صحة

حقيقة غازات البطن


الدكتور محمد فائد- أسباب وحلول غازات البطن

سنتحدث عن مشكلة يعاني منها معظم الناس، وهي الانتفاخات والغازات في الأمعاءأو ” غازات البطن ” فكثير من الأحيان تكون قوية ومستمرة طوال الوقت، وغازات يصبحها آلام، وهي مزعجة.

وهذه الغازات لم تكن من قبل، فهي من الأمراض الحديثة، وأمراض العصر، بسبب تغير نمط عيش الإنسان.

تأثير غازات البطن على سكان المدن فقط

غازات البطن قد تكون قليلة، بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في البادية، وتكاد لا توجد، لأن ليس طعامهم مواد مصنعة وحلويات، ولا يأكلون طوال الوقت.

ولا يعتمدون على الوجبات الصغيرة والسريعة، فهم لا زالوا يطبخون بأنفسهم عند وقت الجوع فقط، ولا يأكلون في الليل ولا خارج منازلهم، لهذا ليس لديهم غازات.

أما في المدن، فهم يشتكون كثيراً من الغازات، لأنهم يأكلون في كل الوقت، ويعتمدون على الطعام والمنتجات التي يشترونها من الخارج، ويحبون الأكل في الشارع.

فإن اختلاط الأكل والأكل في كل الوقت، واختلاط المأكولات التي يتواجد بها مضافات غذائية، مع مأكولات تطهى في المنزل، هذا يجعل المعدة في حرج فلا بد من الغازات.

والذين ينتظرون خلطة أو عشبة أو دواء، يجب أن يفهموا هذا المرض أولاً، فلا يحتاجون إلى ذلك ولا يصرفون أموالهم بالعلاجات الكاذبة.

خطر الأطعمة المصنعة والمجمدة

في المغرب وتونس والجزائر ومصر وأغلب الدول العربية، تحدثوا عن نفس المشكلة، لأنها بلدان مستوردة للبضائع الخارجية.

وبدأت تلك الدول وغيرها، تميل إلى نمط عيش الحياة الغربية، وهذه البضائع المستوردة، ترتكز على رخص الثمن وليس على الجودة والنوعية، لهذا تكون مواد مغشوشة في أغلب الأحيان.

ما هي أسباب الغازات؟

الأشياء التي تسبب الغازات هي الأكل في كل وقت، فيجب أن ينتظر الإنسان لمدة ستة ساعات وأكثر، بعد كل وجبة، مع شرب الماء، وترك المعدة فارغة وخصوصاً في الليل.

وأن يخلط الإنسان الأطعمة مع بعضها البعض، مثل السكريات والنشويات، السكر مع الخبز، أو الحلويات.

وكل الأشخاص الذين يتناولون الفاكهة بعد الغداء الدسم، ومن ثم يتناولون الشاي مع الحلويات، فهذا هو خراب للجهاز الهضمي والمعدة.

فالوقت تغير الآن، فهو ليس وقت التظاهر بالأطعمة الكثيرة والدسمة، بل أصبح الآن يتباهى الناس، بالأشخاص الذين لا يتناولون الدواء، والذين يأكلون أطعمة صحية.

وتأتي الغازات من الأكل في أوقات الليل، والأكل بدون جوع، والأكل في الليل إذا كان المرء صائماً، فإذا أرادوا أن يصوموا بشكل صحيح، يجب أن لا يفعلوا ذلك.

فمن الناحية العلمية، هو صيام خاطئ، لأن الناس يأكلون أضعاف الكميات، عن التي يأكلونها في الأيام العادية.

الوقاية من الغازات

أفضل طريقة للوقاية من الغازات هي الجوع، وأن لا يتم تناول الأكل في كل وقت، وخاصة في الليل كما قلنا، والابتعاد عن الأطعمة التي يوجد بها مواد صناعية.

مثل عبوات الحليب بجميع أنواعه، الذي يباع في أوروبا وفي دول أخرى، فهو يكون مصنعاً، وليس حليب البقر، مثل حليب اللوز وغيره.

فهذه المنتوجات والأجبان، ومنهم لحم النقانق أيضاً، واللحوم المصنعة والمجمدة، هي السبب الرئيسي للغازات، لأن تحتوي على مادة  كاراجينان وأشياء أخرى.

الكاراجينان هو من الأعشاب، وتتم معالجتها لاستخدامها كمثبت للأغذية، وجعلها هلامية، ليحافظ على سماكة المادة، فهي بديل عن الجيلاتين الحيواني.

فالذي يحدث أنها تسبب التهابات على مستوى الجهاز الهضمي، وهو يوجد في الكثيرة في الكريمة المطبوخة، والقشطة المعلبة، وفي الشوكولاتة والآيس كريم.

الكاراجينان هو الذي يحدث هذه الغازات في الأمعاء والبطن، وهذا الذي أثبته الباحثون، بأن له علاقة واضحة لهذه الآلام والمغص.

وأثبتت الدراسات، أن الالتهابات التي يحدثها الكاراجينان، قد تصل إلى سرطان القولون، وأيضاً التهاب كرون وتقرحات القولون.

لهذا نكرر يجب الابتعاد عن المواد المصنعة، وإذا تعذر ذلك على البعض، لأنهم لا يعرفون الطهي مثلاً، واضطروا إلى شراء الأطعمة من الخارج.

فيجب أن يختاروا الأطعمة المحضرة في نفس اليوم، وليس الأطعمة المجمدة والمصنعة، لأن هذا هو تغير نمط العيش الغير صحيح.

تغير طريقة تناول أنواع الأطعمة في المدن

بعض الأشياء التي لاحظناها، أن هناك اضافات إلى السلطات في الكثير من الدول العربية على وجه الخصوص، حيث كان طبق السلطة مثلاً مكون من الخضار الطازجة والزيت فقط.

ولكن الآن، بدأوا يضيفون إلى هذه السلطات، في المنازل وفي المطاعم، الذرة والمايونيز والصوص بأنواعه المختلفة، وأحياناً البيض والتونة.

فهذه كارثة، وليست سلطة، يجب أن تكون السلطة خضار طازجة، ومقطعة مع شيء من زيت الزيتون، أما الخليط المختلف الغير صحي، فهو فن الجهل وليس فن الطبخ.

والذرة المجمدة تسبب انتفاخات الأمعاء لدى النساء على وجه الخصوص، لأنها مستوردة، وقد تكون معدلة وراثياً، حتى أن بذور النباتات اليوم، أصبحت معدلة وراثياً.

هل هناك علاج لغازات البطن؟

الغازات ليس لها علاج ولا دواء ولا عشبة، فهي تأتي كما قلنا، من الطريقة الخاطئة التي يتناول بها الناس الأطعمة.

مثل الأكل بسرعة، والأكل مع عدم الجلوس، وتناول الفاكهة والحلويات بعد الوجبة، والأكل في الليل، وهي أشياء لم يعهدها الجسم.

ولاحظ الناس، الذين يعيشون في البادية، عندما يصلون إلى المدينة، ويأكلون الأطعمة في المدينة، فيحدث لهم غازات وآلام ومغص.

حتى في أوقات السفر، عند تغير نوعية الطعام في البلد الذي يصل إليه المسافر، يسبب غازات البطن وأحياناً المرض والمغص وآلام المعدة، حتى أن الماء يؤثر في هذه الأمور.

ولكن الناس لازالوا يسألون، هل من دواء للبواسير والقولون العصبي؟ لا ليس هناك دواء، ولكن يجب أن يفهموا لماذا يصابون بالأمراض، وعندها لن يحتاجوا إلى أدوية وعقاقير وغيرها.

 الدكتور محمد الفائد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى