كيف تتم عملية غسيل الأموال أو تبييض الأموال الغير مشروعة؟

كثيراً ما يتم تداول هذه المفاهيم، في مختلف وسائل الإعلام، وحتى في الأفلام، واليوم سنقربك من هذا المفهوم.

يمكن اختصار مفهوم غسيل الأموال، في كونه مجموعة من عمليات تحويل، كميات من الأموال المحصلة، بطريقة غير مشروعة.

إلى أموال نظيفة، ذات طابع قانوني، وقابلة للتداول في النشاطات العامة، وتتم هذه العملية لقصد إخفاء، وتغطية المسار والمصادر، الغير قانونية لهذه الأموال.

أبرز مراحل غسيل الأموال

تعتبر المراحل التالية، هي الأبرز في عملية غسيل الأموال:

عملية الإيداع

الإيداع هو المرحلة الأولى، التي يقوم بها المجرمون لغسيل الأموال، وذلك عبر تحويلها إلى ودائع مصرفية، في المؤسسات المالية والاستثمارية والبنوك، لتسهل عملية تبديل هذه الأموال، بأخرى نظيفة ومشروعة.

عملية التجميع

خلال هذه المرحلة، يقوم المجرمون بالتمويه في عمليات غسيل الأموال، عبر جمع هذه الأموال في مشاريع واستثمارات مالية، وبالتالي توفير تغطية لكل عملياتهم غير القانونية، التي يقومون بها.

عملية الدمج

وعبر هذه المرحلة الأخيرة، يقوم أصحاب الأموال الغير قانونية، بدمج الأموال المشروعة، قصد خلقها، وبالتالي صعوبة تعقب وتتبع هذه الأموال.

آليات غسيل الأموال

من بين الآليات التي يلجأ إليها المجرمون لغسيل الأموال، أساليب حديثة وأخرى تقليدية، وهذه أبرزها:

تكنولوجيا الإنترنت

يعتبر الإنترنت من الوسائل الحديثة لغسيل الأموال، يتم اعتباره كوسيط مالي آمن، فمن خلاله يقوم المجرمون بتحويل أموالهم، عبر الإستثمار في الأسهم والسندات، بطريقة سهلة ومموهة.

التجارة الغير قانونية

هي واحدة من أقدم طرق غسيل الأموال، فعبرها يتم استخدام مختلف القنوات التجارية، لتبييض الأموال، على غرار تجارة المخدرات والأسلحة غير المرخصة وغيرها.

مؤسسات توفر الغطاء القانوني

تقوم مجموعة من المؤسسات المالية، بمساعدة المجرمين في غسيل الأموال، عن طريق توفير غطاء قانوني لهذه الأموال، على غرار بعض الأموال والنشاطات المالية، قصد تحويل هذه الأموال، إلى أموال مغسولة أو قانونية.

المجال العقاري

يلجأ أرباب الأموال غير القانونية، إلى مجموعة من الاستثمارات العقارية، لضخ رؤوس أموالهم فيها، قبل أن يتم بيع أو تأجير هذه العقارات، لاستبدال الأموال الغير مشروعة، بأخرى مغسولة.

القروض

القروض واحدة من أكثر الأساليب استعمالاً في غسيل الأموال، عبر تقديم قروض مرتبطة بالفوائد، ليتم تحصيل أموال مغسولة من خلال هذه الفوائد، بالاضافة إلى الديون المقدمة.

وهناك انعكاسات لغسيل الأموال على عدة مجالات في الحياة والمجتمع والبلد التي يقوم بها غاسلين الأموال بفعل هذا العمل.

انعكاسات غسيبل الأموال على الاقتصاد

مع سعي المجرمين إلى ضخ أموالهم الغير قانونية، في السوق الاقتصادية، تتراجع رؤوس الأموال السليمة، وهو ما يؤدي إلى تراجع التنمية الاقتصادية، والاستثمارات المالية.

إنعكاسات تبييض الأموال الإجتماعية

لتسهل عملية غسيل الأموال، يلجأ أصحابها إلى نشر كافة أنواع التجارة الخاصة الغير قانونية، على غرار المخدرات، بين صفوف الشباب، وهو ما يهدد بشكل مباشر، البنية الأساسية للمجتمع.

إنعكاسات تبييض الأموال السياسية

يعتبر غسيل الأموال، واحد من أكثر التهديدات التي قد تطيح بالأمن القومي للدول، لكونها تساهم في تمويل مختلف العمليات، الغير قانونية والإجرامية.

اضافة إلى مساهمتها في انتشار الفساد السياسي، الذي قد تصل أيديه إلى القطاعات الحكومية، من هنا يمكن أن نقول، أنه ليس كل ما نراه في الواقع، من أنشطة واستثمارات مالية سليمة، وإنما قد تكون في الباطن، تخفي الكثير من الحقائق المرعبة.