إسلام

هل يتذكر أهل الجنة حياتهم السابقة على الأرض؟


هل يجوز أن نقول أن أهل الجنة يتذكرون كل شيء اشتهوه في حياتهم؟ ماهي حقيقة ذلك؟ وما الدليل عليه؟

سنتابع ذلك عبر السنة النبوية الشريفة، فهي بر الأمان بعد القرآن الكريم، بالنسبة لنا جميعاً.

وصف النبي عليه الصلاة والسلام الجنة بأنها لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، بلاطها المسك، وحصبائها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران.

وإن في الجنة أنهاراً من اللبن والخمر والعسل، التي أُعدت للمتقين، وما في الجنة لا يخطر على قلب بشر.

هل يتذكر أهل الجنة ما كانوا يعانون في الدنيا؟

قال القرطبي (أي ما عمل من خير أو شر).

وقد ورد الآثار وكتب التفسير أن أهل الجنة يتذاكرون أحوالهم، وكيف كانوا في الدنيا في عناء وتعب. فيحمدون الله تعالى على ما أُوتوا من النعيم.

وكما قال تعالى (فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون).

وقال الحافظ بن كثير في تفسيره (يخبر الله تعالى عن أهل الجنة أن أقبل بعضهم على بعض يتساءلون.

أي عن أحوالهم وكيف كانوا في الدنيا، وماذا كانوا يعانون فيها، وذلك من حديثهم على شرابهم، واجتماعهم في تنادمهم، ومعاشرتهم في مجالسهم.

وهم جلوس على السرر والخدم بين أيديهم، يسعون ويجيئون بكل خير عظيم، من مآكل ومشارب وملابس وغير ذلك.

مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس يتحسر أهل الجنة إلّا على ساعة مرة بهم لم يذكروا الله تعالى فيها)

ذكره السيوطي في الجامع الكبير وضعفه الألباني.

أهل الجنة يتذكرون ما كانوا عليه في الدنيا

وقد وردت أدلة في القرآن تدل على ذلك. منها ما جاء في سورة الطور (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون*قالوا إنّا كنا من قبل في أهلنا مشفقين*فمنّ الله علينا ووقّانا عذاب السموم إنّا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم).

وكذلك تذكرهم لأهل الشر، الذين كانوا يشككون أهل الإيمان، ويدعونهم إلى الكفر والمعصية.

قال تعالى في سورة الصافّات (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ *)

ويتذكرون أيام الدنيا وما فعلوه فيها، وما لاقوا فيها من ابتلاء وصعوبات وشدة ومحن في أنفسهم وأبنائهم وأهليهم وأموالهم.

فيقولون مسرورين (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنّا الحَزن إنّ ربّنا لغفور شكور)

هل يشتهي أهل الجنة شيء من حياتهم في الدنيا؟

ثم تثور ذكريات الماضي في الدنيا، عندما يرون فاكهة تشابه الفاكهة التي كانوا يأكلونها في الدنيا، ولكن تختلف عنها في الحجم والطعم.

(كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابه)

ويتذكرون دعائهم في أوقات الضيق والأزمات، وهم يرفعون أكفهم إلى السماء، طالبين القبول لأعمالهم، والتوفيق للعمل الصالح، وأن يكونوا من ورثة جنة النعيم.

جاء عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً.

رجل يخرج من النار حَبواً، فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول:

يا رب وجدتها ملأى، فيقول الله تبارك وتعالى: اذهب فادخل الجنة، قال فيأتيها فيخيل إليها أنها ملأى، فيرجع فيقول:

يا رب وجدتها ملأى، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك عشرة أمثال الدنيا، قال فيقول:

أتسخر بي أو أتضحك بي وأنت الملك، قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، قال فكان يقال ذاك أدنى أهل الجنة منزلة) متفق عليه من رواية مسلم.

وذلك دليل على أنهم يشتهون ما في الدنيا وأكثر.

أهل الجنة يشتهون أعمال الدنيا

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، (كان يوماً يحدث وعنده رجل من أهل البادية.

بأن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع.

وهذا إخبار عن المستقبل بصيغة الماضي لبيان أن الوقوع محقق. فقال الله سبحانه له: أولست فيما شئت؟ قال:

بلى ولكني أحب أن أزرع، فأسرع وبذر فتبادر الطرف، أي سبق لمح البصر نباته واستوائه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال.

فيقول الله تعالى: دونك يا بن آدم فإنه لا يشبعك شيء، فقال الأعرابي: يا رسول الله لا تجد هذا إلّا قرشياً أو أنصارياً، فإنهم أصحاب زرع.

فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري.

قال بن حجر رحمه الله (وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها) فتح الباري.

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسِنه في ساعة كما يشتهي) رواه الترمذي.

وقال حديث حسن غريب وهو في صحيح الجامع، وهذا دليل على رغبة أهل الجنة في الولد والزرع وغيره.

اللهم أدخلنا الجنة بلا حساب، ولا سابقة عذاب إنك أنت الغفور الرحيم.

 

المصدر: youtube

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى