إسلام

اليهود من عهد النبي إلى القرن العشرين


الشيخ نبيل العوضي- قصة بني إسرائيل

اليهود من عهد النبي إلى القرن العشرين : بنو اسرائيل تشتتوا في الأرض، جزء منهم ذهب إلى اليمن، وجزء ذهب إلى أوروبا، وجزء منهم سكن الجزيرة، وتشتتوا في الأرض بعد أن دمروا لقرون طويلة.

وكل هذا عقوبة فعلهم، ما عاقبهم الله عز وجل ظلماً، بل بكفرهم وظلمهم، وعدوانهم للأنبياء والمرسلين، ففعل الله بهم ما فعل.

أصل اليهود ونسبهم

عندما نقول يهود، ذلك لأن النسل والسبط الذي بقي، هو سبط يهوذا، ولهذا سموا بعدها باليهود، وكلهم ليسوا من بني اسرائيل، لأنهم اختلطوا في الأرض بين الناس، ودخل في دينهم من ليس منهم.

وهم لا يستطيعون أن يثبتوا هذا النسب، وإن كان من هذا النسب موجود إلى الآن، فهم القلة القليلة منهم، وإلا لانقرضوا.

وكلمة بنو إسرائيل تطلق على اليهود اليوم، مع أن ليس كل بنو إسرائيل يهود، وليس كل اليهود من بني إسرائيل.

اليهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

في عهد النبي لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وجد ثلاث قبائل من اليهود، بنو قريظة، وبنو النضير، وبنو قينقاع، قاطنين بها منذ سنوات طويلة، وينتظرون النبي حتى يبعث.

أحد علمائهم يقال له عبد الله بن سلام، عندما رأى النبي عليه الصلاة والسلام يدخل المدينة، أخذ يراقبه ويستمع إلى حديثه من بعيد، ويرى وجهه، وكان يعرف علامات النبي في التوراة.

يقول عبد الله بن سلام: فلما رأيته، عرفت أن هذا الوجه ليس بوجه كذاب، دخل عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يستقبل الناس من المدينة يسلمون عليه.

فقالوا له أصحابه: هناك شخص من علماء اليهود، يريد أن يقابلك، قال: فليدخل، ودخل عبد الله بن سلام وسأل النبي بعض الأسئلة، ثم دخل في الإسلام.

عدم اعتراف اليهود بنبوة النبي محمد

قال عبد الله بن سلام: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت، وسأختبئ عندك، فإذا جاءوا إليك، فاسألهم عني، فلما دخل بعض علماء اليهود على النبي عليه الصلاة والسلام، اختبئ وراء الستار.

فسألهم بعد أن سألوه بعض الأسئلة، لأنهم كانوا يريدون أن يتأكدوا، إذا كان هو النبي أم لا، لأن كل أوصاف النبي لديهم في التوراة، وهم كانوا ينتظرونه.

وبعد أسئلتهم، سألهم النبي صلى الله عليه وسلم: تعرفون عبد الله بن سلام؟ قالوا: نعم، قال: كيف هو فيكم؟ قالوا: هو سيدنا وابن سيدنا، قال: كيف إن أسلم؟

قالوا: نعيذه بالله من هذا، فدخل عبد الله بن سلام عندهم هم جالسين، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فقال اليهود مباشرة: هو شرنا وابن شرنا

عادة اليهود في نقض العهود والمواثيق

(ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)

فقد كانوا يقولون للأوس والخزرج، الذين هم عباد أصنام، سيظهر نبي منا، فإذا ظهر، قاتلناكم معه، فإما أن تدخلوا في ديننا، وإلا نستبيحكم.

وبدأت الآيات تنزل في وصف بني اسرائيل، لأنهم موجودين أساساً، وقد تم عقد عهود ومواثيق بينهم للعيش في المدينة، فالإسلام جاء ليعيش مع الأمة كلها.

ولكنهم للأسف، أبوا إلا أن يكونوا كعادتهم بنقض العهود، وحاولوا قتل النبي عليه الصلاة والسلام، والغدر به، حتى قتل منهم ما قتل، وأجلى منهم خارج المدينة.

وآذوا امرأة في السوق، وفي غزوة الخندق، وقفوا مع المشركين، وظلوا سنوات في خيبر، ثم بدأوا يمكرون، فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى من خيبر.

وجاء الصحابة وأجلوهم من الجزيرة العربية كلها، فتشتتوا في الأرض قروناً طويلة (ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس).

تشتت اليهود في الأرض

هاجر بعضهم إلى آسيا، وبعضهم استقر في فارس، وبعضهم ذهب إلى أوروبا، وذلك في القرنين الأوليين بعد البعثة النبوية الشريفة.

كانت القوتين العظيمتين في الأرض، هم المسلمون بعد الفتوحات والنصارى الروم، وهؤلاء لم يكونوا يهتمون لعرقهم وأصلهم.

وكان بين المسلمين والنصارى حروب كثيرة، وكانت هناك امبراطورية تسمى امبراطورية الخزر، في القرن الثامن الميلادي أي الثاني للهجرة.

فانضم اليهود إليهم، وهم تبنوا دين اليهود، لأنهم كانوا يبحثوا عن أي دين، غير الإسلام والنصارى، فتركوا الوثنية واعتنقوا الدين اليهودي، وصار لديهم شيء من القوة، حتى دمرت تلك الامبراطورية، فتشتتوا مرة أخرى في الأرض.

أقسام اليهود

ينقسم اليهود إلى جزئين، جزء لا زال يدعي أنه من سلالة بني إسرائيل، ويسمى السفارديم، وهم يحافظون على أصولهم وعرقهم الأصلي.

هاجر كثير منهم إلى أوروبا الشرقية، وبعضهم كان في شبه الجزيرة الأيبيرية، في اسبانيا والبرتغال، وكلما جاءوا إلى بلد، أفسدوا فيها.

وجزء آخر من اليهود، يسمون الأشكناز، والأشكناز هم الغالب من اليهود، وبنسبة كبيرة منهم في البلاد 90%

وكل بلد يفسدون فيها، بعد عدة قرون من تواجدهم فيه، فيعملون بالربى، ويفسدون الاقتصاد والأخلاق، وينشرون الإباحية، والأعمال الإجرامية، وهذه طبيعة اليهود في كل مكان.

وعد بلفور

طرد اليهود من شبه الجزيرة الإيبيرية، وذهبوا إلى البلقان وعاشوا زمناً فيها، ثم طردوا من أوروبا الشرقية.

فذهبوا إلى أوروبا الغربية، وجلسوا هناك فترة من الزمن، آذوا وأفسدوا ودمروا، حتى جاء زمن الألمان النازيين، أحرقوا منهم من أحرقوا، ودمروهم وتشتتوا في الأرض كلها.

حتى جاء القرن التاسع عشر، وقرروا أن يجتمعوا مرة أخرى، ولكن لم يكتب لهم الاجتماع، إلا في منتصف القرن العشرين، فمنذ ميلاد عيسى عليه السلام، وهم مشتتون في الأرض.

وجاء وعد بلفور، الذي وعدهم بدولة يجتمعون فيها، وفعلاً حصل لهم ما أرادوا، ولكن لجزء يسير من الزمن، وهذا الحبل من الناس، سينقطع بإذن الله عز وجل، وستعود الآخرة مرة أخرى.

اليهود من عهد النبي إلى القرن العشرين – الشيخ نبيل العوضي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى