تقديم محمد فائد : سنتحدث عن مدة الصلاحية الخاصة في المواد الغذائية، فنلاحظ أن الكثير من الناس، عندما يذهبون إلى التسوق، يكون لديهم هاجس واحد.
وهو قراءة التاريخ على المعلبات، ضمن البيانات الموجودة على العلبة، فينسون كل شيء، ويهتمون في التاريخ، وعندما يجدون أن مدة الصلاحية، لديها أسبوع أو أسبوعين.
يختاروا المنتج، ويقولون أنه جيد، ولكن مدة الصلاحية، ليست هي العامل القوي، لاختار المواد الغذائية، فإن مدة الصلاحية هي تحدد الجودة فقط.
فليس معنى أن تاريخ الصلاحية المنتهي، أن المادة أصبحت شيئاً خطيراً، فهذه المادة ليست آلة، بمعنى أن الآلة تعمل حسب مدة صلاحيتها، ل 15 ساعة مثلاً.
أما بالنسبة إلى المواد الغذائية، فإن مدة الصلاحية، هي مؤشر بأن المادة لا زالت جديدة التصنيع فقط، وعندما نختارها، لا يعني أننا اخترنا الاختيار الصائب.
فربما تكون مدة الصلاحية، لازال لديها شهر مثلاً، وبها شيء خطير، ويمكن أن تكون مدة الصلاحية، أنها لازالت صالحة للاستهلاك.
المواد الجافة الغذائية
نلاحظ أن هناك مواد ليس لها مدة الصلاحية، مثل الحبوب والشاي، والأشياء الجافة، فيمكن أن تبقى لمدة سنة أو سنتين، ولا يصيبها خلل.
إلا في بعض الحالات، عندما لا يتم تخزينها جيداً، مثل بعض الحبوب التي تصيبها الحشرات، والديدان والقوارض.
المنتجات الحيوانية
المواد الحيوانية، هي التي تعتبر بها مدة الصلاحية، مؤشر قوي، مثل مشتقات الحليب، عندما تكون لمدة أسبوع أو أسبوعين، فإنها صالحة إذا استهلكت، ضمن هذه المدة.
ولا يعني أن هذه المادة غير صالحة للاستهلاك، إذا خرجت عن مدة الصلاحية، ويجب أن لا ننسى المعلومات الأخرى المكتوبة على المعلبات.
مثلاً الزيوت الصناعية، ليست بنفس مدة الصلاحية، مثل الأسماك، ولا لمواد الحليب والأجبان الطرية، واللبن.
الأجبان الطرية، تكون مدة الصلاحية فيها محدودة، فتعني ضياع الجودة مع الوقت، مثل عصير البرتقال، وتعني مدة صلاحيته، مدة تركيز فيتامين c المقبول.
وبعد هذه المدة، ينخفض منسوب فيتامين c، ولا يعني أنه قد انتهت المدة، وفي كثير من الأحيان، نقرأ على المعلبات عبارة، من المستحسن أن تستهلك قبل هذا التاريخ.
فلا يجب أن نأخذ مدة الصلاحية، بأنها شيء مطلق، فإن الشاي يمكن أن تتجدد صلاحيته، فكلما تقادم عليه الزمن، ويصبح صالحاً أكثر.
الزيوت و السمنة
الخمور والسمنة، والزيوت الصناعية، يمكن أن يكون معنى مدة الصلاحية، هو ارتفاع الحموضة فيها، بعض الشيء فقط.
ولكن لا يعني أن زيت الزيتون، لا يستهلك بعد هذه الصلاحية، لأن زيت الزيتون، يخزن لسنة وسنتين وحتى ثلاث سنوات، بعيداً عن الضوء.
اللحوم والتصبير
وبعض مواد اللحم، هي التي يخشى أن تكون قد تعفنت، ومدة الصلاحية فيها، قد انتهت فعلاً، وبالنسبة لنا، لا تعني مدة الصلاحية أي شيء.
إذا كانت الأشياء معقمة ومثلجة، فمن الممكن أن تبقى لمدة قرن كامل، أي على مبدأ قانون التصبير الريادي، ماتوماتيك.
فالصانع يعطي مدة الصلاحية، والتي هي مؤشر صناعي لمدة استهلاك المادة، كما قلنا، ولكن يمكن أن تنخفض الجودة فقط.
مدة الصلاحية لمادة اللبن
مثلاً مدة الصلاحية الخاصة بمادة اللبن، تبنى على تخزين اللبن في البراد، في المدة التي تظهر على العلبة، على حسب التاريخ الموجود.
فإن اللبن في أول الأمر، كان يجب أن يصل إلى المستهلك، بنسبة 910 من البكتيريا اللبنية، أي مليار خلية في الميلي لتر، أو في الغالون من اللبن.
والبكتيريا اللبنية تحت الحموضة، فإذا انخفض العدد إلى مليون، أو 10 مليون، فهنا تكون جودة اللبن انخفضت، ولا يعني أنه أصبح خطراً، بل هو قابل للاستهلاك.
ولكن بالنسبة إلى البكتيريا اللبنية، فيجب أن تكون حية، لحين وصول منتج اللبن أو العلبة. إلى المستهلك، لأنها هي المادة المفيدة للجسم.
تسرب الهواء يسبب فساد المادة
وفي بعض المواد الغذائية، التي يوجد بها مادة التخمير، يجب أن تستعمل داخل مدة الصلاحية، بعض الناس يجدون العفن، أو الفطريات في بعض العلب، من مشتقات الحليب أو غيره.
فيجب أن يعلموا أن هذه العلب، من شروط صانعها، أن تكون معلبة تعليب محكم، بحيث لا ينفذ الهواء، وإذا خدشت العلبة، أو تمزقت قليلاً، ودخل الهواء.
فسيتكون العفن، وهذا أمر طبيعي جداً بالنسبة إلى الصناعات الغذائية، ويقع هذا الأمر في جميع المواد، خصوصاً الحامضة، التي يوجد فيها سكر.
وبالتالي تتكون الفطريات بالتأكيد، وهذا لا يعني أن الصانع لا يراعي الشروط الصحية، لذلك يجب أن لا نظلم الشركات.
أهمية توضيح مدة الصلاحية لدى الناس
ونحن في تخصصنا نرى، أن بعض الناس لا يفهمون تلك الأشياء، فيختلقون الأخطاء، لأنه بالتأكيد، أثناء نقل المادة إلى المتجر أو البائع، ربما تفتح بعض علب العصير.
مما يتسبب بتكون العفن، لأن من شروط التصبير، أن تبقى العلب محكمة الإغلاق، حتى تصل إلى المستهلك.
وهذا لا يعني أن الصناعة كانت في شروط غير جيدة، بل إن الصناعة تكون في شروط محددة دائماً، فلا يمكن التلاعب بهذا الأمر.
لذلك رأينا على الانترنت، أن بعض الناس تداولوا بعض العصائر، التي وجد بها بعض الفطريات، ونقول أن هذا أمر طبيعي.
ونفس الشيء بالنسبة إلى الحليب، لأنهم يضعون به السكر، وعلب البندورة، والمربى وأي شيء فيه سكر، يمكن أن يتكون عليه العفن والفطريات.
فالنسبة بهذا الخلل يكون 0.1 بالمائة، من بعض المعلبات، التي من الممكن تواجد العفن والفطريات بها، عن طريق تلك الحوادث.
الاهتمام بطريقة نقل وتخزين البضائع
وهنا يجب أن يبلغوا المعمل، أنه قد حصل هذا الخلل في المعلبات، والمهندسين الغذائيين، ليقوموا باجراء البحث، ويسألون العمال والسائق عن هذا الشيء.
فيقومون بتعديل أساليب النقل، لهذه المواد، وطريقة تخزينها، بوضعها في العلب والصناديق المحكمة، لألى تخدش ويدخل الهواء فيها.
وفي المعامل يجب أن ينتبه المهندسين الغذائيين، على هذه الأمور مسبقاً ويجب أن نفهم الناس أن هذه الأشياء، يمكن أن تحدث أثناء الصناعة، وكيف تتم البسترة والتصبير، لألى يدعون على العمال والمصانع بالظلم.
وخصوصاً أنه في فصل الصيف، يمكن في كثير من الأحيان، أن يجدوا هذا الشيء، فيجب أن يبلغوا الشركة أو المتجر عن هذا الأمر، وأن لا يبالغوا في التهجم.
السمك والنقانق
وعن السمك مثلاً، هناك مادة تكون موجودة قبل التصبير، وبعد التصبير تكون المادة غير كافية، فيكون خطيراً قليلاً.
وكذلك النقانق، إذا تسربت إليها الجراثيم، أو بعض المواد أثناء التصنيع، إذا كان أسلوب التصينع غير كافي، فتكون المادة خطيرة.
لذلك يلجأ صناع النقانق، إلى إضافة مادة النترات، التي هي لمكافحة الكورستريديون، والنوستافيكو، بالإضافة إلى تعرضها للحرارة.
وفي النهاية نكرر، أن مدة الصلاحية، هي مؤشر صناعي، وأنها لا تدخل في إطار الخطر، وفي المادة الغذائية، لا تعني أنها تصبح خطراً، بل إن جودتها انخفضت فقط.