إسلام

الإيمان اليقين – رحلة الإيمان


حلقة 1 - الدكتور إياد قنيبي

الإيمان اليقين – رحلة الإيمان

لماذا أنا مسلم ؟ ما الذي يضمن لي أن الإسلام دين الحق ؟ هل محمد رسول الله فعلاً ؟ هل القرآن كلام الله فعلاً ؟ بل هل الله موجود فعلاً ؟

لماذا يطالب غير المسلمين بالإطلاع على الإسلام و الإيمان به ، بينما ليس علي أن أتعلم أديانهم ؟ لماذا الحدود الإسلامية ؟ لماذا الرق ؟ لماذا الفتوحات ؟ لماذا يوجد الشر ؟ لماذا الحروب ؟ لماذا الظلم ؟

لماذا اختلف الصحابة ؟ هل السنة النبوية ثابتة فعلاً ؟ هل أنا ملزم باتباع السنة ؟ إذا تعارض الإسلام مع العقل، فماذا أفعل ؟

أيها الحبة سنبدأ اليوم بسلسلة جديدة بعنوان رحلة اليقين ، هل سنجيب فيها عن هذه التساؤلات بإجابات مقنعة ؟ نعم بإذن الله . لكن قبل ذلك ، لا بد من ترتيب الأفكار وبناء الأسس .

عن اليقين و الإيمان 

إذا كنا كلما طرأ على بالنا تساؤل أو ألقيت أمامنا شبهة اهتز إيماننا ، فإن الإيمان يشبه طاولة دعائمها هشة ضعيفة. لذا فهذه الطاولة يسهل أن تهتز إذا وضع عليها حمل ولو ضعيف .

والذي إيمانه كهذه الطاولة ، فإنه لا يلبث أن يعالج شبهة حتى يتشوش بغيرها . ولن ينعم ببرد اليقين ، بل وقد تتراكم عليه الشبهات حتى ينكسر الإيمان في قلبه .

لذا فالهدف الأول من هذه السلسلة هو بيان الدعائم الصحيحة التي نستند إليها في إيماننا ، الدعائم الثابتة القوية المقنعة .

حينئذ قد تكون لدينا تساؤلات لكن طاولة الإيمان تتحملها ، وإنما نحب معرفة إجابة هذه التساؤلات من قبيل ولكن ليطمئن قلبي .

فإن عرفنا ، فبها ونعمت ، وإن لم نعرف أدخلناها في حيز التسليم المستند إلى الإيمان الذي أعملنا فيه عقولنا ، وهو موقف عقلاني صحيح .

ومع التسليم التعلم ، فكلما طلب أحدنا العلم من مصادره المناسبة ، فإنه يحصّل إجابات مقنعة عن هذه التساؤلات . بحيث يتحول التساؤل إلى ركيزة جديدة ترسخ القناعة بصحة الإسلام .

كما قال الدكتور محمد الدراز : فليعلموا أن كل شبهة تقام في وجه الحق الواضح ، سيحيلها الحق حجة لنفسه يضمها إلى حججه وبيناته .

ما هو المنهج الصحيح

بعد بناء هذه الدعائم ، سننتقل بإن الله إلى منهجية التعامل مع الشبهات ، كيف نتعامل مع تساؤلاتنا بطريقة علمية صحيحة وبهدوء .

بل ونحول ما نستطيع منها إلى دعائم جديدة ، تزيد إيماننا رسوخاً . بل وسنعود للتساؤل ، ونسأل أنفسنا لماذا ثارت لدينا هذه التساؤلات أصلاً ؟

هل ثورانها شيء عادي يحصل مع أي نفس إنسانية ؟ أم أن بعضها هو من أعراض هزيمة نفسية نعانيها ؟

أليس من الممكن أن يكون إنشغالنا ببعض هذه التساؤلات ، هو نتيجة نظرتنا إلى أنفسنا وديننا بعيون أعدائنا ؟

الذين استطاعوا من خلال هيمنتهم على وسائل التأثير والإعلام أن يعيدوا برمجة تفكيرنا وأحاسيسنا وذوقنا ومعاييرنا ، مما يجعلنا نرى الحسن قبيحاً والقبيح حسناً .

هل هو موقف يناسب كرامتنا واستقلاليتنا الإنسانية ، أن نسمح لعدونا بإثارة الأسئلة والاستشكالات على ديننا ، ونكتفي نحن بموقف المدافع تارة ، بل والمتشكك تارة ؟

سلسلتنا هي لبناء القناعة ولإحياء العزة الإسلامية أيضاً . سنعود إلى الجذور ، إلى الأساس ، سنبدأ من إثبات وجود الله عز وجل .

ثم إثبات أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأن القرن كلام الله ، ثم نبني على الأسس ما بعد ذلك وبطريقة سهلة لكن مقنعة وممتعة بإذن الله .

من المخاطب بهذه الحلقات الأولى ؟

الجميع، الملحد والمتردد والذي عنده شكوك بل والمؤمن ، حتى المؤمن إيماناً عميقاً بالله وبرسوله الذي لا يخالط الإيمان في قلبه شك أبداً ، نعم .

لماذا ؟ ما الهدف ؟ ما الفائدة ؟ ما الفائدة لي كمؤمن من هذا الموضوع ؟

ليست فائدة واحدة ، بل ست فوائد عظيمة ، سنعرفها ونتكلم عنها في الحلقة القادمة بإذن الله .

أيها الأحبة إنها سلسلة ترسخ اليقين ، تبرد القلب ، تصحح البوصلة ، تقوي الحجة ، تشعل العزيمة ، وتعيننا لنكون منارات هدىً بإذن الله .

فتابعونا ، والسلام عليكم ورحمة الله .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى