تقنية

الشهرة وجه اليوتيوب YouTube المظلم 


ما لم يخبرك إياه اليوتيوبرز

السلام عليكم أنا محمد غنايم، حلقة اليوم عن الشهرة في اليوتيوب YouTube : بداية سأسألك هل ترغب في أن تصبح مشهوراً؟

إن كان جوابك نعم أرغب أن أصبح مشهوراً، حسناً لكن في نهاية هذا المقطع ستكره مفهوم الشهرة.

فموضوع اليوم خطير جداً وبه الكثير من المعلومات التي أتمنى منكم أن تستمعوا لها حتى النهاية والتي ستعطيكم نظرة مختلفة عن اليوتيوب YouTube واليوتيوبرز بشكل عام.

الشهرة في اليوتيوب YouTube 

قمت بحصر موضوع الشهرة، لأن يوتيوب يعتبر أسهل طريقة للوصول للشهرة فنحن سنتكلم وإياكم اليوم عن الوجه المظلم للشهرة عن طريق يوتيوب.

ولكن بداية دعني أبدأ بالقول في إحدى حفلات التخرج قال أحد الأساتذة للطلاب الخريجين تسلق الجبل لترى العالم لا ليراك العالم. 

ثم يشير بعد ذلك إلى أن إحدى المشكلات التي تواجهنا في العالم المعاصر هو أننا أصبحنا اكثر رغبة في لفت انتباه الآخرين لنا، بمعنى آخر أننا أصبحنا أكثر رغبة في أن نصبح مشهورين.

يسألني الكثير بشكل مستمر حول كيف أنجح في اليوتيوب؟ وكأن يوتيوب أصبح شهادة اجتماعية ودرجاته في تلك الشهادة هي عدد المشتركين وعدد المشاهدات.

إن أغلب اليوتيوبرز الناشئين أو المبتدئين حديثاً يهملون دراستهم، وأحياناً يتركونها وأحياناً يفكرون بالانتحار بسبب ما يتلقون من تعليقات سلبية وأمور كثيرة أخرى تحدث معهم.

والسبب هو سعيهم خلف أريد أن أصبح مشهوراً.

صفات اليوتيوبرز

قرأت تقريراً البارحة في صحيفة الغارديان البريطانية أن اليوتيوب ينطبق عليه مثل فزت باليانصيب ويا ليتني لم أفز، وقام بتلخيص ما يمر به اليوتيوبر من بدايته إلى نهايته كالآتي:

المرحلة الأولى

الشعور بالرضا والسعادة على ما حققه من شهرة. اليوتيوب YouTube 

المرحلة الثانية

الشعور بالتعب النفسي والإجهاد بسبب أن الشغف زال وأصبح اليوتيوب عبء وعمل عليه.

المرحلة الثالثة

الوصول إلى نقطة الإنهيار وترك اليوتيوب والدخول في حالة اكتئاب. اليوتيوب YouTube 

وهذه المراحل لو سألت أي يوتيوبر عنها سيجيبك بنعم قطعية، أن هذه المراحل تحدث معهم بالضبط، ويجري للكثير من اليوتيوبرز الذين وصلوا للمرحلة الأخيرة وهي الاكتئاب وترك اليوتيوب.

كيفية الربح من YouTube

الأمر بسيط جداً، قم بتصوير شيء جيد أو اكتب عنواناً جريئاً ثم اترك الأمر لخوارزميات اليوتيوب.

( كلما كنت أكثر جرأة أو أقل حياء أصبحت أكثر شهرة )

قبل يومين صادفني مقطع تحت عنوان عملت مقلب في زوجتي، حصد هذا المقطع أكثر من مليون مشاهدة خلال أيام.

فاستغربت ودخلت إلى قناة ذلك اليوتيوبر، فوجدت أن مقاطعه السابقة لا تتعدى العشرين ألف مشاهدة باستثناء المقطع الذي وضع زوجته به.

وعدد مشتركي ذلك الشاب هو مائتي ألف، فكيف حصل على مليون مشاهدة مع أن مشتركيه أقل من مائتي ألف؟

هذا يعود إلى خوارزميات اليوتيوب في الترويج للقنوات الناشئة، يتم الأمر بإعادة نشر المقاطع التي تكون فيها نسبة المشاهدة بالدقائق أعلى من  90%.

فلو أنت صاحب قناة يوتيوب ناشئة وقمت بنشر مقطع جريء، ثم شاهد الناس 90% من مدة ذلك المقطع، مبارك عليك الشهرة، وهذا الأمر موضح في مقال الكاتب Scientific American .

( كلما كنت أكثر تصنعاً أصبحت أكثر شهرة )

وهذا الأمر ليس من عندي هو من خوارزميات اليوتيوب، قابلت الكثير من اليوتيوبرز ووجدت أن أمراً مشتركاً بهم جميعاً.

أنهم ليسوا كما ترونهم خلف الشاشة، ليس إنهم أسوا بل بالعكس، بعضهم يكون خلف الشاشة أفضل بكثير من أمامها.

ولكن الأمر المشترك بهم جميعاً إلا من رحم ربي هو التصنع، هم ليسوا على سجيتهم، فأصبح اليوتيوب مكاناً للتصنع.

فكل شخص يعرض عكس ما يخفي، فالكوميدي في واقعه ثقيل، وصاحب المقالب في واقعه جدي، والحماسي في واقعه هادئ.

وعندما أسألهم عن السبب لماذا التصنع، إن عرضت شخصيتك الحقيقية لأحبك الناس أيضاً؟ فيكون جوابهم أيضاً مشتركاً.

التصنع والتمثيل

أن هذا المجال يحتاج تمثيل وتصنع وإلا لن تنجح به، ولن تحقق الأرقام العالية، وهم محقين في ذلك فمشاهداتهم وأرقامهم عالية.

( كلما أصبحت أكثر شهرة كلما أصبحت أقل تحكماً بأفعالك )

في تقرير لصحيفة الغارديان جاء فيه أن اليوتيوب من خلال خوارزمياته يتعمد تدمير صانعي المحتوى حتى يستفيد هو من ذلك. كيف ولماذا يفعل ذلك؟

إن الأرباح التي يحصل عليها اليوتيوبرز من المشاهدات 50% منها تذهب إلى شركة يوتيوب و 50% منها تذهب لصانعي المحتوى. طبعاً أقل من 50% لأن هناك ضرائب ومصاريف تحويل وغيرها.

فالذي تأتيه مليون مشاهدة على كل مقطع يقوم بنشره تتعمد الخوارزميات إنقاص هذه المشاهدات، لتجبر هذا الشخص على نشر محتوى أكثر جرأة وأكثر تصنعاً وجذباً للانتباه.

هذا الأمر يؤدي إلى جعل صانعي المحتوى يقدمون على فعل تصرفات إجرامية، مثل نشر تحديات صعبة جداً، ونشر مقالب مخيفة جداً والأصعب التخلي عن مبادئهم.

وإذا لم تستجب لهم خوارزميات يوتيوب يقومون بقتل موظفي اليوتيوب.

في عام 2018 أقدمت امرأة اسمها نسيم نجفي أغدام على اقتحام مقر اليوتيوب في كاليفورنيا وأطلقت النار على ثلاث موظفين ثم انتحرت، وقالت في رسالة مسجلة لها أن اليوتويب تعمد تجاهل مقاطعها.

الشهرة على اليوتيوب

هذا ليس هدفاً، الهدف يكون أريد أن أصبح مشهوراً في العلم الفلاني في الفن أو غيره، أريد أن أصبح مشهوراً دون أن تكمل هذه الجملة تعتبر نصف هدف.

لأنك إن لم تكن واضحاً في هدفك ستقدم على فعل أي شيء في سبيل نصف الهدف. أن تصبح مشهوراً وستجد نفسك بلا هوية.

وعندما تنظر لمقاطعك بعد زوال الشهرة ستخجل من نفسك وما كنت تنشر واليوتيوب وخوارزمياته تساعد في جعلك بنصف هدف إذا لم تكن صاحب مبادئ قوية.

أعرف الكثير من اليوتيوبرز الذين كانوا في بداياتهم لا ينشرون صور عاريات من باب ديني، لا يريدون أن يفتحوا على أنفسهم باب سيئات جارية.

ولكن بسبب خوارزميات اليوتيوب، وانخفاض نسبة المشاهدة لديهم، أصبحوا ينشرون كل شيء، وإذا سألت عن الهدف من قناته يقول لا أعلم، فلا تكن شخص بنصف هدف ولا تقبل على نفسك النصف.

عندما أردت أن أفتح صفحة على الفيسبوك Facebook، طلب مني الموقع حينها أن أختار نوع الصفحة، وكان الخيار الأقرب لي هو شخصية عامة.

وبالفعل اخترتها ولكن لو تفكرت في ذلك الخيار، تلاحظ أنه يحق لكل العامة والناس الوصول إلى تلك الشخصية ومحاسبتها.

فأنت أصبحت شخصية عامة، لذلك تلاحظ أن المشهورين إذا بدر منهم عيب ولو صغير، يذيقهم الناس الويل ابتداءً من التعليقات السلبية والشتيمة وصولاً إلى العتاب.

ونسوا أنه مجرد شخص عادي هو ليس منزه، لم قد تسبه وتعاتبه وتعطيه أكبر من حجمه؟ ومن هنا ظهر لدينا مفهوم القدوة الخاطئة.

فإذا أردت قدوة إفهم أولاً من يستحق القدوة ثم اختر. فكلما أصبحت مشهوراً أو شخصية عامة أصبحت أكثر محاسبة من العامة.

ملخص أعوام على اليوتيوب

أن اليويتوب كيوتيوب، لن يضيف لك شيئاً بقدر ما سيأخذ منك. الاعتماد على اليوتيوب كوسيلة دخل وحياة هو قمة عدم التخطيط.

فاليوتيوب غير دائم، الدائم هو ما تصل له بصعوبة واجتهاد، والتميز الذي أنت به سيختفي مباشرة بمجرد أن تلتحق بالشهرة وستصبح مشابه للباهتين الكثر الموجودين في اليوتيوب إلا من رحم ربي.

كلما ضغطت عليك خوارزميات، سترينا واحداً من أهل بيتك، إلى أن تصور لنا ما لا يصور. هذا رأيي الشخصي ربما لا يعجبك.

الخوارزميات اللعينة جعلت أسرار البيوت معرضاً، وجعلت قليلات العقل يتفنن في عرض مفاتنهن للشباب سعياً منهم خلف تلك الخوارزميات.

والأمرّ هؤلاء الأطفال والمراهقين الذين أصبحوا بلا هوية بسبب ما يشاهدون على قنوات اليوتيوب.

النهاية

أحبتي في الله إن الدال على الخير كفاعله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا هو الهدف الكامل ودمتم في أمان الله. اليوتيوب YouTube 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى