حول العالمشخصياتقصص وحكايات

روجيه جارودي والبحث عن الفكرة


فكرة اليوم هي البحث عن الحقيقة، والتماس طريق الهداية وطريق الرشاد، سنتحدث عن روجيه جارودي ، نموذج انطلق في رحلة البحث عن الحقيقة.

لا شك أن الذي يستطيع السير في هذه الدروب الوعرة المتشعبة، لا بد أن يكون صاحب قلب خفاق وعقل متقد دفاق، وفكر لا ضفاف له، ولا قوالب جامدة تحد من انطلاقته.

ونموذج عظيم لهذا كله، هو الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي بطل حلقتنا لهذا اليوم.

نشأة روجيه جارودي

ولد روجيه جارودي الفيلسوف الفرنسي الشهير، في مرسيليا فرنسا عام 1913 من أبوين ملحدين.

لم يكونا ملحدين بسبب ارتباطهما بالشيوعية أو أي مذهب آخر لاديني، لكنهما من أجيال تقليدية على حد قول جارودي نفسه، تلك الأجيال التي لا يمثل الدين أي اهتمام بحياتهم.

بعد عام من مولده اندلعت الحرب العالمية الأولى، وعاش أبواه في تلك الأجواء، إلى أن انتهت الحرب في 1918 وتم توقيع الهدنة آنذاك.

اعتناقه المسيحية

في عام 1927 اعتنق روجيه جارودي المسيحية، وعمره كان 14 سنة على المذهب البروتستانتي، لم يكن أهله لهم أي علاقة بأي دين بما فيه المسيحية، لكنه النضج والعقل والتفكير لطفل عمره 14 سنة.

يقول: اعتنقت المسيحية آنذاك ليصير لحياتي معنى، في وقت كان الجميع يعتقد أنهم يعيشون نهاية العالم، بسبب الحرب العالمية وبسب اشتداد الأزمة داخل أوروبا.

فكان الناس كلهم يعيشون في أجواء لا روحانية، وانتشار للشيوعية والإلحاد بشكل كبير، في هذه الأجواء يقرر وحده أن يصبح مسيحياً.

الحزب الشيوعي الفرنسي

ثم في عام 1933 انضم روجيه جارودي إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، لم يكن ملحداً ولم يكن شيوعياً، بل كان رئيساً للشبان المسيحين البروتستانت.

لكن انضمامه للحزب الشيوعي كان رائجاً عند كثير من المثقفين الفرنسين، وكان سبب هذا الرواج أنهم يبحثون عن طريقة للخروج من الرأسمالية المسيطرة على العالم.

والتي تمتص ثروات العالم، وفي نفس الوقت كانت الشيوعية طريقة للتصدي لهتلر والنازية، التي بدأت تظهر بقوة في ذلك الوقت.

فكان هناك خطرين رئيسيين الرأسمالية الأمريكية والإنجليزية، وخطر النازية الألمانية. وكان المعادي لهما هو شيوعية السوفييت الذين يؤيدون الشيوعيين في كل أوروبا.

وجد نفسه أنه ضعيف هو وجماعته، فانضم إلى جماعة تستطيع التصدي لهذين الخطرين. وفعلاً استطاعت النازية أن تصعد في ألمانيا، حتى سيطرت عليها في عام 1933.

الحرب العالمية الثانية

ولم يكتفوا بذلك بل بعد ذلك بدأت في 1935 الحرب العالمية الثانية، وبدأوا الحرب باحتلال عدة دول أوروبية ثم احتلوا فرنسا.

فقام الشيوعيون والحركات القومية بالتصدي لهتلر النازي، الذي احتل فرنسا. وكان هو مع الجماعة الشيوعية التي تصدت لهتلر.

لكنهم استطاعوا القبض عليه وأرسلوه إلى إحدى المعتقلات النازية في الصحراء الجزائرية. عام 1941 واستمرت الحرب العالمية إلى 1945.

حيث انتصر الحلفاء على هتلر واستطاعوا إسقاط ألمانيا النازية، وكان الأمريكان والإنجليز متحالفان مع الاتحاد السوفييتي ضد هتلر مع أنهم أعداء.

هؤلاء شيوعيون، وهؤلاء رأسماليون، وكان هذا مع نهاية الحرب العالمية الثانية وخرج الاتحاد السوفييتي منتصراً وبدأ المد الشيوعي يزداد.

ظل روجيه جارودي يبحث عن الفكرة

يبحث عن الحقيقة وبعد أن جرب المسيحية وجرب الشيوعية لم يكن مرتاحاً، في عام 1953 حصل على درجة الدكتوراه الأولى من جامعة السوربون، وكانت عن النظرية المادية في المعرفة.

هذه النظرية لها علاقة بالشيوعية، وأن تحليل التاريخ أسبابه صراع مادي جاءت صدى لتأثره بالأفكار الشيوعية.

ضمّنها موضوعات عالجها أساتذة الفلاسفة الماديين ماركس وأنجلز ولينين وماوتسي تونغ وغيرهم، فهو كان يعرف كل هذه الأفكار ومتشربها، بل وحصل على الدكتوراه فيها.

وفي عام 1954 حصل على درجة دكتوراه ثانية عن الحرية من جامعة موسكو، وكان أول مترجم فرنسي لمؤلفات لينين الشيوعية، وكانت أول دكتوراه لفرنسي في جامعة موسكو.

إذن نتكلم عن فيلسوف دخل في أعماق الفلسفة، دخل في أعماق المادية وأعماق الشيوعية، كتب رسائل دكتوراه وترجم كتب لينين إلى الفرنسية.

دخوله البرلمان الفرنسي

وفي عام 1956 كان عاماً حافلاً في حياة روجيه جارودي، في ذلك العام تم انتخابه نائباً في البرلمان الفرنسي وبعد أن فاز بالنيابة في البرلمان، انتخب نائباً لرئيس البرلمان.

نحن نتكلم عن شخص نال العلم والشهرة والمكانة، نائب رئيس البرلمان الفرنسي. ثم حدث له أمر جعله يراجع أفكار الشيوعية.

أصابته مراجعة شاملة للماركسية والشيوعية، سببت صدمة شديدة عندما عرف من هم الشيوعيين من داخلهم.

الوجه الحقيقي للشيوعية

عرف عن ستالين الذي حكم الاتحاد السوفييتي، بعدما ماتت ستالين وجاء خروتشوف فحكم الاتحاد السوفييتي.

في عام 1956 في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي، ألقى خروتشوف رئيس الاتحاد السوفييتي بياناً عن ستالين، وماذا كان يفعل، والظلم الذي قام به، والجرائم التي فعلها للشيوعيين أنفسهم.

وكيف استغل المنصب للمكاسب المادية، وكيف تحول الحزب الشيوعي من حزب يؤمن باشتراكية الناس بالأموال، ومن كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته.

تحول إلى رأسمالية ديكتاتورية مسيطرة تستغل الناس.

لما عرف الحقيقة من أصحابها، كان بالنسبة له مأساة، انعطاف كامل في حياته، ترتبت عليه نتائج كبيرة وكان من أبرزها أنه امتنع عن نشر رسالته.

حيث كانت موجودة في الجامعة، وكان سيحولها إلى كتاب، فلما عرف أنه يتكلم عن باطل، امتنع عن نشر رسالة الدكتوراه الأولى عن النظرية المادية في المعرفة ونتائجها.

بدء انسلاخه عن الشيوعية

وبدأ كل ذلك يجعله يفكر بطريقة مختلفة، فكتب كتاب نظرات حول الإنسان عام 1959، وبدأ بالدخول إلى أعماق الفكر الإنساني، وبدأ يفكر باستقلال عن الشيوعية.

في هذه الفترة بدأت عملية النقد الداخلي، وأصدر كتابه الآخر واقعية بلا ضفاف، انتقد فيه بشدة الواقعية الاشتراكية التي تجمدت، حالت بين الشيوعية والمادية وبين الاشتراكية والتطور الحضاري.

في عام 1960 أسس جارودي مركز الدراسات والبحوث الماركسية، وأداره عشر سنوات، وكان مسؤولاً عن الترجمة الفرنسية لمؤلفات لينين فما زال يبحث في داخل الشيوعية. 

ثم في عام 1966 أصدر كتابه ماركسية القرن العشرين، نقد فيه نقداً مميزاً الماركسية والشيوعية والمسلمات الماركسية .

في هذا الكتاب اتهم جارودي الشيوعية والماركسية، وعرف أنها تحولت إلى دين جديد، له طقوس وأتباع، وردّ على المقولة الشهيرة لماركس: الدين أفيون الشعوب.

كانت مقولة جارودي: أن القول بأن الدين في كل زمان وكل مكان يصرف الإنسان عن العمل وعن الإنتاج وعن الكفاح، هذا يتنافض تناقضاً واضحاً مع دراسة التاريخ مع الواقع التاريخي.

أحداث تشيكوسلوفاكيا

في عام 1968 أخذه التغير الفكري والبحث عن الفكرة، ونشر كتاب في سبيل نموذج وطني للإشتراكية، وقد نشره بعد أحداث تشيكوسلوفاكيا.

بعد أن جاء حلف وارسو واحتل تشيكوسلوفاكيا، وحولها إلى سيطرة الاتحاد السوفييتي فبدأ ينتقد كل هذا. وفي عام 1969 أصدر كتاب منعطف الإشتراكية الكبير

أخاطب بعض الشباب الذي ما زال لديهم بعض الأفكار الشيوعية أو الماركسية أو الإشتراكية، هؤلاء دخلوا إلى أعماقها، ووصلوا إلى المراتب العليا فيها وعرفوا حقيقتها.

إقرأوا كتبكم عن الماركسية، والتي كتبها قائد من قادتهم، فطالب في هذا الكتاب بتصحيح وتعديل الماركسية تحت عنوان أنها مراجعة مؤلمة لكنها ضرورية.

ثم صار جارودي عضواً في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينات، في هذه الفترة بدأ يدخل أكثر بين المسيحية والشيوعية وبدأ يبحث عن أفكار أخرى.

روجيه جارودي يترك الحزب الشيوعي

وفي عام 1970 ازدادت حدة التوتر بينه وبين حزبه الشيوعي، فأعلن تمرده أخيراً على الحزب الشيوعي، وطُرد منه.

ومضى في جولة في العالم، قابل فيها أبرز الشخصيات وأبرز الزعامات العالمية.

زار الزعيم الشيوعي الكوبي فيديل كاسترو، والزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس الجزائري هواري بومدين، والعديد من الرؤساء العرب وغيرهم.

وفي عام 1972 بعد عامين من الخروج من الحزب الشيوعي أصدر كتاب البديل.وهو أقرب لنداء إيجاد حافز كيف نصنع المستقبل، مثل مخطط وبرنامج عمل.

يرمي إلى إنشاء حزب يمكن وصفه بأنه مشروع حضاري للإنسان والبشرية، وبدأ ينتقل إلى التفكير بالإنسان وليس بالشيوعية والمسيحية.

روجيه جارودي والحضارة الغربية

في عام 1974 أصدر مجلة باسم البدائل الإشتراكية، وأعلن أنه يجب إعادة الغرب إلى وضعه وحجمه الحقيقي، ولا بد أن يعود حوار الحضارات، وألا يكتفوا بالهيمنة الغربية على العالم.

وفي عام 1976 قام بتأسيس المعهد الدولي للحضارات، وبدأ يهاجم الحضارة الغربية.

كان يعتبر أن الحضارة الغربية استنفذت أغراضها، لم تعد لها حاجة وضرورة وكان من أهم ما كتبه في هذه المرحلة كتاب حوار الحضارات.

إسلام روجيه جارودي

وبعد ذلك بست سنوات في عام 1982 أشهر روجيه جارودي إسلامه في المركز الإسلامي في جنيف.

كان أحد الأسباب الرئيسية لانجذاب جارودي إلى الإسلام، هي حياة المسلمين العاديين، إخلاص المسلم لقيمه واحترام المسلم للإنسان.

يروي جارودي هذه القصة التي كانت بداية تأثره بالإسلام، حيث كان سجيناً في أحد المعتقلات النازية في الصحراء الجزائرية عام 1941:

في الرابع من آذار سنة 1941 كنا زهاء خمسمائة مناضل من معتقلين ومسجونين، بسبب مقاومتنا لهتلر. وقاموا بتهجيرنا إلى منطقة هلفة في جنوب الجزائر.

وكانت حراستنا بين الأسلاك الشائكة في معسكر الاعتقال، مدعومة بتهديد رشاشين، يمكن أن يقتل المئات، والجنود جزائريون لكن الضباط كانوا ألماناً.

مظاهرة في المعتقل

في ذلك اليوم وبالرغم من أوامر القائد العسكري، وهو فرنسي منضم إلى هتلر ضد الفرنسيين أنفسهم، نظمت مظاهرة على شرف رفاقنا من قدامى المتطوعين في الفرق الدولية الإسبانية.

أي مظاهرة داخل السجن فأثار عصياننا حفيظة قائد المعسكر الفرنسي، فاستشاط غضباً، وأنذرنا أن نوقف المظاهرة.

لكننا مضينا في عصياننا، فأمر الجزائريين الحاملين للرشاشات، وكانوا من جنوب الجزائر بأن يطلقوا النار على كل السجناء فرفضوا.

فهددهم بسوط مصنوع من ذنب البقر يجلدهم، لكنهم ظلوا لا يستجيبون، يقول لا أجدني اليوم حياً إلى الآن إلا بفضل هؤلاء المحاربين المسلمين.

يضيف جارودي يقول: كانت المفاجأة بالنسبة لي أن عندما رفض هؤلاء تنفيذ إطلاق النار لم أفهم السبب، أن جنوداً يرفضون أوامر قائدهم.

لأني للوهلة الأولى لم أكن أعرف اللغة العربية، فعلمت فيما بعد من مساعد جزائري في الجيش الفرنسي كان يعمل في نفس المعسكر.

أن شرف المحارب المسلم يمنعه من أن يطلق النار على إنسان أعزل وعلى سجين، وكانت هذه أول مرة أتعرف فيها على الإسلام الحقيقي.

قارنوا هذا بالذين قتلوا المتظاهرين في الشوارع بالمئات، بالآلاف، أين شرف المسلم وأين حرصه؟ وأولئك الذين صفقوا لهم وأيدوهم. قارنوا ذلك بموقف رجلين غيرا حياة فيلسوف من فلاسفة القرن.

يقول من خلال هذا الحدث المهم في حياتي، تعلمت أكثر من دراسة عشر سنوات في السوربون، أرقى جامعات العالم في القانون.

حديثه عن إسلامه

يقول روجيه جارودي انتمائي للإسلام لم يأت بمحض صدفة، جاء بعد رحلة طويلة من العناء والبحث، تخللتها منعطفات كثيرة.

حتى وصلت إلى مرحلة اليقين الكامل والخلود إلى العقيدة أو الديانة التي تمثل الإستقرار، الإسلام في نظري هو الاستقرار.

يقول جارودي أنه وجد في الإسلام ما لم يجده في غيره من كل الأفكار والأديان والمعتقدات والنظريات والفرق. كل الكتب التي قرأها والمجلدات.

يقول بكلمات أكثر بساطة في حوار كان من آخر حواراته في مجلة الأمة القطرية، يلخص جارودي أسباب إنجذابه للإسلام فيقول:

إذا حكمت على الأمور في ضوء تجربتي الشخصية فإنني أقول أن ما كان يشغلني هو أني أبحث عن نقطة، يلتقي فيها الوجدان بالعقل، العاطفة تجتمع مع العقل في مكان واحد.

فلم يجدها في أي مكان، إما العقل، وإما روحانيات عاطفية لكن لا تنسجم مع العقل.

يبحث عن مكان تنسجم فيه الروح مع العقل، أو العاطفة مع العقل أو الإبداع الفني الشعري كما يقول يجتمع في نفس النقطة مع العمل السياسي العقيدي.

فلم أجده إلى أن وجدت الإسلام، مكنني الإسلام والحمد لله من بلوغ نقطة التوحيد بينهما.

أشهر إسلامه عام 1982 ثم قام بأداء العمرة، وكان لإسلامه دوي هائل في أوساط الفكر والثقافة. لأنه واحد من أعظم فلاسفة ومفكري القرن.

دفاعه عن الإسلام

وكثرت التعليقات عليه في الإذاعة والصحافة العربية بل العالمية، وكرس بقية حياته للدفاع عن الإسلام.

ثم قدم في فرنسا للمحاكمة بعد مقال له في جريدة لوموند الفرنسية، ينتقد فيها الجرائم الإسرائيلية في لبنان على أثر الغزو الإسرائيلي للبنان.

فانتقد بشدة إسرائيل، وبالنسبة لهم هذه كارثة أن يأتي فيلسوف وينتقد إسرائيل. وحاكموه على انتقاده.

وظل على هذه الفكرة التي آمن بها، وبدأ يخدمها وينشر من أجلها، حتى نال جائزة الملك فيصل العالمية عام 1985 بسبب خدمته للإسلام.

وفي عام 1986 أيضاً فاز بجائزة عن كتابيه وعود الإسلام و الإسلام يسكن مستقبلنا وبسبب دفاعه عن القضية الفلسطينية.

في عام 1996 أصدر كتاب الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيلية، هاجم فيه إسرائيل، وهذا فتح عليه النار في كل جانب وزجوا به مرة أخرى في قاعات المحاكم في فرنسا.

وعوقب في عام 1998 بالسجن عاامً كاملاً مع وقف التنفيذ، بتهمة إنكار المحرقة اليهودية. وهو لم ينكرها.

بل قال أنه تم تعذيب اليهود لكن ليس بهذا الحجم الذي يصورونه وليس بهذه الأعداد لأنهم يريدون استعطاف العالم لأجلها.

توجيه الدفاع عن الإسلام

ثم اتجه في دفاعه للإسلام في ثلاث اتجاهات رئيسية سخر باقي حياته لها:

تقديم حقائق الإسلام الصحيحة للعالم الغربي

وتصحيح الصورة الذهنية المشوهة والباطلة عن الإسلام والمسلمين لدى الغرب، وبيان أن نهوض حضارة الغرب كان بسبب الإسلام.

إنسانية عقيدة الإسلام

وشريعة الإسلام وقيم وأخلاق الإسلام، وأن هذه الإنسانية هي الأمل في إنقاذ البشرية من الضياع والدمار الذي تعاني منه بسبب الحضارة الغربية.

بيان الخطر من قيام دولة إسرائيل

كخطر على العالم والأمة وعلى فلسطين، وخطورة الدور الذي تمارسه الصهيونية العالمية. ثلاث أمور من أجلها خاض كل معاركه لبقية حياته وكلها قضايا فكرية.

وفي عام 2002 نال جائزة حقوق الإنسان من ليبيا، وفي عام 2004 أصدر كتاب الإرهاب الغربي.

هكذا كان، من أعظم المفكرين ومن أعظم الفلاسفة، وختم حياته في عام 2012 رحمه الله تعالى في سور مارن في جنوب باريس عن عمر يناهز 99 عاماً رحمه الله تعالى.

خلاصة

في  حياتنا لا بد أن نبحث دائماً عن الحقيقة، عن الصدق، لا نأخذ الأمور بمسلمات، بدون دليل العقل، الذي هو سبب من أسباب تكليفنا، إذا زال العقل زال التكليف.

كم من حولنا من إيمان بلا تفكير: ( بل قالوا إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ). كم من المواقف التي تكشف أن هناك أناس لا يعقلون، اتباع الهوى يكون بغياب العقل.

يقول الله سبحانه وتعالى: ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ).

قبل أن أستودعكم الله أقول انشروا عنا، الإسلام يعلمنا أنه في ضوء الإيمان بالله يبدوا لكل شيء حكمة، ولكل حدث غاية خيّرة وإن خفيت.

روجيه جارودي رحمه الله.

د. طارق السويدان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى