حكم القروض الشخصية وهل القروض الشخصية حرام أم حلال؟
ما حكم أخذ قرض من البنك لشراء سلعة معينة؟ هل هو حلال أم حرام؟
هل القروض الشخصية ربا؟
إذا أخذت قرض من البنك يكون لدينا حالتين.
إما أن تكون إنسان مضطر لأخذ هذا القرض مثلاً حدوث مصيبة أو عملية يمكن أن تسبب الموت لا تجد منزل للسكن ولا تجد منزل للإيجار.
في هذه الحالة القرض يجوز والضرورة يعذر معها المكلف ويسقط معها الإثم إن شاء الله تعالى.
إذا أخذت قرض من البنك بغير ضرورة، مثلاً أملك شقة وأريد امتلاك شقة ثانية أو سيارة جديدة أو تغير أثاث المنزل.
ليس هناك حالة ضرورة ملحة لأخذ القرض، وهذه معصية وحرام ولا يجوز، لأن هذه ربا والنبي صلى الله عليه وسلم حرمه ولعن الله كاتب الربا وأكله وشاهديه وكلهم سواء.
والله سبحانه وتعالى قال في القرآن (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين).
في سورة آل عمران (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة)
والربا محرمة باتفاق فقهاء المسلمين كلهم، نصوص قاطعة في القرآن والسنة وإجماع.
حكم القرض مقابل سلعة
هناك ما يسمى قرض ويختلف عن القروض الشخصية.
مثلاً ذهبت لشراء شقة أو سيارة، فأذهب للبنك أو شركة وسيطة أو لممول، ويقوم بدراسة جدوى أو يسألك عن القدرة المالية للسداد الشهري.
ويقوم ببحث في سجلك الائتماني في البنك ويتابع ثباتك في السداد، فيوافق على القرض لكن بطريقة مختلفة عن القروض الشخصية.
يدفع هو المال لصاحب السلعة التي نشتريها أي البائع ويشتري السلعة وبعدها يقسط ثمن السلعة على أقساط.
هذا يعتبر بيع تقسيط وهو ليس ربا ولا فيه حرام.
إذا تم تقسيط المال بفائدة، فالفائدة في الربا.
يقال: العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني، المعنى أن العبرة بالأمر أياً كان أسمه لا يختلف، المهم هي حقيقة الأمر الذي نتعامل معه.
مثال عن لشرح القول، إذا ذهبت لإحضار كأس ماء وملأته ماء وكتبت على الكأس خمر، الاسم والمبنى هنا الخمر لكن حقيقته هي خمر ولا ماء؟
حقيقته ماء لذا يصدقون عليه أنه حلال.
إذا ذهبت للبك أو للشخص المقرض ولم يعطني مال باليد، إذا أعطاك مال باليد هو بالمؤكد قرض شخصي وهو ربا بالتأكيد.
لكن إذا لم يتعامل معك نهائياً ولم يعطيك مال باليد ولا دخل بحسابك الشخصي، هو قام بدفع للطرف البائع وأنهى العمل وعاد إليك.
وطلب أن تجدول كيف تستطيع تسديد الدفع وحدد كم يريد منك فائدة.
الحقيقة أن الفائدة هنا مقابل التقسيط لثمن السلعة.
أما سلعة مقابل مال هذه ليست ربا، إذا كانت الفائدة المال مقابل مال هي ربا.
أمثلة عن حكم القروض
إذا ذهبت لشراء سيارة بالتقسيط أو أدوات كهربائية، منك كمشتري وللبائع فوراً.
فباعك السيارة بأغلى من ثمنها، مثلاً باعها نقداً بمليون ولكن يبيعها بالتقسيط لعدد من السنين يبيعها بمليون وثلاثمئة ألف.
هذه الزيادة التي حصل عليها البائع مقابل سلعة وهي السيارة.
أما لو حصل على المال الزائد مقابل مال تكون ربا بالتأكيد.
الشرع يعطي الفرق بين شراء السلعة ويحصل حركة تجارية ويحصل في المجتمع تحريك اقتصادي.
وفرق بين أخذ المال مقابل مال من شخص يجلس في منزله ولا يقوم بأي عمل فيعطي للناس سلفه ويأخذ منهم فائدة.
هذا هو القرض الذي جر نفعاً ويسمى الربا.
مثال أخر، إذا ذهبت لرجل مقتدر وطلبت منه أن يشتري لي سيارة، وذهب واشتراها لي وأنا أخذت السيارة وهو لم يعطني أي مال باليد ولم يضع مال في حساب البنك.
وبعدها قسطت له ثمن السيارة ووضع عليها فائدة في هذه الحالة المبلغ المقابل للقسط ليس حرام وليس من باب الفائدة التي على القروض.
إنما هذه معاملة مشروعة لا حرج فيها.
المصدر: يوتيوب