صحة

العدوى و نقص المناعة


أجيب اليوم عن هذا السؤال: لماذا بعض الناس عرضة للإصابة بالعدوى ونقص المناعة وبعضهم محصن ضدها؟

كنت على متن طائرة في الأسبوع السابق، وكان الشخص الذي يجلس ورائي يسعل بشدة وكانت السيدة التي تجلس بجواري تضع وشاحاً حول فمها.

فكنت أحاول ألا أتنفس حتى لا أستنشق الهواء الملوث وكان الوضع مقرفاً.

لم تظهر عليّ أي أعراض، ولكني أتساءل هل سأمرض بسبب تلك الفيروسات والبكتيريا المنتشرة في ذلك المكان الضيق.

تعريف العرضة 

لنعرف كلمة عرضة، احتمالية التأثير بشيء محدد أو التعرض له.

أتحدث عن الفيروسات والبكتيريا والميكروبات، ما الذي يجعلك عرضة للإصابة بالميكروب؟

نوعي الجهاز المناعي و نقص المناعة

أولاً: هناك نوعين من الجهاز المناعي، نقص المناعة الفطرية و نقص المناعة التكيفية.

المناعة الفطرية موجودة منذ الولادة وهي استجابة سريعة من الجهاز المناعي، وبها وظائف مبرمجة مسبقاً، أعني العدلات والخلايا الوحيدة والخلايا الفاتكة الطبيعية.

أما المناعة التكيفية فمختلفة تماماً، فهي لا تكون موجودة في الجسم عند الولادة، وتتكون من خلايا تائية وخلايا بائية.

وهذا الجهاز يحتاج إلى التعلم والتمرن.

فعندما تتعرض لعوامل البيئة سواء كانت فيروسات أو بكتيريا، يبدأ الجسم في التفاعل وإنشاء ذاكرة حتى يعلم الجهاز المناعي ما عليه فعله عندما يتعرض لتلك العوامل في المرة المقبلة.

يحاول هذا الجهاز تمييز خلاياك حتى لا يقتلها ويركز على الميكروبات الغازية فقط.

في مرحلة محددة من حياة بعض الناس، يتعطل هذا الجهاز ولا يمكنه التمييز بين الخلايا ويهاجم الجسم أو يسبب أمراض المناعة الذاتية.

عوامل العرضة للعدوى

هناك خمسة عوامل رئيسية تجعلك عرضة للعدوى.

أولاً الإجهاد (التوتر)

هناك بحث شيق عن الفجيعة، وهو دخول الشخص في حالة من الحزن لمدة طويلة بعد فقدان أحبائه.

وجدوا أن الجهاز المناعي يُكبح، وهذا يعني كبح العدلات وهي كريات دموية بيضاء.

مما يتيح المجال للميكروب لمهاجمة الجسم والإضرار به.

يتحكم في جزء من هذا الجهاز العصبي الودّي المسؤول عن المحاربة أو الفرار، أما الجزء الآخر فيتحكم فيه الكورتيزول.

الكورتيزول واحد من هرمونات الإجهاد الرئيسية تنتجه الغدة الكظرية.

الكورتيزول يكبح كريات الدم البيضاء، ففي كل مرة يرتفع فيها مستوى هرمون الكورتيزول، تصبح عرضة للإصابة بالعدوى.

فإذا تعرضت لإجهاد مزمن لوقت طويل، ينخفض مستوى الكورتيزول ويختفي الوسيط الدارئ، وهو القوة التي تكبح التفاعلات المناعية المفرطة.

وبهذا يمكن أن تصاب بمشاكل في الجهاز المناعي بسبب انخفاض الكورتيزول، مثل مرض أديسون، الذي يجعل الناس مصابين بالفيروسات طوال الوقت.

وكذلك الحال عند ارتفاع الكورتيزول الذي يسبب متلازمة كوشينغ، الارتفاع والانخفاض يسببان التعرض للميكروبات.

غالباً ما يصاب الناس بالمرض بعد حدث مُجهد.

ثانياً انخفاض مستوى فيتامين (د)

وهو من أهم الفيتامينات لحماية الجهاز المناعي، لأنه ينظم ويتحكم في كل من المناعة الفطرية والتكيفية.

فإذا كنت مصاباً بنقص فيتامين د سيحدث خلل في جهاز المناعة، ولن تكون لديك آلية دفاعية.

ولهذا يصاب الناس بالإنفلونزا في الخريف، ويمرضون في الشتاء، وذلك بسبب نقص فيتامين د، وليس بسبب البرودة والمطر، بل نقص فيتامين د.

إن نقص فيتامين د يزيد كثيراً من خطر هجوم الفيروسات على الرئة.

ولهذا أنصح بتناول فيتامين د في أشهر الشتاء، والتعرض للشمس في فصل الصيف.

ثالثاً الزنك

وهو مهم في الحماية المناعية، فإذا كنت تعاني نقصاً فيه، يزيد خطر إصابتك بالبكتيريا العقدية، لاسيما في الرئتين، ولا يمكن قتل الميكروبات.

والزنك موجود في بعض كريات الدم البيضاء التي تساعد على قتل البكتيريا.

بالمناسبة، هناك مليار شخص في العالم يعانون نقصاً في الزنك.

رابعاً فيتامين أ

وهو مهم للغشاء المخاطي في الجيوب الأنفية، والجهاز التنفسي والحلق.

فيتامين أ مهم لطبقة الحماية داخل الجسم، فإذا كنت تعاني من نقص فيه، سيزيد خطر الإصابة بالعدوى في الرئتين.

إذا كنت تعاني من نقص فيتامين أ فإن الخلايا البلعمية التي تقتل البكتيريا وتطردها من الجسم تتعرض للكبح.

ولحسن الحظ، هناك شيء يحتوي على كمية متوازنة من فيتامين أ وفيتامين د، وهو زيت كبد الحوت، ولعل جدتك قد نصحتك به في مرحلة النمو.

خامساً فيتامين سي c

وهو ضروري للجهاز المناعي ويحميك من الميكروبات.

ونقص فيتامين سي يجعلك سريع التأثر بالعدوى ويعطل الخلايا البلعمية، فتتراكم البكتيريا، ويتوقف الجسم عن إنتاج الأجسام المضادة.

كانت هذه العوامل الخمسة التي تسبب سرعة التأثر بالعدوى

دكتور بيرج

 

 المراجع العلمية لهذا الفيديو:

https://www.webmd.com/cold-and-flu/ne…

https://www.webmd.com/vitamins-and-su…

https://www.healthline.com/health/str…

https://www.healthline.com/nutrition/…

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى