إسلامقصص وحكايات

قصص رائعة لذكاء الأصمعي وسرعة بديهته



قناة ها شتاق تتحدث عن قصص من روائع ذكاء الأصمعي وسرعة بديهته

الأصمعي والفرس

قال الأصمعي حضرت أنا وأبو عبيدة عند الفضل بن الربيع، فقال لي: كم كتابك في الخيل؟ قلت مجلد واحد.

فسأل أبا عبيدة عن كتابه، فقال: خمسون مجلداً، فقال له، قم إلى هذا الفرس أمسك عضواً عضواً منه وسمه لي، فقال: لست بيطاراً، هذا الشيء اخذته عن العرب.

فقال قم يا أصمعي وأفعل ذلك، وأمسكت ناصيته وجعلت اذكر عضواً عضواً أضع يدي عليه، وأنشد ما قالته العرب فيه.

إلى أن بلغت حافره، فقال خذه، فأخذت الفرس، وكنت إذا أردت أن أغيظه، يعني أبا عبيدة، ركبت الفرس وأتيته.

الأصمعي أعلم أهل الحضر

قال الريشي كنا عند الأصمعي فوقف عليه أعرابي فقال: أنت الأصمعي؟ قال: نعم، قال: أنت عالم أهل الحضر بكلام العرب؟ قال: كذلك يزعمون.

قال: ما معنى قولي الأول؟ وما ذاك إلا الديك شارب خمرة   نديم الغراب لا يمل الحوانيا

                           فلما أستقل الصبح نادى بصوته   ألا يا غراب هلا رددت ردائيا

فقال الأصمعي: إن العرب كانت تزعم أن الديك في الزمان الأولي كان ذا جناح يطير به في الجو، وأن الغراب كان ذا جناح كالديك لا يطير به.

وأنهما تنادما ذات ليلة في حانة يشربان، فنفذ شرابهما، فقال الغراب للديك: لو أعرتني جناحك لأتيتك بشراب.

فأعاره جناحه فطار ولم يرجع، فزعم أن الديك يصيح عند الفجر لاستدعاء جناحه من الغراب.

فضحك الأعرابي وقال: ما أنت إلا شيطان.

الأصمعي والشعر العربي

عن أبي عثمان الأشمان داني قال: كنا يوماً في حلقة الأصمعي، أقبل أعرابي يرفل في الخزوز، فقال: أين عميدكم، فأشرنا إلى الأصمعي.

ما معنى قول الشاعر:

لا مال إلا العطاف توزره   أم ثلاثين وابنة الجبل

 لا يرتقي النز في زلازله ولا يعدى نعليه عن بلل

فضحك الأصمعي وقال:

عصرته نطفة تضمنها      نصب تلقى مواقع السبل

أو وجبة من جناة أشكلة    إن لم يرغها بالقوس لم تنل

قال فأدبر الأعرابي وهو يقول: تالله ما رأيتك اليوم عضلةً، وهذا امتحان أخر تعرض له الأصمعي فغلب خصمة.

حيث جاءه الأعرابي بهذا الشعر العويص، فرد عليه بما يناسبه من القصيدة نفسها.

وقد فسر ذلك على النحو الآتي:

يصف الشاعر رجلاً خائفاً لجأ إلى الجبل يحتمي فيه ومعه عطافه وهو السيف.

وأم ثلاثين وهي كنانة سهامه فيها ثلاثون سهما، وابنة الجبل يعني بها القوس، لأنها تصنع من شجر ينبت في أطراف الجبال.

وهذا الرجل يحل مشكلته على النحو الآتي: عصرته نطفة، أي ملجأه إلى نقطة ماء تكون في اللصب وهو شق الجبل.

الذي تلقى نزول السبل، أي نزول المطر، ويأكل في اليوم وجبة طعام من جني الأشكلة، وهو ثمر السدر الجبلي، وهو ثمر ينال بطرف قوسه.

وبالخبر دليل على دقة الأصمعي وسعة علمه وتبحره في ثقافة العربي من الشعر والنثر.

هاشتاق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى