تعليمتقنية

محاضرة إنترنت الأشياء IOT للمهندس عادل حسني


مؤتمر إنترنت الأشياء بالكويت 20122017

السلام عليكم

أنا سعيد اليوم لأني معكم، لأتكلم عن إنترنت الأشياء IOT في دولة عربية. وهذه فرصة كبيرة جداً لي.

لا أريد أن أقدم نفسي اليوم كخبير وإنما كباحث صاحب رسالة أريد توصيلها لكم، واليوم سأسأل هل نحن مستعدون لإنترنت الأشياء؟

ما المشكلة لو كنا لسنا مستعدين؟ لو أتيت إلى رجل عمره سبعين سنة وابتدأت أحدثه عن التكنولوجيا الموجودة اليوم، هل سيفهم مني شيئاً؟

أنا وأنت بعد عشر سنين سنكون مثله إن لم نواكب التطور الذي يحدث في إنترنت الأشياء IOT ، صدقني بعد عشر سنكون خارج الإطار الزمني للتكنولوجيا وسنكون غير فاهمين لما يحدث حولنا.

لذا أريد منكم أن تركزوا، فاليوم لدي ستة رسائل مهمة جداً أريد نقلها لكم.

كيف شرحت إنترنت الأشياء IOT لوالدتي

لدي قصة طريفة عندما بدأت بدراسة الدكتوراه، كان لدي مشكلة أني قررت أن أعمل تحت مظلة إنترنت الأشياء IOT وأريد أن أشرح لوالدتي ما الذي أعمل فيه.

فما الذي سأقوله لها؟ فذكرت لها مثال الثلاجة الذكية، سيدة المنزل محتارة ولا تعرف ماذا ستطبخ ستستعين بالثلاجة لتساعدها في الطبخ، كيف؟

الثلاجة ذكية فستقول لها ابحثي لي عن طبخة أطبخها اليوم، الثلاجة فيها مستشعرات Sensors فعرفت الثلاجة أن فيها أنواع من الأكل، فتقترح الطبخة.

ويمكن للثلاجة أن تقوم ببحث على الإنترنت وتعطي طبخة، لكن مكوناتها ليست موجودة، لكن هذه الثلاجة ذكية فتبحث على الإنترنت وتعطي مواصفات.

وحتى لو أنها ليست موصولة على الإنترنت فيمكنها تخزين كتب الطبخ الشرقي داخلها وتقوم بالبحث وتعطي اقتراحات. فقالت لي: هل يمكن أن يحدث؟ فقلت لها: نعم يمكن أن يحدث.

لو أني لست متفرغاً للذهاب إلى السوق، فتخاصمني زوجتي لأني لم أحضر لها طلباتها، وأبدأ بالدخول من تطبيقات الجوال وأعطي أوامر للثلاجة.

فتستشعر بأن البيض منتهي، فتعطي طلباً إلى السوبرماركت، فيأتي الرجل ليوصل الطلب.

هذا المثال ساعدني جداً في توصيل الفكرة للناس غير المتخصصين في إنترنت الأشياء وخصوصاً في وسط اندفاع شديد من كل الناس وخصوصاً شركات IT تجاه إنترنت الأشياء IOT .

فأعتقد إن لم نواكب سيأكل علينا الدهر ويشرب.

تعريف إنترنت الأشياء

إنترنت الأشياء إلى الآن ليس له تعريف واحد، فالكثير من الناس عرّفوا إنترنت الأشياء وكل شخص قام بتعريفه من وجهة نظره.

التعريف التالي من تعريفي أنا ونشرته في أحد الأبحاث في IEEE  في لندن عام 2014:

إنترنت الأشياء هي أني أريد لكل شيء Object حولي أن يتصل بالانترنت Communicate وعندما يتصل يبدأ بالتفاعل والمشاركة والتفكير معي، وذلك بإضافة هاردوير أو سوفتوير.

لكن المشكلة في أني أريد أن أركز في كلمتين فقط Object و communicate.

الإنسان لديه كبر وغرور فلا يعترف بأن كل شيء حوله سيصبح كائن، في خلال سنوات معدودة سيصبح كل ما حولنا كائن يشعر ويتحرك ويفكر ويتفاعل ويتنبأ ويتعلم.

هذه هي رسالتي الأولى لكم: ليكن لديك هاجس وأنت تنظر لكل شيء حولك أنه سيصبح كائن، وهذا سيغير تفكيرك وتوجهاتك وخططك أن كل شيء حولي سيصبح كائن يشعر ويتفاعل ويفكر.

قم بتمرين لأبنائك، فنحن لن نعيش بقدر ما عشناه، أبناءنا في البيت سيعرفون أن كل شيء حولهم سيصبح كائناً.

رسالتي الثانية: إنترنت الأشياء IOT سيعيد صياغة العالم المادي الذي حولنا من جديد.

رسالتي الثالثة: إنترنت الأشياء سوق واعد، رغم أنه ناشئ وجديد لكن مستقبله باهر، لكنه متوحش. فإن لم تواكب وتطور من نفسك سيخرجك خارج الإطار الزمني للتقنية.

رسالتي الرابعة: صحيح أن به خطورة ومجازفة، لكننا نعرف أن الشغف لدى الإنسان هو ما يدفعه للمجازفة.

لا أريدك أن تخرج من المحاضرة إلا وقد تغير تفكيرك، على الأقل أن تعرف ما وراء هذا التعريف عن إنترنت الأشياء . وخصوصاً مختصي IT.

الإحصائيات

الأرقام مخيفة، عندما ترى الإحصائيات عن إنترنت الأشياء IOT ، فهي مرعبة، وطبعاً لا  أحد يؤكد أي ارقام فهناك تنبؤات كثيرة لكن الأرقام أحياناً تكون متضاربة وكبيرة ومتشائمة ومتفائلة.

المهم أن تتذكر ان الأرقام تقول أن إنترنت الأشياء قادم لا محالة. وإن كنت رجل أعمال تعامل مع الأرقام بحذر.

لنعطي أمثلة سريعة عن الأرقام، فمثلاً أكبر إحصائية في عام 2015 تقول أن لدينا 15 مليار جهاز موصول بالانترنت.

وهذه الإحصائيات رقامها تختلف لذلك لن أؤكد أي من هذه الأرقام وخاصة عن الأمور التي ستأتي في المستقبل. لكن الجميع يقوم أن هذا قادم.

فمثلاً عام 2020 سيكون الرقم 75 مليار أي خمسة أضعاف، وأما في عام 2025 سيكون هناك 200 مليار جهاز موصول على الإنترنت.

رسالتي الخامسة: إذا كان هناك مليارات في الاستثمار في إنترنت الأشياء فلا تدع كل تلك المليارات تمر من بين يديك دون أن يعلق منها شيء بين أصابعك.

فإذا كنت تتكلم على المستوى الشخصي طور نفسك، أو تتكلم على مستوى حكومة طور المكان الذي أنت فيه. وخصوصاً أنك لديك رسالة لجيل قادم يجب أن تؤديها.

وإن كنت تتكلم بالعمل التجاري فأنت تعرف طريقك جيداً.

فمثلاً في عام 2030 سيكون حجم الاستثمار في إنترنت الأشياء IOT 15 تريليون، لا تدع كل تلك المليارات تمر من بين يديك. حتى لو على المستوى الشخصي.

الإحصائيات تقول أن 60% من الأجهزة الموجودة الآن جاري العمل عليها لنقلها إلى إنترنت الأشياء IOT . وكل الشركات التي تقدم منتجاتها أياً كان نوعها، حتى الأقلام والساعات.

وبعض الناس يقولون: أن إنترنت الأشياء يعيد صناعة وصياغة العالم المادي. ففي 2020 75% من المنتجات ستتغير فعلياً.

الوظائف

20% من الوظائف بدأت بالتغير، وهذا ما نلمسه فعلياً الآن. وفي 2025 80% من الوظائف سيتغير كلياً ويقال أن أكثر الوظائف ستندثر. وما زال بعض الناس يفكر بشكل تقليدي.

نحن الآن في ثورة إنترنت وجيل جيد وبعض الناس ما زالوا نائمين، ويظن البعض أن الأمر سوداوي فكل منا يخاف على وظيفته وعلى منصبه.

ما العمل إذن؟

قلت سابقاً كلمة: تنجح أو تموت .وليس هناك خيار ثالث. في عصر التكنولوجيا الجديدة لدي نصيحتين بسيطتين هي أن تبدأ الآن وبذكاء  Start Now and Smartly.

خذ خطوة، رأينا الإمارات قامت بمبادرة مليون مبرمج عربي، وهي خطوة على الطريق الصحيح. إبدأ الآن وليس شرطاً أن تبدأ بشكل كبير. خذ خطوة صغيرة لكن الآن.

بعض الناس المنظمين يضعون لأنفسهم كل سنة خطة، من نقاط وأهداف يريدون تحقيقهاً، فكتبت على LinkedIn : إن لم يكن لديك إلا هدف واحد في العام فاجعله أن تتعلم أحد لغات البرمجة.

لغة العصر

كل شيء حولنا ستتحول إلى كائنات تفكر بناءً على كود، فيجب أن نتعلم لغات البرمجة، وتعليم أولادنا عبء كبير علينا، لأن هناك كتب اسمها Programming for Kids ، نحن لا نعرف عنها شيئاً.

يجب أن نخطو خطوة الآن لنفهم لغة العصر القادم، لكي لا نخرج خارج الإطار الزمني.

كنت سأقوم بمبادرة اسمها شباب إنترنت الأشياء ، ونخرج بالمبادرة وشعارها البساطة تكسب.

وأيضاً من ضمن الملاحظات الرهيبة، يجب أن نفكر خارج الصندوق، فهناك خطأ فادح يحصل بنظرتنا إلى إنترنت الأشياء IOT .

هل إذا حولنا مدينة الكويت إلى مدينة ذكية Smart City هل هكذا نكون شاركنا في إنترنت الأشياء IOT ؟

هذا شيء جميل أن نحول مدينة الكويت إلى مدينة ذكية، وهذا شيء نفخر به، لكن هكذا نكون شاركنا في إنترنت الأشياء ؟ لا، بل نحن فقط مستخدمين.

فلن نكون مشاركين في صناعة المستقبل إلا إذا كان لدينا مصنع يصنع المستشعرات Sensors .  فالبترول تنخفض أسعاره، ومصر سياحتها بحال سيء. فلم لا نبحث عن بديل؟

فإن أقمنا المدن الذكية، فلا بأس بذلك، لكن فيما بعد لن يكون لدينا السيولة لنشتري أدواتها وخدماتها ولا حلولها. لذا علينا المشاركة في صناعة المستقبل.

الأرض قرية صغيرة الآن فيجب أن نفكر بطريقة للمشاركة وليس للاستخدام فقط، نريد الخروج من عباءة الاستخدام.

TCP/IP

هو ما نؤسس عليه IP ، الإنترنت بأكمله مبني عليه، وهو مبني من عام 1981. وهو إلى الآن لم يتغير. والتعديلات عليه طفيفة جداً.

فإن تم توصيل 200 مليار جهاز بالإنترنت هل طريقة تفكير الإنترنت وعمله تتحمل هذا العدد؟ صدقاً لا.

فلو غير أحدهم البنية التحتية لشركة مزود الخدمة من 10 جيجا إلى 40 جيجا أو 100 جيجا، فهذا ما زال داخل الصندوق. وخارج الصندوق تعني عدّل على TCP.

هل TCP عندما تم إنشاؤه كان هناك إنترنت الأشياء ؟ لا.

فمن اخترعه كانوا ممتازين لكن لم يخطر على بالهم أن يصمموه بما يتناسب مع إنترنت الأشياء .

عندما كنت مبتدئاً، كنت أجد الأمور صعبة جداً، لكن عندما اصبحت خبيراً، عرفت ما وراء الأمور وكيف تعمل، فوجدتها بسيطة.

لكن بما أني كخبير وجدتها بسيطة لماذا لا أجد الطريقة لتوصيل الأمور للمبتدئين ببساطة؟ فالعيب في أنا.

رسالتي السادسة: البساطة تكسب.

بسطوا الأمور للجدد في المجال، كما قمت بشرح الإنترنت لوالدتي، فالبساطة تكسب. مهما كانت التكنولوجيا معقدة وبها تفاصيل كثيرة فأنت تستطيع شرحها ببساطة.

هناك نوعان من التكنولوجيا هما حديث الساعة في البنية التحتية: NFV و virtualization .

فلا يجب أن نجعل خوفنا من إختراق الأمان أن يؤثر على أداء الجهاز وعلى سهولة وصعوبة الاستخدام للمستخدمين.

أرباح إنترنت الأشياء

قلنا سابقاً أن أرباح إنترنت الأشياء IOT هي بالمليارات والتريليونات، لكن 50% من هذه الأرباح ستأتي من التطبيقات. لذا فإن تعلم البرمجة مهم جداً.

حتى لو كنت مديراً في عملك والشركة التي تعمل بها، ليس المطلوب منك أن تعمق كثيراً، لكن عندما تركب السيارة لن تفهم، وستحتاج لابنك أن يعلمك.

أتمنى أن أكون قد أوصلت لكم المعلومة بحديثي عن الأبحاث والموضوع، وأن أكون أوصلت لكم الرسائل، وجزاكم الله خيراً لحسن استماعكم وشكراً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى