برامج كمبيوترتقنية

تعرف على قدرات البيانات الضخمة big data


هل تعتقد أن بياناتك سرية؟

تعرف على قدرات البيانات الضخمة big data

يمر العالم اليوم بطفرات علمية وتكنولوجيا كبيرة جداً، هل تتخيلون أن يصل الإنسان، إلى المريخ، أو الذي يعدل جيناته، حتى يغير من شكله وجسده.

وفي العالم العربي اليوم، هناك حراك أدبي ومعرفي، ولكن أين الحراك العلمي من هذا كله، في برنامج لحظة، سنقدم العلوم والتكنولوجيا، بطريقة بسيطة وشيقة.

عندما تكتب تغريدة في تيوتر، أو تنشر صورة في انستغرام، تخزن في قاعدة البيانات، ولكن بعد تخزينها، لا توضع في درج ويغلق عليها، ولا تصبح أرشيفاً.

كل البيانات الصغيرة، أصبحت تستخدم لغرض ما، ولم تعد صغيرة، صارت تسمى البيانات الضخمة big data.

تطور تخزين البيانات

منذ آلاف السنين، والإنسان يحاول أن يدون تفاصيل حياته، والأحداث التي مر بها، بطرق مختلفة، مثل الرسم والحفر والنحت.

إلى أن وصل إلى الكتابة على الورق، والآن في الفضاء الالكتروني، هل تذكرون عندما كنا نخزن المعلومات، على فلوبي ديسك floppy disk.

وننقلها من كمبيوتر إلى آخر، وثم أصبحنا نستخدم السيدي، وبعده الهارد ديسك، ثم تطورنا في الحياة، حتى جاءت الكارت فلاش، ووصلنا اليوم، إلى عصر كلاود ستوري cloud story.

وهو تخزين المعلومات، في مكان في الإنترنت، مثل دروب بوكس آي كلاود، جوجل درايف وغيرها، من المواقع التي تحولك إلى الخزائن الخاصة.

خصوصية البيانات الضخمة

ولكن هذه الخزائن، ليست في منازلنا، ولا في هواتفنا بل هي في مزرعة ضخمة من الكمبيوترات العملاقة التي يوجد فيها مساحات تخزين هائلة

وهذه أعطتنا القدرة للوصول إلى المعلومة في أي وقت، ومن أي مكان، وجعلت الشركات لديها الفرصة، حتى تقرصن حياتنا، وتعرفنا أكثر من أهلنا وأصدقائنا.

إنتاج البيانات الضخمة

إيريك شميت، رئيس جوجل، يشرح ظاهرة big data ، بطريقة جميلة ومختصرة، فيقول: إن البشرية منذ فجر التاريخ، وحتى عام 2003

أنتجت خمس مليارات جيجا بايت، من البيانات على شكل رسومات، ووثائق وموسيقى، وكتب وغيرها.

أما في عام 2011 فلقد تم إنتاج، خمسة مليارات جيجا بايت، من البيانات في يومين فقط، وفي عام 2013 تم إنتاج خمسة مليارات جيجا بايت، كل 10 دقائق.

و90% من البيانات الموجودة اليوم، أنتجت خلال آخر عامين فقط، والسؤال هنا من ينتج كل هذه البيانات.

قبل ظهور الإنترنت، كان الموظفين في الشركات الحكومية، والشركات الخاصة، هم أكثر من ينتج، ويخزن ويحلل البيانات.

حيث كانت عبارة عن وثائق ومعاملات مالية، وملفات شخصية، ومعلومات شخصية أخرى، عن الزبائن  والبيع والشراء.

أما اليوم، من ينتج معظم البيانات في العالم، هم ناس عاديين، كبار وأطفال، كلهم يشاركون في تراكم المعلومات الهائل.

الكمية الهائلة للبيانات المرسلة

كل شخص اليوم يحمل الهاتف الخليوي، يساهم بإدخال البيانات، ويجعلها تتراكم فوق بعضها، ومستخدمي الإنترنت، هم أكثر من ثلاث مليارات شخص.

في الدقيقة الواحدة، يرسلون مائتين مليون إيميل، ويغردون كل ساعة في تويتر، بعشرين مليون تغريدة، ويرفعون في اليوم، مائة ألف ساعة فيديو، على يوتيوب.

لو جمعنا هذا الانتاج كله، خلال ساعة واحدة فقط، فنحن نستطيع أن نملأ عشرة مليارات قرص ديفيدي، أي لو كدسناه يصل ارتفاع الديفيدي، إلى 90 كيلو متر.

الأجهزة الكهربائية ترسل البيانات الضخمة

استخدامنا للإنترنت، ليس هو فقط الذي ينتج البيانات الضخمة اليوم، بل معظم الآلات والأجهزة من حولنا، تنجز بيانات خلال عملها.

مثل أجهزة تحديد المواقع gps، في السيارات والطائرات، البيانات اليوم تحاصرنا من كل جهة، هواتفنا تنتج بيانات، والكمبيوترات والساعات، والأجهزة الرياضية وغيرها كثير.

كيف نتعامل مع الكمية الهائلة من البيانات الضخمة؟

منذ زمن، كانت الشركات تخزن بياناتها في قواعد البيانات، ولكن في بداية الألفية، بدأت الشركات العملاقة، مثل جوجل، تعاني من تكدس البيانات في الكمبيوترات.

والذي كان يحصل، أن عملية استرجاع المعلومة عند البحث، تصبح بطيئة، فقامت جوجل بتقسيم هذه البيانات، إلى أجزاء كثيرة.

وتخزين كل جزء في كمبيوتر مستقل، مثل مواصفات سيارة معينة، تقسم إلى أجزاء كثيرة، منها بيانات المحرك، تجدها مخزنة في مكان، غير مكان تخزين بيانات المظهر الخارجي.

أما البيانات عن مواصفات داخل السيارة، فتكون مخزنة في مكان آخر، وعندما تدخل، وتبحث عن هذه السيارة، يقوم النظام بتجميع كل هذه المعلومات، في أجزاء من الثانية.

وجمعها وتنسيقها، وعرض السيارة كاملة عليك، وهذا النظام، يسمى هادو، واليوم معظم المواقع العملاقة في العالم، تستخدم هادو، لإدارة بياناتها الخاصة.

بيانات البطاقات الائتمانية

عندما تذهب إلى السوبرماركت، وتشتري شيئاً، ثم تنتهي من الشراء، وتدفع لتخرج من المكان، فإن العملية الشرائية لك، لم تنتهي.

بعد أن تدفع عن طريق البطاقة الائتمانية، تقوم شركات متخصصة، بجمع بياناتك وتحليل نمط التسوق، من خلال الفواتير، وتكون عنك ملف شخصي، حتى تفهم عاداتك أكثر.

وتصل رسائل بعد فترة، عن عروض ترويجية، لمنتجات تصب في صميم حاجتك، والذي يحصل، أنك ستقوم بشرائها مباشرة.

بيانات مواقع التواصل الاجتماعي

هل تعرف أنك عندما تنشر الصور، أو تكتب شعورك عن الجو، في مواقع التواصل الاجتماعي، أن بعض البرامج الخاصة بالطقس، تجمع هذه البيانات، من صور وكتابات وفيديوهات.

وتستخدمها في تحليل حالة الطقس في المنطقة، التي أنت بها، ثم تقارنها بالبيانات، التي تصلها من عدة أجهزة، والمجسات، فيصبح تحليل الطقس أكثر دقة.

البيانات الضخمة للمستشفيات

هناك كميات كبيرة من البيانات الضخمة، تنتجها المؤسسات الطبية، للمستشفيات والعيادات والمختبرات، وكل زيارة تقوم بها إلى الطبيب.

ينتج عنا تقرير طبي، ونتائج تحاليل، وفحوصات دم وغيرها، وكل هذه البيانات، تذهب إلى برامج، تحللها بدقة متناهية.

وبفضل هذه البيانات الضخمة، أصبح بإمكان المستشفى الطبي اليوم، تكوين ملف طبي كامل، عن كل مريض، منذ ولادته وحتى آخر عمره.

وبفضل تطور أنظمة إدارة البيانات الضخمة، أصبح من السهل، تخزين وتحليل بيانات المريض بدقة عالية، مثل فئة الدم والحساسية.

وهذا الذي مكن فرق الإنقاذ الطبية، بإنقاذ حالات بعض المرضى، في الحالات الحرجة، وفي الطوارئ.

هل تساهم البيانات الضخمة في علاج مرضى السرطان؟

قام مجموعة من الأطباء، بجمع البيانات المتعلقة، بتحليل أنسجة مأخوذة من العديد من مرضى السرطان، وأدخلوها في برامج تحليل، وإدارة بيانات ضخمة.

والنتيجة كانت، أن هذه البرامج، استطاعت تحديد 12 علامة دالة، على وجود الخلايا السرطانية، في الأنسجة.

أما الأطباء، فلم يكتشفوا قبل هذه البرامج، والبيانات الضخمة، سوى 9 علامات فقط، على وجود خلايا السرطان.

الكتب الالكترونية

تخيل لو كنت تستطيع، أن تقرأ كل كتاب كتب على مر التاريخ، أو تبحث في المكتبة الضخمة، بضغطة زر، هذا لم يعد خيالاً.

قريباً سيكون هناك مواقع، نتعامل معها كل يوم، عن طريق مشاريع، تقوم بها مؤسسات تكنولوجيا عملاقة، مثل جوجل.

مشروع مكتبة جوجل، هو أضخم مشروع ثقافي معرفي، في تاريخ البشرية، منذ عام 2004 تقوم جوجل، بتحويل جميع الكتب التي كتبها الإنسان، إلى صيغة إلكترونية.

لتشكل بذلك، أكبر مكتبة رقمية على الاطلاق، وبحلول عام 2020 تطمح جوجل، أن تكون قد أدخلت في المكتبة، حوالي مائة وثلاثين مليون كتاب، من مختلف لغات العالم.

خدمة جوجل الجديدة n-gram

لا تقوم جوجل بتخزين الكتب فقط، بل تربطها بخدمة n-gram، وهذه الخدمة، تتيح لك أن تبحث عن أي مصطلح، أو كلمة في أي لغة، في مجموعة كتب كثيرة.

والميزة هنا، أنك تستطيع أن تبحث خلال فترات زمنية متفرقة، مثل أنك تريد أن تعرف، متى ظهر مصطلح العولمة  لأول مرة.

استخدمت هذه الكلمة كثيراً، ولكن باستخدام n-gram، ستتعرف على التطور الثقافي، والعملي والاجتماعي، للشعوب والمجتمع.

البيانات الضخمة تساعد في منح ازدحام الطرقات

نحن نعاني من زحمة الطرق جميعنا، ولكن مع تطور استخدام البيانات الضخمة، يتم تحليل البيانات الصادرة، عن الإشارة الضوئية والسيارات، وحافلات النقل العام.

وعن كل الرسائل التي نضعها، على السوشيال ميديا، أن هناك ازدحام أو حادث، في مكان ما، وهذا يستخدم اليوم، لتحليل وضع المدن، وكيف تتطور لتكون أفضل.

الترويج للإعلانات عن طريق البيانات الضخمة

نحن نعيش في عصر، كل تفاصيل حياتنا مسجلة، وكل هذه البيانات الهائلة، تجمعها شركات مثل جوجل، وفيسبوك وتويتر، وآبل وشركات كثيرة غيرهم.

حتى تستخدمها في الترويج لمنتجاتها، وتقديم صداقات جديدة، أو تغيير أفكار وقناعات جديدة، في عام 2012، تم تغريم احدى الشركات العملاقة، ب 22 ونصف مليون دولار.

لقيامها بتتبع متصفحات سفاري، في أجهزة الآيفون، بهدف عرض إعلانات تجارية، تعتمد على البيانات، التي جمعتها من المتصفح الخاص، بالمستخدمين لأجهزة الآيفون.

الأمر اليوم أصبح أوضح، فمعظم البيانات التي تجمع، يتم توظيفها لتحقيق أهداف كثيرة من الشركات، دون النظر إلى مصالح الأفراد، وخصوصياتهم.

مفهوم الخصوصية بدأ يتغير، لم يعد اليوم شكلك وهواياتك وأصدقائك، هم المعروفين فقط، بل عادتك أيضاً، وطموحاتك ومشكلاتك النفسية والجسدية.

وكل هذا يحلل على مدار الساعة، وبدقة متناهية، والبيانات الضخمة، ستغير طريقة تعاملنا مع العالم، وربما طريقة تعامل العالم معنا.

قدرات البيانات الضخمة

 يوتيوب

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى