إسلام

هل صحيح أن الإمام البخاري دعا على نفسه بالموت ومات فعلاً؟


كيف مات البخاري بعد أن دعا على نفسه بالموت

يقول عبد القدوس بن عبد الجبار السمرقندي: كنت مع الإمام البخاري فقام لليل وصلى الليل، ثم قبض على لحيته فسمعته يقول: اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك، فما أتم الشهر.

ظهور علامات الوفاة على الإمام البخاري

ذكر في موت الإمام البخاري أنه أراد أن يركب حتى يذهب إلى بخارة، فركب ثم سال منه عرق شديد جداً، فقال: إني قد ضعفت، فأنزلوني.

وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن يموت بعرق الجبين، وهي احدى علامات الخاتمة أن الميت يعرق بشدة، لهذا فقد قيل عنه: فسال من البخاري عرق لا يوصف.

والسؤال هنا لم دعا البخاري على نفسه بالموت، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يدعو المرء على نفسه بالموت، حيث قال:

لا يتمنين أحدكم موتة لضر أصابه، فإن كان لا محالة فاعلاً، فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي.

لماذا دعا البخاري على نفسه بالموت؟

هناك ملاحظتان، الاولى أن يكون الإمام البخاري قد نسي حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يذكره في هذه المحنة، والمرء في المحنة ينسى البديهيات.

والدليل في هذا هي حادثة الإفك، عندما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها، ولم يدخل عليها لمدة شهر كامل وهي تبكي، حتى قالت: ظننت أن البكاء فالق كبدي.

وهذا في أنها ظلمت في عرضها وهي امرأة النبي الكريم وطاهرة، والذي أحزنها أكثر أنها لم تجد منه اللطف الذي كانت تجده حين تشتكي عند مرضها.

وقد جاءت من الغزوة مريضة وحدثت حادثة الإفك ولم يتلطف بها، وعندما اشتدت عليها المحنة قبل نزول القرآن، تحدث النبي صلى الله عليه وسلم معها بعد شهر من الصمت وقال:

يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن العبد إذا أذنب واعترف بذنبه، ثم تاب، تاب الله عليه.

قالت عائشة رضي الله عنها: فقلت أنا جارية حديثة السن، لا أقرأ كثيراً من القرآن، إلا مثلي ومثلكم كمثل أبي يوسف، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، أقول: ونسيت اسمه وهو يعقوب.

وهذا كله من الهم الذي ألم بها، فمن المحتمل أن يكون البخاري قد نسي حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا التأويل الأول.

والتأويل الثاني أن محنة الإمام البخاري لم تكن في الدنيا بل في الدين، وفي أيام الفتن يشرع للمرء أن يدعو بالموت على نفسه، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في آخر الزمان يمر الحي على قبر الميت يقول: يا ليتني مكانك.

لأنه مات واستراح ولم يفتن، وهذا أحد التأويلين الذين جاء بهم العلماء، والبخاري توفي في سنة 256 في شوال في ليلة عيد الفطر، ودفن ليلة الفطر بعد الظهر عن عمر يناهز 62 عاماً.

 الشيخ الحويني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى