بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قصة فتح القسطنطينية قصة فيها أحداث هائلة وضخمة سنتكلم حول قصة فتح القسطنطينيه فقط، أي في فترة 5 أبريل وحتى غاية 29 مايو.
سنتحدث عن بعض العجائب التي حدثت قبل فتح القسطنطينية بقليل، فترة دخول الجيش العثماني إلى القسطنطينية كان في يوم 29 مايو سنة 1453 ميلادي.
في يوم 24 مايو و 25 مايو أي قبل الفتح بخمسة أيام أو أربع أيام حصل عدة حوادث عجيبة في القسطنطينية.
في داخل المدينة بعيداً عن الجيش العثماني المحاصر للمدينة، وإن كان طبعاً الجيش العثماني يشاهد هذه الأحداث هو الآخر لأنها أحداث معظمها أحداث كونية.
في يوم 24 مايو بالليل، حصل خسوف للقمر، أي ليلة 25 مايو، سبب هذا الخسوف نوعاً من الإحباط الشديد لدى البيزنطيين، وهذا شيء ليس لأي أحد علاقة به بحيث أن هذه مقادير الله سبحانه وتعالى.
نبوءة خسوف القمر
كان هناك نبوءة لدى البيزنطينين قديمة جداً، تنسب إلى قسطنطين الأول، وهو الذي أسس القسطنطينية بحيث تقول النبوءة أنها ستسقط في يوم يظلم فيه القمر، وفي الوقت الذي ينبغي أن يكون كاملاً.
أي أن القمر سيكون كاملاً ولكن ستحدث ظلمة للقمر في هذه الأيام، ومن ثم ستسقط القسطنطينية، وفي ليلة 16 جمادى الأولى كان من المفروض أن يكون القمر شبه مكتمل وحدث خسوف.
تاريخ الخسوف الحقيقي
وكالة ناسا لديها قسم تاريخي، يتكلم عن تاريخ الخسوف في العالم وعند الرجوع لهذا التاريخ وجد أنه فعلاً قد حدث خسوف جزئي للقمر، أي جانب من القمر حدث له ظلمة وجانب كان مضيئاً.
عند حدوث الخسوف الجزئي للقمر يكون القمر على شكل الهلال، وعند الرجوع للنبوءة رأى البيزنطيون أن القمر قد حدث له خسوف في وقت حصار العثمانيين.
وبالصدفة أيضاً كان العثمانيون يضعون صورة الهلال على أعلامهم، وهنا تداعت معنويات البيزنطيين لدى رؤيتهم هذا الشيء وتأكدت من نبوءة قسطنطين الأول.
رؤيا قسطنطين الأول
هذا حدث غريب وثابت، ولكن رؤية رأها قسطنطين الأول هذا حدث يدعو للاستغراب، بحيث أنه ليس نبياً ولا من الصالحين، وتتحقق رؤيته.
وأيضاً نحن رأينا فرعون قد رأى رؤيا، وتحققت رؤياه والكثير من الكفار رأوا رؤية وتحققت رؤاهم هذه الرؤى سلاح عجيب جداً.
لا أدري ما تفسير هذا الحدث الذي حصل للقمر، ولكنه أدى إلى إحباط كبير لدى البيزنطيين ولدى القيادة لديهم.
الضوء الأحمر حول كنيسة آيا صوفيا
قبل فتح القسطنطينية بخمسة أيام، وتحديداً في يوم 24 مايو شاهد سكان المدينة ضوءاً أحمراً قوياً، يحيط بقبة كنيسة أيا صوفيا و يبدأ في الانتشار من قاعدة القبة العملاقة حتى غطاها تماماً.
ثم اختفى هذا الضوء الغريب، وإلى الآن لم يحدد أحد من الباحثين والدارسين لهذه المرحلة التاريخية سبب هذا الضوء.
لكن سكان المدينة في ذلك الوقت، فسروا هذا الضوء بأنه الملاك الذي يحرس كنيسة أيا صوفيا، ومدينة القسطنطينية قد قرر الرحيل عن المدينة وتركها.
وهذا الضوء الأحمر هو ضوئه و هو يغادر، مما سبب للسكان حالة من الإحباط وتدني في الروح المعنوية .
سقوط صورة السيدة مريم :
كان لدى البيزنطيين صورة ضخمة للسيدة مريم، و كانت هذه الصورة من الضخامة بحيث لا يحملها إلا عدة رجال. وكان إطارها محلى بالجواهر والذهب، وكانوا يسمونها حامية المدينة.
وكانت هذه الصورة في قصر بلاكيرني بالقرب من أسوار المدينة، فأراد أهل المدينة أن يقيموا قداساً ضخماً، وصلاة كبيرة برعاية السيدة مريم، حتى تحفظ لهم المدينة ولا تسقط.
وبالفعل قاموا بنقل هذه الصورة من قصر بلاكيرني إلى كنيسة أيا صوفيا حيث يقام القداس، وأثناء النقل في الطريق، والناس حولها، حدث أن سقطت الصورة بصوت عنيف على الأرض و تلطخت بالطين.
فكان هذا السقوط من أشد الأمور التي أثرت على نفسية السكان، وأحسوا بأنها نذير شؤم لسقوط القسطنطينية في يد المسلمين.
سقوط مطر كثيف وثلج
بعد أن أفاق البيزنطيون من سقوط صورة السيدة مريم، وأعادوا حملها مرة أخرى، وقبل وصولهم الى كنيسة أيا صوفيا لإقامة القداس، هطل مطر شديد على المدينة مصحوباً بكرات صلبة من الثلج والجليد.
وكان المطر من شدته أنه تحول إلى سيول، وكان يجرف الأطفال من أيدي أمهاتهم، والثلج الصلب يسقط على الناس في الطرقات فيصيب رؤوسهم وأجسامهم.
مما جعلهم لا يستطيعون إكمال القداس ورجعوا إلى بيوتهم خائفين محبطين .
ضباب كثيف يحيط بالمدينة
في اليوم التالي مباشرة من يوم القداس الذي لم يتم، وفي وسط النهار أحاط بالمدينة ضباب كثيف على غير العادة في ذلك اليوم من السنة.
حتى أنه تعذرت الرؤية في طرقات المدينة في منتصف النهار، مما أصاب السكان وحامية المدينة بالخوف والرعب من هجوم المسلمين تحت غطاء هذا الضباب.
علامات بشرى للمسلمين
بينما كانت هذه الحوادث نذير شؤم وعلامة من علامات الهزيمة عند البيزنطيين، فإنها كانت علامة تفاؤل واستبشار عند المسلمين، وأمل في نصر الله، ودلالة على قرب فتح القسطنطينية واقتراب النصر.
الأمور العجيبة والحوادث التي وقعت قبل فتح القسطنطينية، كانت من عوامل رفع الروح المعنوية عند المسلمين، وتحفيزاً لهم، وإحسان الظن بقرب الفتح.
وكانت على الجهة الأخرى خفضاً للروح المعنوية، ونذير بقرب زوال ملكهم وإمبراطوريتهم على يد الخلافة العثمانية .
جميع هذه الأحداث بشر بها الرسول عليه الصلاة والسلام بسقوط القسطنطينية، وبحيث كان هذا الحدث الكبير حدث عظيم جداً، وأدى الأمر إلى نشأة الإمبراطورية العثمانية وتوسعها ضمن أوروبا كلها.
موعد سقوط المدينة
كان البيزنطيون يعتقدون في أدبياتهم أن مدينة القسطنطينية سوف تسقط بعد 7000 سنة من خلق العالم، والذي يعتقدون صحة تاريخه في كتبهم.
وكان هذا الموعد يوافق سنة 1492 ميلادية على حساباتهم، فلما كان حصار المسلمين للقسطنطينية وقرب سقوطها في عام 1453 ميلادية، أي قبل موعد سقوطها المتوقع بحوالي تسعة وثلاثون عاماً.
إلا أنهم بعد رؤية هذه الحوادث والعجائب التي حدثت قبل فتح القسطنطينية بأيام، أصابهم الإحباط و اعتقدوا أن حساباتهم كانت خاطئة، وأن موعد سقوط المدينة هو في هذه الأيام وليس بعد أعوام.
أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم جميع هذه الخواطر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.