أجهزة الجوالاتتقنية

الحقيقة وراء انهيار نوكيا من موظفيها


شركة نوكيا من منا لم يسمع بشركة نوكيا عملاق مبيعات الهواتف ماقبل 2010 ، نحن تقريباً لم نسمع عن هاتف إلا من شركة نوكيا.

هواتف الكاميرا إلا من نوكيا، نوكيا كانت تسيطر على 50% من سوق الهواتف في عام 2007 و 2008 وقبل هذه السنوات كان لديها نصيب الأسد من مبيعات الهواتف.

ما الذي حصل، الذي حدث أنها لا تمتلك إلا 4% من السوق الحالي، هل السبب في هذا هو ظهور الآيفون والأندرويد، مثلاً كما حصل مع بلاك بيري أو أن هناك أساب أخرى.

وهل نوكيا؛ انتهت أو ما زلت تعمل كشركة في مجالات أخرى، وما هي هذه المجالات.

نوكيا

أحد أهم أسباب إنهيار نوكيا؛ عندما تبدأ بالبحث وراء السبب الرئيسي لانهيار هذه الشركة، ستجد ان السبب هو البيروقراطية أو التعنت مع الإدارة زائد الغطرسة والغرور وعدم الاعتراف بأن هناك مشكلة ويجب مواجهتها، وهذا هو السبب في انهيار نوكيا.

نوكيا؛ كانت لا تقل إبداعاً عن شركة آبل، كانت تملك ألمع العقول من المهندسين القادرين على الإبداع.

ولكن في ذات الوقت كانت تكلم مدراء وصلوا لمرحلة تحقيق أرقام وهم مطالبين أمام الشركة أنهم يستمروا في تحقيق هذه الأرقام، حتى ولو أنهم يعلمون يحققون هذه الأرقام على المدى القصير ولكن على المدى البعيد يخسرون كثيراً.

كل من كان يعمل في نوكيا؛ كانوا يعلمون هذا الأمر، بدايةً من المديرين الكبار، ومن ثن إلى باقي الهيكل الإداري، كانوا يرفضون أي احد يقول لهم أن هناك مشكلة تواجههم.

هؤلاء المدراء أرادوا موظفين فقط للتطبيل ومدح الإدارة بأن قراراتهم جيدة وتقوم بنقلة نوعية، وهكذا من هذا الأسلوب السخيف.

كل ما تقدم أحد وقال لهم لما تطور نظام الهواتف لدينا لكي ينافس الاندرويد والابل، لكنهم كانوا يرفضون بسبب أن هذا الأمر سيوقف تحقيق الأرباح المستمرة، وهذا الأمر قتل كل الابداع لدى الشركة.

كل هذا الأمر اعتمد على بحث كان مؤلف من 76 شخص من شركة نوكيا؛ ذاتها واستخلص الباحث أنه كان هناك فشل في الإدارة من حيث القرارات المتخذة.

مصدر البحث

كيف بدأت الشركة

 

بداية نوكيا كانت منذ 150 سنة على يد مهندس اسمه فريدريك اريكسون عندما قام هذا المهندس بإنشاء مصنع للورق في فنلندا وحتى سنة 1860 لم يكن هناك اسم لنوكيا حتى قام هذا المهندس بافتتاح مصنع أخر في قرية نوكيا.

هنا ظهر اسم نوكيا، مع بداية 1890 بدأت الشركة تتوسع بأنشطتها من خلال توليد الكهرباء وصناعة المطاط والكابلات وبعدها دخلت في مجال الالكترونيات ومع مرور الوقت اخت تتخذ أي صناعة جديدة.

البداية في عام 1967 بدأت الشركة بالدخول في مجالات صناعة التلفزيونات وإطارات السيارات وبدأت التركيز على كابلات الهواتف ومعدات الاتصالات.

سنة 1979 قامت نوكيا؛ بعمل جهاز اتصالات لاسلكي خاص بالسيارات، وكان وزن هذا الجهاز 10 كيلو جرام خاص بالسيارة، هذا الجهاز بشراكة مع شركة سلورة وهي شركة فنلندية رائدة في صناعات التلفزيونات ومجلات اتصالات.

الاستحواذ

 

وعندما بدأت نوكيا؛ تشعر أن المجال هذا سيكون كبير جداً وله أهمية قررت انها تستحوذ على الشركة وتكبر قسم سنة 1984، وفي هذا العام عند الاستحواذ تم الإعلان عن الجهاز الجديد ، امبوريا توكمان.

وكان وزنه 5 كيلو جرام، وخلال ثلاث سنوات أعلنت نوكيا؛ عن جهاز بامكانك الاتصال به من أي مكان وأي وقت موبيرا سوتي مان 990 وكان سعره 5456 دولار.

هذا الجهاز اخذ شهرة واسعة في العالم، عندما أتم إجراء أول مكالمة من خلال الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف وحينها أطلق على الجهاز ذا غربا.

هنا حصل تغيير في تركيبة الشركة في عام 1988 حدث انخفاض حاد بالأرباح لدرجة أن المدير التنفيذي لم يتحمل ما حصل فانتحر بسبب الإجهاد.

وسبب آخر للانخفاض هو الكساد الذي ضرب فنلندا وبعض دول أوروبا في أواخر الثمانينيات مع انهيار الاتحاد السوفيتي وهنا قررت الشركة أنها تقوم بتقسيم الشركة إلى ستة أقسام لكي تدير الشركة بشكل فعال أكثر.

وبعد ذلك بدا لهم أن يركزوا على الهواتف وباعوا تقريباً باقي الأقسام وسنة 1991 استطاعت نوكيا أن تقوم بأول مكالمة ضمن استخدام شبكات gsm و1997 قامت بإطلاق الجوال 1111 وهنا كانت بداية المحمول الذي تحمله في أي مكان.

وهنا كانت بداية نوكيا؛ للعصر الذهبي الخاص بها بداية من التسعينيات وحتى 2010، وبعد ذلك بدأت الشركة تصدر العديد من الهواتف النقالة، بأشكال وألوان مختلفة لدرجة أنك عندما ترى قائمة أعلى عشر هواتف مبيعاً في الفترة هذه من 1996 وحتى 2008 ستجد أن شركة نوكيا؛ مستحوذة على 9 مراكز من أصل 10 مراكز.

وفي هذه الفترة كانت نوكيا؛ متربعة على عرش المبيعات وكانت تستحوذ على 50% من مبيعات الهواتف وفي عام 2007 حققت ما يقرب من 51 مليار كايرادات وأيضاً في عام 2008 حققت نفس الرقم.

في حين أن آبل في ذات الفترة كانت ايرادتها لم تتجاوز 24 مليار دولار في فترة عام 2007 تقريباً، لكن الان آبل تتجاوز في العام  الواحد 265 مليار دولار.

استمرار الفشل

 

نوكيا كان بيدها ان تكون مكان شركة آبل لكن للأسف غباء له أهله، وبعد ذلك إنقلب على الشركة من بعد 2008 وبدأت نوكيا؛ بالانهيار التام تدريجياً وأحد أهم الأسباب الأولية كان ظهور الآيفون ونظام الأندرويد الاثنين قاموا بخلق تغيير تام ضمن في مفهوم البشر عن الهواتف.

لم تقم نوكيا بعمل شيء بحيث أنهم أكملوا بتصنيع الهواتف التي كانوا يصنعوها بدون أي تغيير أو تحديث، المشكلة لم تكن ضمن أحجام الهواتف أو هواتف اللمس بل كانت المشكلة الرئيسية ضمن نظام التشغيل بحيث أن نوكيا لم تكن مستعدة على تغيير نظامها في هذا الوقت.

وعلى الرغم من ذلك قامت نوكيا؛ بتحديث نظام تشغيله إلى نظام ميغو في عام 2010 ولكنه توقف في عام 2011 .

علاقة نوكيا مع مايكروسوفت

كان يقال أن نظام نوكيا جيد وكان من الممكن أن ينافس، لماذا قامت نوكيا باعتماد نظام ويندوز فون رغم أنه كان بإمكانها اعتماد نظام الأندرويد.

كانت المشكلة ليست ضمن نوكيا؛ بل ضمن شركة مايكروسوفت بحيث كانت مايكروسوفت تريد أن يكون نظامها منافس للأندرويد، بالرغم من كل محاولات مايكروسوفت لم تستطع منافسة منافسة نظام الأندرويد المجاني.

ثم قررت مايكروسوفت تصنيع هواتفها الخاصة ومن حسن حظ مايكروسوفت أنه كانت شركة نوكيا تعاني من مديرها التنفيذي وكانت نوكيا؛ لديها علاقة جيدة مع مايكروسوفت ومن ثم تم عرض شراكة بين مايكروسوفت ونوكيا.

مقابل أن تقوم مايكروسوفت بتزويد نوكيا؛ بالتمويل، وتمت الموافقة بسرعة ولغت نظامها الخاص وبدأت شراكة نوكيا؛ مايكروسوفت.

رأت مايكروسوفت أن شراكتها مع نوكيا؛ ستكون قوية وتدخل عالم الهواتف بقوة، ولكن هل نجح نظام ويندوز فون ولكن للأسف لا فقد فشل هذا النظام مما ادى إلى خسارة كبيرة جداً.

لن كانت مايكرسوفت تتخيل أنها عندما تقوم بتشغيل نظامها على هواتف نوكيا ستقوم بالاستيلاء على السوق وكل الشركات الأخرى التي تستخدم الأندرويد ستجري على مايكروسوفت لتأخذ نظام لتشغيله على هواتفهم.

ولكن ما حصل هو العكس عندما قامت الشركات الأخرى برؤية أن مايكروسوفت اعطت نظامها بشكل مجاني لنوكيا وانها تقوم بتمويل نوكيا؛ فانقلب السحر على الساحر.

قررت مايكروسوفت أن تقوم بإدارة نوكيا؛ وأن تقوم نوكيا؛ ببيع قسم الهواتف والنظام كله لها وان تترك نوكيا الأمر.

قررت نوكيا الموافقة على بيع قسم الهواتف لمايكروسوفت بمبلغ 7.10 مليار دولار وخاصة أن نوكيا في هذا الوقت كانت منهارة تماماً واسهمها تكبدت خسائر بنسبة 75% وهكذا خرجت نوكيا من سوق الهواتف في عام 2014.

واستمر الفشل لدى مايكروسوف بشكل أكثر وفشل نظامها حتى اضطرت أنها تستسلم وتتخلى عن نظام ويندوز فون سنة 2017.

أين نوكيا الآن

عندما خرجت نوكيا؛ من مجال الهواتف بدأت تركز على مجال جيد جداً من الممكن بسبب هذا المجال أن تعود نوكيا إلى مكانتها في المستقبل.

ألا وهو مجال 5g وعملها في الفايف جي عمل البنية التحتية للشبكات الجيل الخامس ونوكيا؛ ايضاً تتوقع أنها ممكن يكون لها حصة 3 يورو عن كل هاتف يستخدم تقنية فايف جي في المستقبل.

وهذا كله بسبب أنها تمتلك عدد كبير جداً من براءات الاختراع التي ساهمت في تطوير شبكات الجيل الخامس، هناك بعض الشركات المنافسة كأريكسون السويدية وهواوي الصينية بفكرة إنشاء البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى