ، فلو بدأ بلهجة محلية يرفع و يخفض صوته و يستطيل الكلمات مما يجعله مؤثراً على الجمهور و ينسيك أنه أمام كاميرا .

فكلما كان الشخص أمام كاميرا و أنساك أن هناك كادر و أخرجك من حالة تصوير و سحبك في مجريات القصة تعرف أن المؤدي سيطر عليك و سحبك إلى داخل القصة .

كاريزما الصوت

صوته ذو الخامة المتحشرجة و أسلوبه في الكلام و ضحكته اللافتة والمميزة .

مخارج الحروف

رصانته في اللغة العربية و جمال وقوة مخارج حروفه ، ولا يخفى عن أهلنا في الشام بلاغتهم في اللغة العربية و قوتهم في الأداء و الكلام و العلم ، مما ينعكس على شخص الأستاذ ياسر .

الثقافة العلمية والأدبية

ثقافته كبيرة وعميقة لدرجة أنك يمكنك متابعة مسلسلاته فتسمع أسماء أجنبية تحفزك للبحث عنها ومعرفة ماهيتها .

أرشيف ياسر العظمة

لدينا بعض الأسئلة التي طرحت عليه في مقابلات قديمة له على الرغم من شحها .

لماذا ركز الفنان ياسر العظمة على التلفزيون دون غيره ؟

التلفزيون آلة سحرية وهو أكثر انتشاراً وشمولاً فلذلك إذا اردنا أن نعالج فكرة فأحب أن أعالجها عن طريقه لأنه يصل إلى كل بيت لا يكاد يخلو منه بيت .

ومسؤولية التلفزيون كبيرة وخطيرة لذلك على الفنان أن يجود من أعماله وينتقي ويتخير مواقع أقدامه ، و أن يكون قدوة حسنة في كل المجالات الثقافية و الحضارية و الاجتماعية و التربوية و النفسية .

لذلك أرى أن الأعمال التلفزيونية مفيدة للناس أكثر .

ما سر توجه الفنان العظمة للحديث باللغة العربية

لا أدل ولا أصدق من أن اللغة العربية الفصحى تستجيب للحاجات اليومية و متطلبات الحياة من أن نتحدث كلانا هذه اللغة الجميلة ، و يتدفق الكلام من أفواهنا كما تدفق اللغة الشعبية .

بالعكس اللغة هي سجل فخارنا ، أحياناً هناك الكثير من الأفكار الجادة لا تستطيع أن تصوغها إلا باللغة العربية و إن استعملت اللغة الدارجة فالفكرة سنتقص من قدرها .

و أجد نفسي أحياناً ملزماً أن أتكلم العربية الفصحى لأنها أشد بياناً و أعلق في الأذهان و الأفهام و النفوس و الأفئدة من اللغة الدارجة .

هناك بعض البرامج الخفيفة يجب أن نستعمل فيها الفصحى و ليس كل الممثلين يتقنون هذه اللغة الحبيبة .

فلو لدي برنامج مرايا في اللغة الفصحى لا أستطيع أن آتي إلى اللحام وأقول له : من فضلك أعطني أوقيتين من اللحم الطازج .

أو أقول لبائع الحلويات : أعطني كيلوين من الكنافة المدلوقة ومثلها أو ضعفيها من قطائف العصافيري . سيكون هذا مدعاة للضحك .

ألا ترى أن تقلدك مهام الكاتب والممثل والمنتج يضعف العمل

ما المانع أخي الكريم فيما إذا وجدت في نفسي المقدرة في كتابة الكلام وأن ألحن وأكتب الموضوع ما المانع ؟

إذا كان ما أقدمه خفيفاً مقبولاً جميلاً يستقبله الجمهور برحابة صدر ، فأحياناً تكاد تجد أنه لا أحد يفهمك في صلب عملك الذي تريد طرحه على الناس إلا نفسك ذاتها .

تقليد ياسر العظمة

الأمر الذي أثار فضولي و عجبي و بنفس الوقت فرحتي بأن أصبح مقلدو ياسر العظمة يحصلون على الشهرة بسبب هذا الأمر.

حقيقة الكلام لا ينتهي و الأعمال كثيرة و كبيرة ، و هنا ينتهي حديثنا عن أسطورة الكوميديا الساخرة ، أسطورة مرايا الأستاذ ياسر العظمة .

المصادر

قناة خالد النجار


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

ماكتيوبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى