عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه – الدكتور طارق السويدان :
إن أعظم النجوم التي كانت حول النبي صلى الله عليه وسلم، هم الخلفاء الراشدين، وقد تحدثنا عن سيرة أبي بكر الصديق، والفاروق رضي الله عنهما.
وكل أحد هؤلاء الخلفاء الراشدين، نموذج فريد، وهذا من عظمة الإسلام، فإن الإسلام لا يصنع نموذج واحد، إنما نماذج متعددة، وهي من المعاني المهمة بالنسبة إلى يومنا هذا.
أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب
أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان نموذج فريد، فيه طبيعة خاصة وأسلوب خاص، في إدارة الأمة وشؤون البلاد، وفي تعامله مع من حوله، برقة ولين ورحمة وعطف.
لكنه في نفس الوقت، كان رجل إداري، يميل إلى أسلوب التفاوض، أكثر من الآخرين، وإعطاء صلاحيات، وبنفس الوقت، كان مطلع على الأمور، ويعرف ما يجري حوله.
حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما عزل خالد بن الوليد، وتوفي خالد، ووصل الخبر، قال عمر: رحم الله أبا بكر، كان أعلم منا بالرجال.
فكان لديه خاصية بأنه يعرف الرجال، وكيف يختارهم، وأين يضعهم، وما هي الصلاحيات التي يعطيها لهم، فكان فعلاً نموذجاً خاصاً.
وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان رجل فريد، وعجيب، فيه شدة وغلظة غير عادية، وبنفس الوقت، كان بكائاً، وشديد على المخطئين، حتى تصل إلى درجة المبالغة.
وكان رحيم، فهو مختلف عن أبو بكر الصديق، رضي الله عنهما، وكانا كلاهما وزراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عثمان بن عفان
والحديث اليوم عن رجل فريد آخر، كان بعض الناس يصورونه بأنه رجل لين وهين، وقريب أن يكون ضعيفاً، فكيف يكون رجل ضعيف، ويصل إلى حكم دولة الإسلام.
طبعاً الصحابة من المستحيل أن يختاروا رجل ضعيف، لإدارة دولة الإسلام وشؤون الخلافة، مع وجود من هو أقدر منه على إدارة الأمور، ولكنه كان الأفضل في وقته.
فهو رجل مليء بالهيبة والوقار، لدرجة العظمة، التي لا يستطيع إنسان أن يصفها، فهو ليس إنساناً عادياً، هو متميز جداً، وقدير وبه صفات السخاء والعطاء والصفاء.
ولديه العبادة والإيمان الشديدين، ووصل إلى مراتب من الرفعة، جعلته رمز للتضحية والعدل، فكان رجل خاص، ليس له مثيل مثل أبو بكر الصديق وعمر وعلي.
وهو في هذه الطبقة العالية للخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، ففيه من الأخلاق والتعامل مع الناس، ما جعل كل الناس يحبونه، حتى المشركين أعداء الإسلام.
وهذا ما جعل الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين، أن يختارونه حاكماً عليهم، عن طواعية وحب وقناعة، فهو الشخص المناسب لهذه المرحلة.
تسلم عثمان بن عفان الخلافة
وقد أدار الأمور، واستمر في الفتوحات، واستمر على سيرة الخلفاء الراشدين من قبله، وعاش الناس في رحمة ولين، وانفتحت عليهم الدنيا، وعاشوا في نعمة ورخاء.
لكن للأسف دائماً يوجد بعض الناس، من فسروا ذلك بأنه ضعف، وهؤلاء يسعون ليستفيدوا من هذا الضعف، ووصل هذا إلى درجة الحقد واللؤم.
في أيام عمر رضي الله عنه، كان الناس يخافون منه، ويهابونه، ففي فترة أبي بكر الصديق، كان عمر موجوداً، وكان شديداً، ثم أن فترة أبو بكر لم تستمر خلافته طويلاً.
ثم جاء عمر بن الخطاب، وقد حكم عشر سنوات، وبعض الناس امتلأت نفوسهم خوفاً، فكان المنافق عندما يتحدث، يخاف من عمر ويمسح ظهره خوفاً.
ولكن عندما استشهد عمر بن الخطاب، ظهرت لنا شخصية عثمان بن عفان، في لينها التي تحاول أن تعطي الناس الفرصة، حتى يتعاملوا باللين وأعطاهم الأمان.
ولكن بعضهم قد تطاول عليه، وبرزت براثن الحقد والنفاق، ووجدت فرصة لبث السموم وتفريق الأمة، والثورة على قائدها عثمان رضي الله عنه.
ولكن برغم ذلك كانت هناك عشر سنوات بعد خلافته، كلها فتوحات ونجاحات، لمدة سبعون سنة قبل الخلافة، وقبل الإسلام، وأثناء الإسلام بمنتهى العظمة.
تزوج عثمان بن عفان، من ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يستغل هذا الأمر، رغم أنه شرف عظيم جداً، وإنما صنع العظمة بذاته.
فعرف عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، هذه العظمة، فقدروها فيه، واختاروه أن يكون القائد لهم، والمرشد والخليفة الراشد.
نسب عثمان بن عفان
عثمان بن عفان بن أبي العاص، بن أمية بن عبد شمس، بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، عظيم مكة، الذي أعاد الشرف إلى قريش، بعد أن نزعته خزاعة منهم، لأكثر من 450 سنة.
قصي بن كلاب بن مرة بن كعب، بن لؤي بن غالب بن فهر، بن مالك بن نضر بن كنانة، بن خزيمة بن مدركه بن الياس، بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كذب النسّابون بعد عدنان، أي النسب صحيح إلى عدنان، وقبله لا ندري، فهناك أخطاء كثيرة، وروايات غير صحيحة.
هذا نسب عثمان بن عفان، وهو معروف، وقريش تعرف نسب عثمان، وحتى قريش نفسها، كانت مقسمة إلى أفخاذ، وفروع بعضها أقوى من بعض.
بعضها يعتبر له المجد والشرف والعزة والقوة، ولا شك أن بني هاشم، الذين كان منهم النبي صلى الله عليه وسلم، كان في قمة الشرف، وبني أمية الذين منهم عثمان رضي الله عنه، في قمة الشرف.
لذلك صنعوا لهم دولة بعد دولة بني أمية، التي كان منها أبو سفيان، الذي قاد مكة بعد بدر، ومنهم معاوية بن أبي سفيان، والسلالة الأموية فيما بعد.
عائلة عثمان بن عفان
قرشي أموي، ووالده من بني عبد شمس، ويقولون عنهم أنهم كانوا أهل الشرف، والمال والكرم والجود والتجارة، فكانوا من أغنى قريش.
ووالدته كانت من قريش، أموية من بني عبد شمس، فنحن نتحدث عن شخص فريد في نسبه، ويلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في عبد مناف.
وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين توفي عمر رضي الله عنه، وهو راض عنهم.
أما أمه فهي أروى بنت قريظ بن ربيعة، بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وإذا تحدثنا عن الشرف في العرب.
نتحدث عن قريش، وعن أقسامها، نتحدث عن بني هاشم وبني عبد شمس، وأمه وأبوه كلاهما من بني عبد شمس في قريش.
ولادة عثمان بن عفان
ولد عثمان بن عفان رضي الله عنه في الطائف، ولم يولد في مكة، في السنة السادسة بعد عام الفيل، أي 46 قبل الهجرة، وعلى هذا يكون أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بستة سنوات.
فالنبي صلى الله عليه وسلم، كان أكبر المسلمين سناً لفترة طويلة، إلى أن تم الفتح، ودخل الناس في دين الله، وأبو بكر الصديق أصغر منه بعامين.
وعمر بن الخطاب فأصغر منه بأربعة عشر عاماً، وعلي كذلك الأمر، والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف.
فإذا جئنا إلى العمر، فله خبرة وحكمة خاصة، إذا كان معه تجربة في الحياة، والعلاقات والتجارة، كما لعثمان رضي الله عنه.
فكان عثمان بن عفان أكبر سناً بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعض الناس يجهل أن عثمان يقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من ناحية جدته.
قرابة عثمان بن عفان للنبي الكريم
جدة عثمان رضي الله عنه، هي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، فعثمان بن عفان، بن أبي العاص، وأبو العاص تزوج من البيضاء، بنت عبد المطلب.
وهي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورزق منها بالحكم وعفان، والد عثمان، فهو قريب من النبي صلى الله عليه وسلم بالنسب، وكان يكنى في الجاهلية أبا عمر.
أولاد عثمان بن عفان
رزق في الإسلام من رقية، ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم بابنه عبد الله، فسمي بأبي عبد الله، ولكنه توفي بعمر ستة سنوات، عام 4 للهجرة.
حيث كان يلعب، فأصابته نقرة من ديك، قرب عينه، ولم يكن لديهم أساليب للعلاج، فانفتح الجرح، حتى قضى عليه، وتوفي حفيد النبي صلى الله عليه وسلم.
ورجع الناس إلى الكنية الأولى، أبا عمر، واشتهر بها، وكان لديه كنية أخرى، أبو ليلى، ولكنه لم يشتهر بها كثيراً.
عثمان بن عفان ذي النورين
ولقب بلقب ذي النورين، وهو لقب شهير له، لأنه تزوج ابنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم، رقية، ثم عندما توفيت، تزوج أم كلثوم.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن لنا ثالثة لزوجنا عثمان بها، فالنبي صلى الله عليه وسلم، لا يزوج بناته، إلا إلى إنسان عظيم.
يقولون لا نعلم رجل تزوج بنتي نبي غيرهٍ، أي حتى في كل تاريخ الأنبياء والرسل، لا نعلم أن رجل تزوج ابنتين من بنات نبي، إلا عثمان رضي الله عنه.
عفان بن أبي العاص
والده كان عفان بن أبي العاص بن أمية، وهو من أسرة تجارية، والعائلة كلها من كبار تجار قريش، فكان عفان تاجراً من أكبر تجار قريش.
وكانت رحلة التجارة في الشتاء إلى اليمن، وفي الصيف يذهبون إلى الشام، وفي إحدى رحلات الشام، كان عفان فيها قبل البعثة الإسلامية، وقد توفي هناك.
وترك زوجته أروى ابنة قريظ من بني عبد شمس، وترك لها ولدين عثمان وشقيقته آمنة، ومالاً كثيراً وتجارة كبيرة.
فنشأ عثمان في عمر الشباب تاجراً، تركها له والده، ووالدته عندما توفي زوجها عفان، تزوجت بعده، وكانت ظاهرة معروفة عند العرب حينها.
أم عثمان بن عفان
تزوجت أم عثمان من رجل مشهور في تاريخ الإسلام، هو عقبة بن أبي معيط، وكان مشهوراً بعدائه وأذيته للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهو من بني أمية، وأنجبت له ثلاثة أبناء وثلاثة بنات، وعندما قتل عقبة في غزوة بدر، كان من المشركين، وبقيت أروى في مكة، لكنها كانت مشركة أيضاً، هي وأولادها ولم يسلموا.
وظلت على الشرك في مكة، إلى يوم فتح مكة، عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم، وهدمت الأصنام، وعرفوا أن آلهتهم باطلة، فأسلمت والدته.
وهاجرت إلى المدينة، وعاشت بها، وظلت هناك حتى زمن الخلفاء الراشدين جميعاً، وماتت في أثناء خلافة عثمان بن عفان، ودفنت في البقيع.
ووقف عثمان بن عفان رضي الله عنه، يدعوا لها على قبرها، لم يستطع أن يذهب إلى الصلاة وهو يدعوا لوالدته، بالرحمة والغفران.
آمنة بنت عفان
آمنة أخت عثمان بن عفان، تزوجت من الحكم بن كيسان، مولى هشام بن المغيرة، من بني مخزوم، وهم الفرع الثالث القوي في قريش.
والحكم أسلم في المدينة، وحسن إسلامه عندما أسر، في سرية من سرايا الصحابة أثناء الطريق، حيث أنه رأى جمال الإسلام والصلاة، فأسلم.
وجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل في يوم بئر معونة، وهي قصة كان فيها غدر للصحابة، في بداية السنة الرابعة للهجرة، وبكى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
أما آمنة فلم تسلم، وظلت في مكة على الشرك، مع والدتها، وأسلمت مع والدتها، يوم فتح مكة، رضي الله عنهم أجمعين.
أم كلثوم
وأخوة عثمان بن عفان الآخرين، من والدته، ظلوا على الكفر، إلا أن أختهم أم كلثوم، قد أسلمت وهاجرت بعد صلح الحديبية.
وعندما علم اخواها الوليد وعمارة، بأنها أسلمت وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، تبعاها يطلبون من النبي تطبيق صلح الحديبية.
أي أنه إذا جاء أحد من مكة إلى المدينة، يعيدونه إليها، فقالت: يا رسول الله، أنا امرأة، وحال النساء إلى الضعفاء، ما قد علمت، فتردني إلى الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي؟
والنبي صلى الله عليه وسلم احتار، وكان يجب أن يطبق صلح الحديبية، فانتظر إلى أن نزل الوحي، من أجل هذه المرأة الصالحة أم كلثوم.
فنزل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتوهن مؤمنات فلا ترجوعونهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهم)
عندها قال النبي صلى الله عليه وسلم لأخواها، أنه سيبقيها في المدينة، وأن الاتفاق يطبق على الرجال وليس على النساء، ولم يردها النبي صلى الله عليه وسلم.
الوليد أخ عثمان بن عفان
الوليد بن عقبة، أسلم يوم فتح مكة، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى منه حسن إسلامه، عينه مسؤولاً عن جمع الزكاة، من بني المصنف، لأنه من أسرة تجارية ولديه الخبرة.
وظل هكذا حتى في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأرسله لجمع الزكاة من بني تغلب، وكان شاعراً وكريماً.
وفي زمن عثمان بن عفان، ولاه على الكوفة، وجاهد في بلاد الشام، وعندما حدثت الفتنة مع عثمان، وقتل، اعتزل الوليد، وأقام في الجزيرة الفراتية، بين الفرات ودجلة.
وأقام بها حتى توفي في سنة 61 للهجرة، ودفن في الرقة قرب العراق، وكانت له صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لفترة بسيطة جداً.
لقد أطلت في نسب عثمان بن عفان، حتى أصف لكم شخصيته، والأسرة التي عاش بها، فهي أسرة تجارية شريفة، لها نسبها ومكانتها، وكانت قيادية من قيادات قريش.
قصة إسلام عثمان بن عفان
عثمان بن عفان أسلم في بداية الإسلام، أي 13 سنة قبل الهجرة، و3 سنوات بعد الهجرة، وأهله كلهم كفار، فلم يتبع أهله في الكفر، على الرغم من أنهم رجال عظماء.
وكانت لهم مكانة كبيرة، والتجارة بين أيديهم، فحاولوا أن يضغطوا عليه حتى يترك الإسلام، لكنه لم يضعف، فتشكلت جزء من شخصيته.
بسبب احتكاكه المباشر مع النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه صهره على ابنتيه رقية وأم كلثوم، بعد أن طلقهما أزواجهما وكانا مشركين.
قصة زواج عثمان بن عفان وأم كلثوم
روى سعيد بن المسيب وهو من التابعين: أن النبي صلى الله عليه وسلم، رأى عثمان بن عفان بعد وفاة رقية مهموماً، فقال: مالي أراك مهموماً.
فقال: يا رسول الله، وهل دخل على أحد ما دخل علي؟ ماتت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي كانت عندي، وانقطع ظهري.
وبينما هم كذلك، نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، فتركه عثمان، وعندما أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لعثمان:
هذا جبريل عليه السلام، يأمرني عن الله عز وجل، أن أزوجك أختها أم كلثوم، على مثل صداقها وعلى مثل عشرتها.
وزوجه إياها، وأخرج بن عدي عن عائشة قالت: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم، قال لها، إن بعلك لزوج، أشبه الناس لجدك ابراهيم وأبيك محمد.
وتوفيت أم كلثوم، في سنة 9 للهجرة، فكانت صغيرة بعمر 32 وقال حينها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عثمان:
ألا أبو آيم، أي هل يوجد امرأة لا زوج لها، ويقول: ألا أبو أيم، ألا ولي أيم، ألا أخو أيم؟ أي لا يوجد أحد يزوج عثمان.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم قولاً عظيماً: لو كانت عندنا ثالثة لزوجته، وما زوجته إلا بوحي من السماء.
فكان له زوجتين، ابنتا النبي صلى الله عليه وسلم، فأي شرف هذا، بأن يكون له نورين رضي الله عنك يا ذي النورين، عثمان بن عفان.
نائلة زوجة عثمان بن عفان
وبعد وفاتهما، قال له النبي صلى الله عليه وسلم، أن يتزوج، فذهب وتزوج ومن أشهر زوجاته نائلة بنت الفرافصة، وكانت نصرانية، وعندما تزوجها عرض عليها الإسلام.
فأسلمت زوجته نائلة، لأنها اقتنعت بعرض عثمان بن عفان، وفهمت الإسلام جيداً، وحسن إسلامها، إلى درجة أنها صارت من العالمات في الدين.
وتعلمت على يد عائشة رضي الله عنها، حيث أن عائشة كانت موجودة حينها، وبقيت إلى نهاية عهد معاوية سنة 58 للهجرة.
وروت نائلة عن عائشة الأحاديث، ومنهم تقول: أمتنا في صلاة، فقامت في وسطنا، ونائلة دافعت عن عثمان يوم مقتله، وصدت السيف بيدها، حتى قطعت أصابعها رضي الله عنها.