سوريا هذا البلد صاحب التاريخ العريق والمشرف. إذا ذكرت سوريا يقف التاريخ، القريب والبعيد. إذا ذُكرت سوريا ، ذُكر الكرم وحسن الضيافة.
هناك مثل يقول: إسأل مجرب ولا تسأل حكيم، والشعب العراقي هو أكثر من جرّب أهل هذا البلد الكريم.
كيف لا، وقد وقف السوريون وقفة مشرفة مع إخوانهم العراقيين، في الماضي القريب، وإن كان للعراقيين أن ينسوا، فللتاريخ كلمة أخرى.
فقد جرّ القلم وتسطرت أجمل الحروف بحق هذا الشعب الكريم. فأهل سوريا أهل كرم وضيافة، استقبلوا كل البلدان والجيران.
ونعم الجار و شكراً لكم من القلب.
تاريخ سوريا وحضارتها
ولأنها تمتلك تاريخاً عظيماً وإرثاً حضارياً كبيراً جداً.
دمشق
نبدأ من دمشق، وهي إحدى أقدم مدن العالم.
بل ويعتقد الكثير من العلماء، أنها الأقدم، لسببين:
الأول: أنه يوجد في سوريا أكثر من سبعمائة موقع أثري يعود إلى العصر الحجري.
السبب الثاني: هو مغارة الدم، التي تقع أعلى جبل قاسيون. ومن لا يعرف مغارة الدم، فهي المكان الأول الذي شهد أول جريمة في تاريخ البشرية.
جريمة مقتل هابيل على يد أخيه قابيل، وهما من ذرية آدم نبي الله.
تدمر
وهي إحدى أقدم المدن التاريخية في العالم، وأيضاً كانت عاصمة لإحدى أهم ممالك الشرق، وهي مملكة تدمر.
حيث كانت مدينة تدمر تنافس عاصمة الإمبراطورية الرومانية روما، بعظمتها وحضارتها وشموخ مبانيها.
وكانت من أغنى المدن، وأكثرها ثراء وعظمة، وطبعاً لكون المدينة محطة تجارية في غاية الأهمية بين آسيا وأوروبا.
حيث تقع تدمر بين نهر الفرات والبحر الأبيض المتوسط. ومن أهم آثارها التاريخية، هو معبد بعلشمين ووادي القبور والمسرح.
وهو مسرح بني على الطريقة الرومانية، بالإضافة إلى العديد والكثير من الآثار التاريخية في هذه المدينة.
الاقتصاد السوري
يعتمد الاقتصاد السوري على السياحة والزراعة في المرتبة الأولى، والصناعة والثروة الباطنية في المرتبة الثانية.
حيث تعتبر الزراعة من أهم مقومات الاقتصاد السوري، ويعمل في مجال الزراعة فقط أكثر من مليون عامل.
حيث تصدرت سوريا المركز العاشر عالمياً في إنتاج القمح والشعير والقطن. والسادس عاملياً في إنتاج الزيتون.
بالإضافة إلى الخضروات والفاكهة ومنتجات الحليب، والثروة السمكية.
السياحة العلاجية في سوريا
فسوريا تشتهر بتنوع السياحة فيها، فبالإضافة إلى الطبيعة الخلابة، والمدن التاريخية، تشتهر سوريا أيضاً بالسياحة العلاجية.
وهي من الدول التي تقدم أفضل الخدمات العلاجية حول العالم، حيث تنتشر فيها المصحات التي تعالج الأمراض من خلال المياه الكبريتية والمعدنية.
بالإضافة إلى غنى سوريا بالينابيع المعدنية، التي تعمل على استقطاب السياح من جميع أنحاء العالم.
ومن أشهر هذه الينابيع هو نبع الحياة، الذي يبعد عن دمشق 45 كيلومتر، وأيضاً ينابيع رأس العين في محافظة الحسكة. والكثير من الينابيع.
السياحة الدينية في سوريا
حيث تحتوي سوريا على العديد من المراقد المقدسة، الإسلامية والمسيحية.
ومن أهم تلك المواقع مرقد السيدة زينب، ومرقد السيدة رقية، ومسجد الصحابي خالد بن الوليد، والجامع الأموي.
ودير سمعان، ودير مار تقلا في معلولا، وأيضاً كنيسة أم الزنار التي هي إحدى أقدم الكنائس على وجه الأرض.
وقد تم إنشاؤها عام 59 أي قبل 1960 عاماً، أي في بداية المسيحية. بالإضافة إلى الكثير والعديد من المعابد التاريخية.
الثروات والصناعات السورية
ويجب ألا ننسى أن سوريا تحتوي على النفط والغاز والفوسفات أيضاً، والكثير من المعادن التي ما زالت تحت البحث.
أما بالنسبة للصناعات، فتشتهر سوريا بإنتاج إحدى أجود أنواع الصناعات النسيجية. بالإضافة إلى صناعة المواد الغذائية، ومواد الإنشاء.
أضف إلى ذلك صناعة السيارات، طبعاً تلبية حاجة السوق المحلية. والأسمدة والأسمنت والكثير والعديد من الصناعات التي تشتهر بها.
خاتمة
ومهما تحدثت فلا أستطيع أن أعطي حق هذا البلد العظيم بشعبه وبطيبته، وحسن استقباله للضيوف، وأيضاً لكرمه وشهامته.
فلهذا الشعب أفضال كثيرة على العديد من البلدان، نسأل الله أن يصبح هذا البلد في أمن وأمان، وأن تعود سوريا مشرقة كما كانت، بل أحسن.
ولعلي أكون أكثر المتفائلين، أن هذا البلد سيعود وستشرق شمسه من جديد لأنه هذا البلد يستحق الحياة والعيش الكريم.
فلأهلها مكانة في قلوبنا، وقلوب الكثيرين، وأقولها مجدداً، شكراً سوريا من القلب، شكراً لهذا الشعب الكريم.
محمود أنور