شخصياتمال وأعمال

من هو هنري فورد

كيف بدأت شركة فورد من الصفر؟ وما قصة عداء هنري فورد لليهود؟

هنري فورد : عندما ترى أي فيديوهات عن مصانع السيارات، دائماً ستجد خط انتاج طويل ومتحرك، والعمال يقفون أمام الآلات، كل واحد منهم يركب جزء صغير من السيارة، إلى أن تتجمع في النهاية وتنتهي.

فلولا تجميع السيارات بهذا الشكل، من الممكن أننا لن نرى السيارات تملئ الشوارع في يومنا الحالي.

تأسيس شركة هنري فورد

السبب في هذه الفكرة، هو هنري فورد، الذي أسس شركة لإنتاج السيارات، وخسرت الشركة وتم إغلاقها والسبب كان ضعف الإنتاج.

فهو لم يكن يستطيع أن ينتج الكميات المطلوبة منه في توقيت معين، وعندما فكر مرة أخرى لإنشاء شركة لإنتاج السيارات، فإن أول شيء فكر به هو كيف يزيد الإنتاج.

وفي هذه الفترة رأى مصانع الأخرى في صناعات أخرى، تعمل على فكرة أن أكثر من عامل يشتركون ويعملون المنتج بنفس اللحظة.

فبدأ يفكر بنفس الفكرة بالنسبة للسيارات، وتكون السيارة تسير على خط إنتاج، وكل عامل يفعل شيء واحد فقط في اليوم، وبالتالي يستطيع أن يفعلها ألف مرة في اليوم، وبالتالي يفعلها بشكل أسرع.

وبالفعل أسس هنري فورد الشركة مرة أخرى، واستطاع أن يزيد في الإنتاج، ووصل في النهاية للسيطرة على 48% من مبيعات السيارات في أمريكا.

حياة هنري فورد

ولد هنري فورد عام 1863 في ولاية متشغن في أمريكا، لعائلة مزارعين بسيطة، ولم يكن يحب الزراعة بل كان موهوماً بالآلات وخاصة الساعات، ساعات الميكانيكية التي كانت منتشرة في تلك الأيام.

كان لديه المقدرة على تصليح الساعات بفكها وتركيبها، وبدأ يشتهر في المدينة بهذه المهنة، وكان عمره لا يتجاوز ثلاثة عشر عاماً.

وبعمر خمسة عشر عاماً ولم يتمها بعد، رأى سيارة تعمل على المحركات، وكان هذا شيئاً غير طبيعياً في ذلك الزمن، فقد كانت السيارات حينها تجرها الأحصنة، والسيارات ذات المحركات إن وجدت كانت تقتصر على العائلات الغنية.

وهنري من هذه اللحظة، لم يبتعد عن التفكير بالسيارات التي تعمل على المحركات، وبعد عدة سنوات ذهب إلى ولاية ديترويت وعمل ميكانيكياً، ونفس الوقت كان يعمل على تجاربه لصنع المحرك الذي يحلم به.

وبدأ عمله يكبر بالتدريج وأصبح لديه ورشة لتصليح أي محركات، إلى عام 1885 وصل إليه محرك يعمل على البنزين، وتلك كانت هي المرة الأولى التي يعمل على هذه القصة، واستطاع فعلاً أن يصلحه.

وكان يفككه إلى قطع ثم يجمعه مرة أخرى، وبنفس الوقت كان يسجل كل الملاحظات، لتساعده بتصنيع المحرك التي يفكر به.

هنري فورد وأديسون

وفي وقت ما بعد عام 1885 عرضت عليه فرصة عمل في شركة أديسون، وكانت في ديترويت تعمل على تمديد الكهرباء لأكثر م 1000 منزل.

وقت ترقى بعمله في تلك الشركة خلال سنتين تقريباً، حتى وصل إلى منصب كبير المهندسين في شركة أديسون.

وفي عام 1896 أعلن هنري فورد عن أول نموذج من السيارة التي ابتكرها، وكانت بسيطة جداً، تقوم على أربع عجلات وأسماها فورد كوال سايكل، وعرضها على أديسون وقد أعرب عن سعادته، وحفزه على تطوير هذا النموذج إلى أشكال أخرى مع إضافة تحسينات أخرى.

وكان هنري يبيع السيارة الواحد ب 200$ تقريباً، وفي هذا الوقت أتاه مستثمر كان مستعداً على ضخ استثمارات كبيرة جداً لفكرة هنري.

شركة فورد الخاصة

وكان أول شيء يجب أن يفعله هنري هو أنه استقال من شركة أديسون، لكي يستطيع تأسيس الشركة الخاصة به، باسم ديترويت أوتوموبيل كامباني.

وأتاه بعد ذلك أكثر من مستثمر يضعون أموالهم كشركاء مع هنري، وهذا الجانب الإيجابي للموضوع، ولكن الجانب السلبي أن المستثمرين قد زاد عددهم، فبدأوا بالضغط عليه لإنتاج أكبر قدر من السيارات في أقل وقت.

وهذا الأمر أثر على جودة الانتاج، والسعر قد ارتفع، على عكس ما كان يتوقع هنري فورد، أن الإنتاج سيأخذ وقتاً أطول.

لأنه كان يعتمد على موردين كثر، ويتأخرون عليه، فكان ذلك أيضاً يؤدي إلى تأخر بالإنتاج وضعف بكل العملية، مما أدى في النهاية إلى إغلاق الشركة عام 1901

لم يكن إغلاقاً كاملاً، بل كانت أشبه لطرد هنري فورد من الشركة، لأنه كان يمتلك تقريباً 15% من الشركة، فتجمع كل المستثمرين عليه وقرروا طرده، والانفراد بإنتاج السيارات بشكل أسرع.

وبعد فترة عادت نفس الشركة بعلامة جديدة تحت اسم كاديلاك، وهذا الإغلاق أدى إلى هز الثقة بين هنري فورد وبين باقي المستثمرين، حيث أنه إذا فكر بشركة أخرى، فلن يثق أحد به ولن يموله أحد، فقد يكون هناك ضعف في الإنتاج وخسائر.

أنواع السيارات الأولى لهنري فورد

هنري فود بدأ يعمل على محرك جديد بسعة 26 حصان، وبعد عشرة أشهر، استطاع أن يصنع المحرك فعلاً، ولكن لم يكن هناك تمويل للتصنيع، ولكي يجعل المستثمرين يثقون به مرة أخرى.

دخل في سباق سيارات مع بطل السباقات في ذلك الوقت، واستطاع هزيمته وكانت تلك حملة دعائية كبيرة، جعلت المستثمرين يريدون التعامل معه، وهنا كانت البداية الحقيقية لهنري فورد مع الشركة الثانية، بنموذج الموديل اي.

ولكنه قابل نفس المشكلة بالشركة الأولى وهي ضعف الإنتاج، لذلك بدأ يبحث عن موردين يثق بهم، فذهب على شركة دودج بروزرز، لم تكن بنفس القوة ولكنها كانت شركة مبتدئة، تصنع أجزاء صغيرة في السيارات، وكانت توردها لشركات تصنيع السيارات.

ولكي يتم تسريع الإنتاج، فكر هنري بالاعتماد على طريقة صنع هيكل السيارة، بحيث أنه سيسير على خط إنتاج معين، وكل عامل يضيف عليه الجزء المخصص له.

وبهذا قلل من الوقت الضائع وأصبح الإنتاج أكبر، لدرجة بدل أن كان ينتج عشرون سيارة في ستة أشهر تقريباً، وصل الإنتاج إلى خمس وعشرون سيارة في اليوم الواحد.

وقد زاد الإنتاج وزادت الأرباح، وكان يصنع نماذج أكثر، إلى أن وصل إلى موديل إن، وقد حقق مبيعات كبيرة جداً في أمريكا، وبعده موديل تي، وتلك السيارة كانت تعتبر أكبر سيارة في أمريكا، من حيث التصنيع والجودة، وسعرها كان 550$

وهذا السعر كان أقل من 50% من كل المنافسين الذين كانوا يضعون نفس الامكانيات، فمثلاً كان المنافسون يبيعون سياراتهم ب 2000$ ولكن بإمكانيات معينة، ولكن موديل تي كانت تعطي نفس الإمكانيات بنصف السعر 550$

مما جعلها أكثر شعبية في أمريكا، لدرجة أن نصف السيارات في عام 1920 كانت موديل تي من شركة فورد.

حجم شركة فورد

شركة فورد تحتل المرتبة الثالثة عالمياً لتصل إلى 5.8% من سوق السيارات في العالم كله، وهذه الإحصائيات لعام 2018، بإرادات وصلت إلى حدود 160 مليار دولار.

أنتجت ما يقرب من 6400000 سيارة، وكانت في المركز الأول تويوتا بحدود 10466051 وفولكس فاغن بحدود 10382334، المهم أن شركة فورد تستحوذ على 14% من السوق الأمريكي، وبقيت لفترة كبيرة على هذه النسبة من 2005 إلى 2014 تقريباً لا تتغير.

هنري فورد وعلاقته مع اليهود

سنة 1920 بدأ هنري فورد يترك الشركة لابنه الذي كان لديه 26 سنة تقريباً، وهنري أراد أن يتفرغ لنفسه في نهاية عمره، وبدأ يؤلف قصة حياته في كتاب، ومقالات في الجريدة التي كان يمتلكها.

والمقالات كانت غريبة في ذلك الوقت، حيث أنها كانت عبارة عن معاداة واضحة لليهود وصريحة، فكان يذكرهم بأنهم متآمرين على العالم، ويسعون للسيطرة الكاملة على كل شيء.

فكان هنري فورد من دعاة السلام الذين عارضوا الحرب العالمية الأولى، وبعض الأقاويل تقول أنه لم يكن يوظف يهودياً عنده، أو على الأقل لم يكن يحاول الاعتماد عليهم كثيراً.

فقد كان يعتقد أن اليهود مسؤولين عن بدأ الحروب من أجل الاستفادة منها، وكان معارضاً جداً لبنك الاحتياط الفدرالي، ويرى أن أكبر عملية نصب وأكبر خدعة في تاريخ الأمريكان للسيطرة على الذهب.

وإن نظرنا على الدولار وتاريخ البنوك في أمريكا والاحتياطي الفدرالي والسيطرة على الذهب، فمن الممكن

وبعض الأقاويل تقول أن كتابات هنري فورد كان لها تأثير كبير على هتلر، وتشكيل فكره نحو اليهود، والدليل على ذلك هو محبة هتلر لهنري، وظهر ذلك في كتاب هتلر كفاحي.

والأصح هو الأمريكي الوحيد الذي ذكر بإيجابية في كتاب هتلر، ويقال أنه كان يوجد في مكتب هتلر صورة كبيرة لهنري فورد

 

المصدر يوتيوب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى