إسلام

عيد الهالوين معلومات وحقائق


أسرار وخفايا الهالوين - حسن الحسيني

عيد الهالوين معلومات وحقائق : السلام عليكم، في تاريخ 31 أكتوبر من كل سنة يحدث أمر غريب جداً في الدول الغربية. تجد الناس في الفترة الصباحية طبيعيون، من يذهب إلى عمله ومن يذهب إلى دراسته ومن يمارس هوايته.

حياة طبيعية جداً، لكن ما أن يأتي الليل حتى تنقلب الأحوال، وتتبدل الأوضاع، الأشكال تتغير والطبائع تنقلب، بقدرة قادر، وكأن بهم مس من الجن أو الجنون أو أشد حالاً من هذا وهذا.

فالمجنون يعذر لذهاب عقله، عكس هؤلاء الذين يدّعون التعقل، فإذا بهم يمزقون ثيابهم ويلونون وجوههم ويلبسون زي السحرة والكهنة، ويحاكون الجن والشياطين في أفعالهم.

في مناظر تحار لها الألباب، ماذا يجري؟ أو ماذا يحدث في تاريخ 31 أكتوبر على وجه التحديد؟ نعم، عن عيد الهالوين أحدثكم ،معكم حسن الحسيني وهذا برنامج المختصر المفيد.

عيد الهالوين التاريخ المظلم

عيد الهالوين أو يوم الموتى أو يوم الأرواح أو عيد الرعب، أسماء متعددة لمناسبة واحدة وهي مناسبة سنوية يحتفل بها بتاريخ 31 أكتوبر من كل عام.

وقبل أن نتحدث عن تفاصيل ما يجري في هذا اليوم، لا بد أن أبين أصل فكرة الهالوين، حتى تكون لدينا لمحة عامة عن التطورات التي حدثت، والتي أوصلتنا للصورة الحالية لهذه المناسبة.

جذور هذه المناسبة أوروبية قديمة، ونشأت من مهرجان سامهإن الوثني القديم، عندما كان الناس يشعلون النيران، ويرتدون أزياء خاصة لطرد الأشباح.

ويعتبر الكثير من المؤرخين عيد السامهإن الذي يحتفل به شعب السلتيك القدامى قبل الميلاد هو الأصل الذي تحول فيما بعد إلى عيد الهالوين.

وشعب السلتيك شعب عاش في إيرلندا والمملكة المتحدة وشمال فرنسا، وكان عامهم الجديد يبدأ في الأول من نوفمبر، فيكون احتفالهم ليلتها أي 31 أكتوبر.

حيث يعتبر هذا اليوم هو نهاية الصيف وموسم الحصاد، وبداية موسم الشتاء والظلام والموت، فكانوا يقومون بإشعال النار، وإحراق المحاصيل والحيوانات في هذا اليوم كقرابين للآلهة.

ويرتدون أزياء غريبة، تتكون عادة من رؤوس وجلود الحيوانات، وذلك لطرد الأرواح الشريرة في اعتقادهم إضافة إلى بعض الممارسات الغامضة والغريبة.

ويقال أن هذا اليوم هو يوم الموتى عندهم، حيث كانوا يعتقدون أن أرواح الموتى الذين ماتوا في تلك السنة يسمح لهم بالعودة إلى أرض الأحياء.

فتجوب أرواح الموتى الأرض، وأنه يجب استرضاؤها لكي لا تصنع الشر، ولا تهلك الحرث، ويقوم البعض بترك الطعام عند مداخل القرى، حتى يشبع هؤلاء الضيوف.

ولتمثيل هذا الطقس كان المحتفلون يزورون البيوت، كما تفعل الأرواح في اعتقادهم، ويطالبون استرضائهم عبر جمع المال.

موقف الكنيسة في عيد الهالوين

إحتفالات الهالوين احتفالات وثنية قديمة، كما ذكرنا، لكن عندما انتشرت المسيحية في أوروبا بعد ذلك.

ماذا كان موقف الكنيسة من هذا الإحتفال الوثني، خاصة إذا علمنا أن عبدة الشيطان وإلى يومنا هذا يعبرون يوم 31 أكتوبر أكثر الأيام قداسة عندهم؟

قبل أن أجيب عن هذا السؤال، هناك معلومة مهمة تتعلق بالهالوين وهي أن النصاري في عام 609 ميلادي خصصوا تاريخ 1 نوفمبر يوماً لتكريم جميع الشهداء المسيحيين وجميع القديسين عندهم.

وسموا هذا اليوم بعيد جميع القديسين، وكان هذا احتفالاً سنوياً عند النصارى، وعندما وصلت المسيحية إلى بريطانيا.

وجدت أن شعب السلتيك الوثني الذي كان يؤمن بإله الموت، يحتفلون في فصل الخريف باحتفال السامهإن أو الهالوين بتاريخ 31 أكتوبر، يعني في اليوم الذي يسبق احتفال النصارى بالقديسين والشهداء.

فقامت الكنيسة في بريطانيا بمحاربة هذه الاحتفالات، واعتبرتها طقوساً شيطانية، مما دفع بأتباع هذه الديانة الوثنية السلتيك إلى المقاومة، والمبالغة في إحتفالاتهم كتهديد كل من لا يعطيهم المال في ذلك اليوم.

اليقطين

نحت اليقطين وإضاءته من الداخل بالشمع صار شعاراً للاحتفال بالهالوين لكن ما دلالة هذا الأمر؟

هذا السؤال كان يشغلني حتى وجدت الإجابة عليه، وهو أن  النصارى لما حاربوا احتفالات شعب السلتيك قامت هي بالسخرية من الممارسات المسيحية.

كتزيين الهياكل العظمية ووضع اليقطينة المنحوتة للسخرية من تكريم المسيحيين لجماجم القديسين وبقاياهم فهذا اليقطين هو سخرية شعب السلتيك من شهداء وقديسي النصارى.

لكن بحلول القرن التاسع الميلادي انتشرت المسيحية في قارة أوروبا، واندمجت تدريجياً بشعائر شعوب السلتيك القديمة، وحلت محلها وصارت احتفالاتهم بنفس الطريقة تقريباً.

فكانوا يضرمون النيران ويلبسون الثياب الغريبة، وتطورت الاحتفالات مع مرور السنوات حتى أصبح الهالوين في وضعه الحالي.

ومع ذلك ما زلات بعض الطوائف النصرانية إلى الآن تحارب الاحتفال بهذا اليوم، وتعتبره تكريساً للشعوذة والأفعال الشيطانية والمعتقدات الوثنية.

عيد الهالوين الوثني

بهذا السرد التاريخي اكتشفنا أن الاحتفال في عيد الهالوين له جذور وثنية وأصول نصرانية وطقوس شيطانية يمارسها عبدة الشيطان، فصار مزيجاً بين هذا وهذا. ما الذي جعل الإنسان يتخبط كل هذا التخبط؟

أرواح وموتى وشياطين، موتى يعودون للقاء الأحياء وساحرات تمارس الشعوذة، ويقدمون القرابين كي لا يؤذيهم الموتى، وأرواح شريرة تطير في السماء.

بالله عليكم ما هذا الهراء، والله ما يقع الإنسان في هذا التيه والتخبط إلا إذا غاب عنه الإيمان باليوم الآخر.

إنهم لا يملكون إجابات واضحة عن حقيقة الموت، وماذا بعد الموت، نحن المسلمون وبحمد الله مرتاحون على جميع الأصعدة، لدينا إجابات على الأسئلة الكبرى المتعلقة بحياتنا ومصيرنا.

من نحن؟ ولماذا أتينا؟ وكيف أتينا؟ ماذا نفعل في هذه الدنيا؟ ما دورنا في الأرض؟ ثم ماذا بعد الموت؟ كل شيء واضح عند المسلمين.

أما هؤلاء ما زالوا تائهين، ضائعين، منهم من يحرق موتاه، ومنهم من يدفنه لينتظر عودته بتناسخ الأرواح من جديد،( وما لهم به من علم إن هم إلا يظنون ) .

تقليد أعمى

أن نقلدهم وهم دوننا في المعتقد؟ أن نتبعهم وهم دوننا في الملة، نمشي وراء وثنيتهم طلباً للتحضر، ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ) .

والله نحن في نعيم عظيم، لا يدركه إلا أهل الإيمان، فهل يجدر بنا تقليدهم في احتفالات الأرواح الشريرة؟

كان الأجدر بنا أن نأخذ منهم تقدمهم العلمي، ونستفيد من تراثهم الثقافي، لا أن نأخذ منهم ما سقط من أخلاقهم. لكن تحقق ما تكلم عنه النبي عليه الصلاة والسلام:

لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )

وهذا السؤال دائماً أتفكر فيه، هل هؤلاء يقلدوننا في مناسباتنا؟ هل يصومون شهر رمضان مثلنا؟ هل يحتفلون بأعيادنا؟ هل يلبسون لباسنا؟

فلماذا أولادنا لديهم هذا الحرص الشديد على محاكاتهم وتقليدهم، حتى في الأمور التافهة؟

أعزائي المشاهدين، من الضروري أن تستوعبوا خطورة الموضوع، بأن تمسكوا أولادكم وتفهموهم الأمر، وليس فقط تمنعوهم، بل فهّم أولادك وتحاور معهم.

يوم عيد الهالوين يوم الجرائم

مناسبة عيد الهالوين صارت موسماً سنوياً لارتكاب الجرائم، تؤكد الإحصائيات أن 31 أكتوبر ترتفع فيه نسبة الحوادث والجرائم بشكل رهيب.

أب يقتل أولاده وثلاثة من أصدقائهم في عيد الهالوين عن طريق وضع السم في الحلوى.

مغتصبون يرون الهالوين فرصة لسهولة الحصول على المراهقات بغرض الاعتداء والاغتصاب.

لصوص ينتظرون الهالوين لنهب البيوت وقتل من فيه.

مجرمون يجعلون من الهالوين فرصة للقتل الجماعي.

عصابات إجرامية تمارس القتل المتسلسل في عيد الهالوين بأبشع الطرق.

استهداف البنات الصغيرات والمراهقات لاغتصابهن ثم قتلهن.

أما حوادث التعذيب حتى الموت فهي كثيرة.

وكل الصور التي عرضتها حقيقية لبعض الجرائم التي وقعت في عيد الهالوين بأمريكا. وصعب جداً إحصاؤها وعدها.

أما الحوادث المرورية فغنها كذلك تتضاعف بسبب كثرة استهلاك المشروبات الكحولية في احتفالات الهالوين.

وفي دراسة حول الجرائم أجرتها صحيفة بوسطن جلوب على مدى أربع سنوات، أظهرت النتائج أن معدل الجريمة في مدينة بوسطن يرتفع حوالي 50% في تاريخ 31 أكتوبر.

تقول يحدث ذلك على الرغم من تجمع قوات الشرطة بالحد الأقصى في تلك الليلة، وفي المقال نفسه يتم التساؤل: لماذا هذا الارتفاع في نسبة الجرائم في عيد الهالوين.

وذكروا من الأسباب المعتقدات والخرافات المتعلقة بالهالوين، حيث ارتبط هذا العيد بالشر والظلام.

عيد الهالوين التجاري

لكن ما دام كل هذه الجرائم تحدث في عيد الهالوين وحوادث تستهدف الأمن في البلد وأرواح تزهق لماذا لا تمنع الدول الغربية إقامة مثل هذه الإحتفالات.

هذا سؤال منطقي، وإجابته أن هذا العيد له أصول دينية ويرتبط به الناس عقائدياً، و هم فقدوا السيطرة الآن كلياً بالتالي يصعب حظره.

عيد الهالوين أصبح فرصة تجارية عظيمة للتجارة والأرباح، ألبسة تباع وأقنعة وأدوات، وألعاب وحلويات وصالات تحجز، وفنادق وسفريات وبيع خمور وفرق موسيقية وتجمعات شبابية.

نشاط تجاري وزيادة في الإنتاج بلايين الدولارات، لا يمكن التخلي عن هذه الأموال، فهي دول رأسمالية ولا وجود للإنسانية مع تدفق المال والثروات. باختصار لقد علقوا في هذا الشبك إلى الأبد.

حتى هوليود وعالم صناعة الأفلام لم تتأخر عن هذا الموسم الربحي، فالكل هنا يتسابق لأجل حصته فقد أنتجت هوليوود عشرات الأفلام عن الهالوين منها كارتون للأطفال وأفلام كوميديا سوداء ورعب.

وأكثرها شراً سلسلة أفلام سفاح الهالوين. وللعلم منتج الفيلم هو المخرج السوري الشهير مصطفى العقاد هو نفسه منتج ومخرج الرسالة وعمر المختار.

في إحصائية أرباح هذا اليوم الواحد وفي دولة أمريكا على مدى سنوات من عام 2012 وحتى عام 2018 ارتفع الإنفاق الإجمالي من 8 بليون إلى 9 بليون.

وبلغ عدد المحتفلين 175 مليون شخصاً في عام 2018، ومتوسط إنفاق الشخص الواحد 86 دولار.

إن أكثر ما يهمهم هو المال، لا يهمهم الجرائم والقتل والاغتصاب، وحتى التجار في الدول العربية والإسلامية بدأوا الآن يبيعون الألبسة والأدوات والألوان والأقنعة الخاصة بالهالوين.

فلا يستمع لنصيحة الحلال والحرام لأنه لا يسمع إلا صوت الدرهم والدينار. للأسف يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل.

للك قال النبي عليه الصلاة والسلام: إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبر وصدق.

حديث مخيف لكن اين التاجر المسلم الذي يخاف الله؟

تأثر بعض المسلمين بالغرب

بعد أن حطم النبي عليه الصلاة والسلام الأصنام التي كانت تحيط بالكعبة المشرفة، حطم معها تلك الأساطير والخرافات التي كانت سائدة لمئات السنين.

فرسّخ في أذهاننا بأنه: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.

يا قوم أننتكس عن فطرتنا ونرد على أعقابنا بعد أن هدانا الله؟ كالذي استهوته الشياطين بالأرض حيران، أجهل بعد علم، وخواء بعد حلم، أجاهلية بعد إسلام، أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون؟

لقد شرفنا الله تعالى بدين قيم حنيف ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) هدانا الله وضل غيرنا، فتاهوا في عتمة الخرافة وظلام الأساطير وسبل الضلال.

لا يؤمنون بحساب ولا يعرفون بعد الموت حياة لسان حالهم وقالوا ( ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) .

نحن لسنا مثلهم، نحن نعرف إلى أين المآل وإلى أين المصير نحن نعيش حياتنا كلها لله أفنتحول من الحق إلى الباطل، ونسعى وراء الزيغ؟

أشباح وساحرات، شياطين وخرافات، اختلقوها فهي تملى علينا، ولا منكر لها ولا ناصح. وفي ضجة حرية التعبير وصيحات الاحتفال، يخبو صوت النصح والمنطق.

إلى أن يصير القلب أسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه.

نسأل الله تعالى أن يحفظنا وأولادنا من الفتن، ويرزقنا الحياة على الإسلام والسنة والموت على ذلك، آمين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى