جوليان درولون شخصية مميزة وفريده من نوعها، فرنسي من مدينة نانت، خلال بحثه عن ذاته ونفسه اعتنق البوذية، ثم المسيحية، ومن ثم اعتنق الاسلام في عام 2012.
فمن هو جوليان، وكيف انطلق برحلته حول العالم ؟ ولماذا أسس مؤسسة خاصة للتعريف بالإسلام في الغرب؟
لقاء جوليان درولون مع عزام التميمي
في حوار أجراه عزام التميمي مع جوليان درولون على قناة الحوار، يخبرنا جوليان عن رحلته الى الإسلام وكيف شعر بمسؤوليته تجاه من لم يتعرف على الإسلام ممن حوله.
وعندما رأى مبلغ التشويه لصورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية، لينهض بإنشاء مؤسسته، لذلك سنقوم بإيجاز ما ورد في ذلك اللقاء.
نشأة جوليان درولون
يقول جوليان عن نشأته: نشأت في فرنسا في نانت كاثوليكياً، وكنت روحانياً منذ سن مبكرة حتى أنني أردت أن أصبح كاهناً.
ثم لم تشبعني الكاثوليكية، ووجهتني أمي نحو البوذية، وسمحت لي بالسفر في السن الثامنة عشر، فأتيحت لي الفرصة للسفر حول العالم في أكثر من خمسين دولة، وكان الإسلام آخر ما يخطر ببالي.
إن 70% من الفرنسيين ملحدين أو لا أدريين، وقد تخلى العديد منهم عن الكاثوليكية لأسباب عديدة، لكنهم كانوا ما يزالون مؤمنين بالله أو بشيء روحي.
وقد اعتنقت أمي البوذية، حيث فرضت نفسها بقوة في التسعينيات بوجود الدلاي لاما، فكانوا يستخدمون الأفلام للترويج، وكنت أحب الجزء الخاص بالتأمل السلمي في البوذية، وهو شبيه جداً بالخلوة في الإسلام.
بدأت بالعمل كمراسل دولي أنشر تقارير في نيويورك تايمز والإيكونوميست، وسافرت إلى العديد من البلاد المسلمة.
وكل مرة كنت أسمع فيها الأذان في قبرص، وفي تنزانيا أو في دار السلام، كنت أشعر بشيء يقول لي هذا لك، ولكنني كنت أظن أنه دين خاص بالعرب، فلم يخطر ببالي أن أتساءل.
وعندما عشت في الفلبين وقررت أن أستقر فيها، وهي بلد يمارس المسيحية بالتزام، وضعني ذلك مجدداً على الطريق إلى الله فعدت إلى الكنيسة.
كانت الكنيسة بروتستانتية من طائفة المولود من جديد، وأتباع هذه الطائفة يقرؤون الكتاب المقدس، بينما الكاثوليك لا يفعلون، وذلك فرق كبير بينهما.
كنت أحاول العودة إلى المسيحية، وبعد رمضان في عام 2012، كنت أدرس الإسلام في المركز، صليت وتوجهت إلى الله بالدعاء، وقلت أحتاج لأن أختار واحداً من الدينين.
فذهبت إلى صلاة العيد مع بعض الأصدقاء المسلمين الذين قابلتهم، ولم أكن حينها مسلماً، ولكنني أحببت الروح، ووجدتها قوية جداً.
ثم نطقت بالشهادة في غرفتي أمام الكومبيوتر، وبعد ذلك توجهت إلى السفارة، وحضرت الخطبة، ونطقت بالشهادتين أمام الجميع.
جوليان درولون والأذان
يقول جوليان عن سماعه الأذان:
في الواقع أول مهمة لي كانت في دبي، حيث بدأت أشعر ببعض من نكهة الإسلام، ثم سافرت إلى قبرص عام 2007.
وفي الواقع، كانت إسطنبول شيئاً كبيراً بالنسبة لي، أذكر أنني كنت في السلطان أحمد، وكنت أتدبر داخل المسجد.
كنت أعتقد أنني ينبغي أن أتدبر في أي مكان، كان الناس يصلون وأنا أتدبر داخل المسجد، استغرقني ذلك بعض الوقت، وتركيا كانت جزءاً من ذلك.
شيء واحد هو الذي صعقني، كنت في طريقي إلى الفلبين ووقفت في أبو ظبي لثماني ساعات ما بين الرحلتين.
أخذت سيارة أجرة وسمعت أغنية – حينها ظننت أنها أغنية– فقلت للسائق، أظنه باكستانياً: ما هذه الأغنية؟ لقد لمست– بحق– فؤادي.
أوقف السيارة وقال: يا أخي، ليست أغنية. إنه القرآن، وبدأ مباشرة بإنذاري، قال: يا أخي، إذا أردت أن تنقذ نفسك من نار جهنم فأنقذ نفسك وعائلتك وأسلم.
وتلك كانت أفضل دعوة يمكن أن تمارسها مع شخص ما إذا كان لديك دقيقتان فقط.
حينها كنت ذلك الشاب العصري، وكنت أعتقد أن الله أكبر من أن يكون لدين واحد، وأن الله لا يمكن أن يختار ديناً واحداً فقط، وأن جميع الأديان جيدة، وما هي إلا طرق مختلفة في الفهم.
فكرة الغرب عن الإسلام
بعد أن أخبر جوليان أمه أنه اعتنق الإسلام قالت له مباشرة: هذا أسوأ ما يمكن أن تتوجه إليه.
وليس السبب أنها تمانع أن يكون مسلماً وليس بوذياً، وإنما بسبب أن الغرب لا يفتأ يبيع فكرة أن الإسلام يصطهد النساء، بينما في الواقع نعلم أن الإسلام حرر المرأة.
قبل الإسلام كان النساء يعاملن أسوأ معاملة، والإسلام هو دين الكرامة للنساء، ولذلك فإن سبعين بالمائة ممن يعتنقون الإسلام هم نساء.
لكن بالطبع لم تر هي الأمر بهذا الشكل، ومع ذلك كانت متفهمة، ولكن ما لبثت الأمور أن ساءت مع عائلت بسبب شارلي إبدو، وكل تلك الهجمات التي حدثت في فرنسا.
يقول جوليان درولون لم أتكلم مع والدتي لسنة كاملة. كانت لدينا بعض المشاكل، ولم أتحدث مع إخوتي وأخواتي منذ بضع سنين، ولكن الأمور الآن أفضل الحمد لله.
عادت العلاقات الآن بيني وبين عائلتي، ولكن علي القول إن المناخ في فرنسا يختلف كثيراً عن بريطانيا والولايات المتحدة، فإذا كنت تظن أن هذين البلدين فيهما إسلاموفوبيا، فانتظر لترى فرنسا.
فلا يمر يوم دون أن يهاجم الإسلام في كل واحدة من وسائل الإعلام، إنه شيء جنوني. وهناك كمية من الهراء الذي ينشره من يدعون أنهم درسوا الإسلام، بينما هم لا يعرفونه، ولديهم ترخيص للهجوم والافتراء.
جوليان درولون وفيلمه الحرية
يتحدث جوليان عن قيامه بانتاج فيلم الحرية فيقول: كانت أمي قد جاءتني ببرنامج وثائقي أنتجه صحفيان فرنسيان تنقلا حول العالم بحثاً عن الحقيقة، فأدركت مدى قوته.
وقد طورنا هذه الفكرة لخمسين مسلماً جديداً من خمسة وعشرين بلداً مختلفاً بخمس عشرة لغة، لنوضح ما هو تعريف الحرية.
الغرب يدعي أنه العالم الحر، وأنه المناضل في سبيل الحرية، ولكن في الواقع الرسول صلى الله عليه وسلم هو من جاء بالحرية إلى البشرية.
لأن رسالة الإسلام هي تحرير البشر من قهر غيرهم من البشر من خلال عبادة الله، فعندما تعبد الله تصبح حراً من رغباتك، ومن كل القيود الأخرى.
وأنا بإمكاني القول إنني صرت بحق حراً، ولكن النضال من أجل الحرية عملية مستمرة، فهناك أشياء أخرى يمكن أن توقعك في الأسر، وغير المسلمين لا يدركون أنهم مستعبدون من قبل رغباتهم.
ولقد بدأنا جولة عرض للفيلم من جنوب أفريقيا، وانتهينا بجولة في نيوزيلاندا، حيث ذهبنا إلى كرايستشرش حيث وقع الهجوم، وعرضنا الفيلم أمام 200 شخص من غير المسلمين هناك.
وقد أحبوه وأسلم أحد الأشخاص في دونادين، حيث كان يتدرب القاتل الذي قام بذلك الهجوم المريع. والآن نرغب في أن نشرك العالم معنا.
لقد أجرينا الكثير من الاستطلاعات، وحصلنا على تقدير 8.5 من 10 من المسلمين، وحصلنا على تقدير 8 من 10 من غير المسلمين، وتم توثيقه.
حتى المبشرون المسيحيون من فرنسا اتصلوا بي، فقد شاهدوا الفيلم في جنوب أفريقيا، وسعوا إلى تحويلي إلى المسيحية من جديد بعد أن شاهدوا فيلمنا.
حتى المسيحيون يحترمون فيلمنا لأنهم يدركون أنه ليس دعائياً، بل نحن أصبحنا مسلمين بإرادتنا الحرة، وهي فقط حكايتنا ودون كتابة مسبقة.
طرحنا عشرة أسئلة على كل شخص، واخترنا الأجزاء الأفضل بدون نص مكتوب، ولذلك فهو عمل يتسم بالإخلاص.
اقرأ أيضاً… عائشة زوجة الرسول | لماذا تزوج النبي ﷺ من السيدة عائشة وهى بنت 9 سنين؟
اقرأ أيضاً… جزيرة الدجال | اسمعوا قصة الصحابي الذي وجد جزيرة الدجال | مع حسن هاشم
اقرأ أيضاً… اصحاب الاخدود والغلام ،اسمعوا العجب في قصة خلدها التاريخ | حسن هاشم