حول العالم

دولة الكويت منذ النشوء إلى العصر الحالي

دولة الكويت كانت ضمن الحدود الشمالية التابعة لسنجق الإحساء في الدولة العثمانية وتسمى سنجق الصحراء .

ثم أصدر الأمير براك بن عريعر أمير بني خالد عام 1670 أمراً بإنشاء قصر كبير في موقع ما في مدينة الكويت الحالية ليتخذه ملجأ لقواته على الحدود و مستودعاً للذخيرة و المؤونة كلما أراد القدوم إلى المنطقة .

و مأوى لرعاته وأتباعه في المناطق القريبة و مركزاً لاستقبال الحجاج الإيرانيين ومن ثم نقلهم إلى مكة تحت حراسة بني خالد .

دولة الكويت وأصل التسمية

في أوائل القرن السابع عشر كانت تدعى بالقرين أو الكويت لكن شاع استخدام كلمة الكويت وظلت حتى عصرنا الحالي .

ويعود الإسم بحسب آراء باحثين إلى اسباب مختلفة فإما أصلها بابلي قديم من كلمة كوت أو أصلها هندي من وتعني قلعة أو أصلها عربي من كلمة قوت .

والكوت بالعربية هو مخزن الأقوات أو الكوت هو البناء المربع الذي يكون مقصداً للبواخر والسفن ترسو عنده وتتزود بالمؤن .

و القرين هي تصغير لكلمة قرن بالعربية و يعني التل أو الأرض المرتفعة .

و ذكر الرحالة الدمشقي مرتضى بن علوان الكويت عند عودته من الحج سنة 1709 فأشار إليها بقوله :

ودخلنا بلداً يقال له الكويت وهي بلد تشبه الإحساء ، إلا أنها دونها ولكن بعماراتها وأبراجها تشابهها ، وأن الفاكهة والبطيخ يأتي من البصرة في كل يوم . وهذه الكويت اسمها القرين .

سكان دولة الكويت

استوطنت الكويت قبائل العتوب الذين هاجروا من نجد في القرن السابع عشر ، وقد تمكنوا من التلاؤم مع بيئتهم الجديدة بتعلم ركوب البحر والغوص للبحث عن اللؤلؤ و النقل البحري .

واستقر آل الصباح وآل الخليفة والزايد والجلاهمة في أم قصر قرب شط العرب، ولكن العثمانيين أجلوهم منها فساروا جنوباً إلى الصبية .

فلما علمت قبيلة الظفير بوجودهم في الصبية سارت لغزوهم فتركوها متجهين نحو الكويت مستأذنين بني خالد حكام الإحساء للإقامة فيها تحت حمايته عام 1715.

أمراء دولة الكويت

في عام 1716 تحالف ثلاثة من أهم زعماء القبائل التي سكنت الكويت وهم صباح بن جابر بن سلمان بن أحمد وخليفة بن محمد وجابر بن رحمة العتبي رئيس الجلاهمة .

فاتفقوا أن يتولى صباح بن جابر الرئاسة و شؤون الحكم و أن يتشاور معهم ، و أن يتولى خليفة بن محمد شؤون المال والتجارة ، و يتولى جابر بن رحمة العتبي شؤون العمل في البحر .

صباح بن جابر

في عام 1718 منح الوالي العثماني في بغداد صباح بن جابر لقب قائمام ، واعترف به أمير الإحساء سعدون بن غرير حاكماً للكويت شرط ألا تنضم الكويت إلى خصومه .

صباح بن جابر

لا يعرف الكثير عن حكمه سوى أنه سافر إلى جزيرة مقر شركة الهند الشرقية الهولندية للتفاوض مع مديرها المدعو البارون كنيبهاوزن ، ولكن لم يوفق لما أراد .

وتذكر مصادر أن شيخ الكويت صباح بن جابر احتفظ بعلاقات ودية مع البارون ، بينما تذكر مصادر أخرى أنه كان واقعا تحت نفوذه .

عبد الله بن صباح بن جابر

بعد وفاة والده صباح بن جابر عام 1762 استلم عبد الله الحكم ، فحكم مدة استمرت حتى عام 1812 ، وفي عهده تم رفع أول علم للإمارة وهو العلم السليمي لتمييز السفن الكويتية .

وفي عهده أيضاً تم بناء أول سور حول مدينة الكويت بلغ طوله 750 متراً ليحميها من الجنوب من سعود بن عبد العزيز ومن المنتفق شمالاً .

وفي عام 1775 قام الفرس باحتلال البصرة مما أدى لهجرة عدد كبير من تجارها للكويت فبدأت تنمو و تتحول التجارة إليها .

خاض في عام 1783 معركة الرقة البحرية بالقرب من جزيرة فيلكا ضد قبيلة بني كعب التي كانت تريد الاستيلاء على الكويت ، وقد انتهت المعركة بانتصار الكويتيين .

وفي عام 1811 خاضت الكويت معركة خكيكرة مع البحرين بقيادة عبد الله آل خليفة وجابر الصباح من الكويت ضد حاكم الدمام رحمة بن جابر الجلهمي المدعوم من الوهابيين فانتصرت البحرين والكويت .

وفي عهد عبد الله بن صباح قام عبد العزيز بن محمد بن سعود بمحاصرة دولة الكويت في إحدى غزواته لجنوبي العراق .

جابر بن عبد الله

بعد وفاة عبد الله بن صباح عام 1812 تسلم ابنه جابر بن عبد الله الصباح الحكم فبنى عام 1815 السور الثاني حول مدينة الكويت بسبب نية بندر السعدون شيخ قبائل المنتفق غزو الكويت .

وفي يونيو من عام 1831 انتشر مرض الطاعون في الكويت، وقضى على الآلاف من أهلها، وقد سميت تلك السنة سنة الطاعون .

صباح بن جابر

في عام 1859 توفي الشيخ جابر بن عبد الله الصباح، وتولى ابنه صباح جابر الصباح الحكم، وفي عهده توسعت التجارة وكثرت أموال الكويت .

عبد الله بن صباح الصباح

بعد وفاة صباح جابر الصباح في عام 1866 تولى ابنه عبد الله بن صباح الصباح الحكم، وقد اشتهر باسم عبد الله الثاني الصباح .

في عام 1866 أصدر أول عملة كويتية لكنها لم تستمر طويلاً و كان اسمها البيزة .

وفي عام 1867 عم الجوع الكويت بما يعرف باسم سنة  الهيلق ، حيث أخذ الناس يأكلون بقايا الذبائح من شدة يأسهم، وقد استمروا على هذا الحال حتى عام 1870 .

في عام 1871 شهدت الكويت حادثة الطبعة، وقد كانت تسمى باسم طبعة أهل الكويت حيث غرقت العديد من السفن الكويتية بعد إعصار مدمر حدث في الطريق بين الهند وعمان .

وفي عام 1871 رُفع العلم العثماني الأحمر على السفن الكويتية بدلاً من العلم السليمي بعد مضايقة مدحت باشا والي بغداد وللحصول على الإعفاء الجمركي والضرائب وعدم مصادرة الممتلكات في البصرة والسيبة والفاو والزبير .

وقد حصل عبد الله بن صباح على لقب قائمقام لقيامه بمساعدة الدولة العثمانية على السيطرة على إقليم الإحساء.

كما سُكت أول عملة كويتية نحاسية في عام 1886 .

محمد بن صباح الصباح

في عام 1892 توفي الشيخ عبد الله بن صباح الصباح وتولى الحكم بعده أخوه الشيخ محمد بن صباح الصباح ، ولكنه اغتيل على يد أخيه مبارك الصباح في عام 1896 .

مبارك الصباح

تولى الشيخ مبارك الصباح سدة الإمارة في الكويت في 13 مارس سنة 1896 مما تسبب بخلاف مع العثمانيين لمقتل محمد الصباح ومحاولة العثمانيين فرض السيطرة التامة على الكويت .

فطلب مبارك الصباح الحماية البريطانية في سبتمبر من عام 1897، إلا أن طلبه قوبل بالرفض فلم تر بريطانيا ضرورة في التدخل في شؤون المنطقة .

إلا أنها غيرت موقفها ووافقت على إبرام الاتفاقية في 23 يناير سنة 1899 بسبب خشيتها من امتداد النفوذ الألماني الذي كان يسعى لمد سكة حديد من برلين إلى كاظمة شمال جون الكويت .

ظلت الكويت خاضعة للنفوذ العثماني حتى سنة 1899 ثم ارتبطت بمعاهدة الصداقة الأنجلو-كويتية مع إنجلترا وقعها الشيخ مبارك الصباح مع ممثل بريطانيا .

وكان من بنود الاتفاقية أن لا يقبل الشيخ مبارك لا يوافق على شيء دون أن يحصل على إجازة من بريطانيا .

ثم تبعها إقامة وكالة سياسية في الكويت عام 1904 وهذا ما أعطى بريطانيا سيطرة على سياسة الكويت الخارجية مقابل التعهد بالحماية منها .

أنشئت أول مدرسة نظامية في الكويت في عهده عام 1911 سميت بالمدرسة المباركية نسبة إلى اسمه.

وفي عام 1914 لعبت الكويت دور الوساطة في مؤتمر الصبيحية الذي عقد في جنوب الكويت بين الدولة العثمانية وبين سلطان نجد .

و في عام 1914 رفع مبارك الصباح علماً خاصاً به وهو علم أحمر وفي وسطه كلمة كويت و استمر العلم حتى عام 1961 .

جابر المبارك

تولى الحكم بعد وفاة والده الشيخ مبارك غير أنه لم يلبث في الحكم طويلاً وتوفي فأسندت الإمارة إلى أخيه الشيخ سالم المبارك الصباح في عام 1917 .

سالم المبارك الصباح

تولى الحكم بعد وفاة أخيه و شهدت الكويت خلال عهده بناء السور الثالث بعد معركة حمض مع السعوديين وانتصارهم عليه .

أحمد الجابر الصباح

تولى الحكم في دولة الكويت عام 1921 ، وفي 2 ديسمبر 1922 تم توقيع معاهدة العقير التي رسمت فيها حدود سلطنة نجد الشمالية مع مملكة العراق من جهة، والكويت من جهةٍ أخرى .

تعرضت الكويت في عام 1932 لأمطار غزيرة أدت لتهدم العديد من المنازل ، وعرفت هذه السنة بالهدامة .

ثم إنشاء مجلس الشورى في عهده عام 1921، لكن أعمال المجلس لم تستمر طويلاً بسبب عدم تفرغ أعضائه لشؤونه لذلك أنهى أعماله بعد شهرين من إنشائه .

و شهدت الكويت في عهده نهضة سياسية تمثلت في تأسيس أول مجلس المجلس التشريعي عام 1938، وبذلك يكون أول مجلس نيابي منتخب في تاريخ الكويت السياسي .

تم اكتشاف أول بئر نفط في سنة 1937 وهو بئر بحره ، إلا أن النفط لم يصدر بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية .

صدرت أول شحنة نفط في 30 يونيو سنة 1946، وفي سنة 1948 تأسست مدينة الأحمدي، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح .

عبد الله السالم الصباح

تولى الحكم عام 1950، وفي فترة حكمه تم إنشاء المجلس الأعلى ، وسُمي لاحقا أبو الدستور لأنه أمر بصياغة دستور لتنظيم الحياة السياسية في الكويت .

في 19 يونيو سنة 1961 تم إلغاء معاهدة الحماية البريطانية التي وقعت في 23 يناير عام 1899 ، وتم إعلان استقلال دولة الكويت .

بعد استقلال الكويت عام 1961 قرر أمير الكويت عمل انتخابات لاختيار ممثلين من الشعب يصيغون الدستور وفي 1962 تم إصدار الدستور .

وفي 1961 صدر قانون جديد بشأن العلم الوطني ليكون العلم الجديد رمزاً لاستقلال البلاد ، فتم استبدال العلم القديم .

أجريت أول انتخابات برلمانية عام 1963 لاختيار أعضاء مجلس الأمة الأول في تاريخ الكويت ، وتشكلت الوزارة لأول فصل تشريعي بتاريخ الكويت .

وفي 14 مايو عام 1963 انضمت الكويت إلى الأمم المتحدة .

صباح السالم الصباح

تولى الحكم عام 1965 واستمر حتى عام 1977 حيث توفي .

وفي عهده أصدر مجلس الأمة الكويتي قانون دعم الدول العربية في حربها ضد إسرائيل وقانون إنشاء محكمة أمن الدولة .

وفي عام 1976 صدر قانون الخدمة العسكرية الإلزامية وقانون تأميم النفط .

جابر الأحمد الصباح

تولى الحكم في سنة 1977 وهو صاحب فكرة إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، والذي وقع على إنشائه في أبو ظبي بتاريخ 25 مايو عام 1981 .

صدر في عهده تعديل قانون الجنسية والتبادل التجاري بين الدول العربية ، وقاونو جرائم المفرقعات .

وفي عام 1983 تعرضت الكويت لسلسلة من التفجيرات استهدفت منشآت أجنبية وكويتية وسفارات أجنبية مهمة في الكويت بقيادة حزب الدعوة العراقي .

و شملت التفجيرات السفارة الأمريكية في الكويت و موكب الشيخ جابر الأحمد الصباح و المقاهي الشعبية بالإضافة لخطف طائرتي الجابرية و كاظمة .

في 25 مايو 1985 تعرض الشيخ جابر الأحمد الصباح إلى محاولة اغتيال فاشلة في طريقه إلى مكتبه في قصر السيف عن طريق سيارة مفخخة بسبب موقف الكويت من حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق .

حيث أيدت الكويت العراق في الحرب ، وكانت المحاولة من مناصري إيران ونفذ العملية عضو في حزب الدعوة الإسلامية العراقي .

في 2 أغسطس عام 1990 غزت العراق الكويت معلنة عن تأسيس جمهورية الكويت سيرت شؤونها حكومة كويتية مؤقتة برئاسة العقيد في الجيش الكويتي علاء حسين .

استمرت الحكومة حتى 8 أغسطس حيث تم إعلان ضم الكويت للعراق واعتبارها المحافظة التاسعة عشر إلا أن القرار لم تعترف به الأمم المتحدة وطالبت العراق بالانسحاب من الكويت .

في عام 1991 قامت حرب الخليج الثانية بين العراق وتحالف دولي من 32 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية  انتصرت فيها قوات التحالف وتحرير دولة الكويت في يوم 26 فبراير 1991 .

قام الجيش العراقي بتدمير ما يُقارب من 1073 من آبار النفط قبل انسحابهم من الكويت تم اخمادهم جميعاً بعد شهر واحد .

وفي 15 يناير عام 2006 توفي الشيخ جابر الأحمد ونودي بالشيخ سعد العبد الله أميراً للكويت بحسب الدستور حيث كان ولياً للعهد .

لكن وبسبب ظروفه الصحية و مرضه تم عزله بقرار من البرلمان ، وبويع بدلاً عنه الشيخ صباح الأحمد الصباح أميراً لدولة الكويت .

صباح الأحمد الصباح

تولى الحكم في عام 2006 وقد كان في وقتها رئيساً لمجلس الوزراء وفي عهده تم إقرار قانون إعطاء المرأة الحق في الانتخاب والترشح .

المصدر

ويكيبيديا


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

ماكتيوبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى