تقنيةحول العالم

قواعد الحرب الحديثة كيف تغيرت

الحرب الحديثة : يتحدث شون ماكفيت الكاتب والخبير الاستراتيجي الأمريكي عن الحرب الحديثة فيقول:

الحرب أصبحت متسترة، وأصبحت تجري تحت الأرض وعلينا أن ننزل تحت الأرض معها.

علينا أن نحارب في الظل وإلا سنبقى في الخلف. ففي هذه الظروف الجديدة بعض أهم الأسلحة لا تطلق النيران.

الحرب الحديثة و الحرب التقليدية

الحرب الحديثة و الحرب التقليدية

سابقاً في القواعد القديمة لشن الحروب إذا أراد الاتحاد السوفييتي إيقاف الغرب وإخافة الناتو أقام تدريبات موسعة على حدود ألمانيا الغربية بمائة وخمسين ألف جندي.

ويتساءل الناتو والولايات المتحدة هل هذا استعراض أم اجتياح؟ مما يهز الشارع السياسي، لكن هذا كان في السابق، أيام البراءة.

اليوم إذا أرادت روسيا أن تزعزع استقرار أوروبا تستخدم سلاح اللاجئين، فتنفصل بريطانيا وتصعد الأحزاب اليمينية المتطرفة ويتمزق الاتحاد الأوروبي.

السوفييت كانوا يتمنون أن يفعلوا ذلك وينجحوا فيه.

لذلك أعتقد أن هذا مثال عن الحروب المستقبلية كيف تحارَب، والتي لم تعد تشبه الحروب التقليدية.

نظام الحرب العالمية الجديد

نظام الحرب العالمية الجديد

عندما يفكر الناس حول التهديدات ضد الولايات المتحدة اليوم نفكر في روسيا والصين والإرهاب والأوبئة الخ.

لكن هذه ليست أسوأ المشاكل، الأسوأ هي في النظام، تعاظم الفوضى في النظام العالمي والصراع المستمر وهو يدعى الفوضى المحتملة.

الفوضى المحتملة معناها انبثاق نظام عالمي يستطيع احتواء الأزمات دون أن يحلها.

وفكرة النظام الليبرالي بعد عام 1945 الذي بموجبه تسيطر الولايات المتحدة على العالم أصبحت من الماضي وليس لدينا تصور لما سيحصل بعدها.

بالنسبة للولايات المتحدة فإن آخر حرب ناجحة كانت الحرب العالمية الثانية حيث انتصرت بشكل حاسم والعالم أصبح في فراغ.

مع ذلك فإن فكرة الحرب التقليدية ما زالت النموذج الأساسي الذي يتبناه البنتاغون والجيش وأنظمة الأمن وهذا خاطئ بشكل خطير.

عندما تسأل العامة عن تصورهم لمستقبل الحروب سيخبرونك بما يشبه الحرب العالمية الثانية لكن بتكنولوجيا أفضل.

لكن لا أحد يحارب بهذه الطريقة، فعندما يفكر الأمريكي في الحرب يفكر في الممثل جون وين وفيلم إنقاذ الجندي رايان.

يفكر في قتل أعداد أكبر من الأعداء والسيطرة على المزيد من الأراضي  ورفع العلم في عاصمة العدو.

يفكر في برلين أو في استسلام اليابان على السفينة الحربية يو اس اس ميسوري.

فلماذا لا تتكرر هذه الأيام واللحظات ضد طالبان أو غيرها؟ السبب أنه لم يعد أحد يحارب بهذه الطريقة بعد الآن.

الولايات المتحدة عالقة في الماضي وما دامت كذلك والعالم يتقدم فإنها ستبقى في الخلف، وحتى جيوشها العتية ستهزم.

دور التكنولوجيا في الحروب المستقبلية

إذا كانت هناك عبرة خلال السبعين سنة الماضية من الحرب فهي أن التكنولوجيا ليست العامل الحاسم.

إذا نظرت إلى الجيوش القوية والمتقدمة تكنولوجياً ضد قوات أدنى متخلفة من يربك صفوف من؟

فيما إذا كان المجاهدين في أفغانستان ضد السوفييت أو أمريكا تحارب في فيتنام ضد الفيتناميين الشماليين أو مع العراق وأفغانستان.

هذا هو الشيء الوحيد الذي علينا الاتفاق عليه. ومع ذلك الرأي العام يرجح مضاعفة الاستثمار في المجال التكنولوجيّ لأجل الحرب.

معظم الناس لا يتصورون الحرب الحديثة بدون تكنولوجيا متطورة وهذا هو الانحياز الذي نملكه، لكن في الحقيقة هذا تعريف للجنون.

أن نقوم بالشيء نفسه مراراً وتكراراً ونتوقع نتائج مختلفة.

لنأخذ مقاتلات F35 على سبيل المثال، لم تستعملها الولايات المتحدة بالأحرى لم تجري قتالاً جوياً منذ الحرب الكورية.

فلماذا الحاجة إلى المزيد من الطائرات وهم لديهم أفضل المقاتلات F15 و F16 و F18 ما الحاجة إلى مقاتلة F35؟

المدهش في الأمر أكثر أنه تم الإنفاق على هذه الطائرة الصغيرة أكثر من أي سلاح في تاريخ الولايات المتحدة.

ما يقارب 1.5 تريليون دولاراً وهذا أكثر من إجمالي الناتج المحلي لروسيا. ولو كانت هذه الطائرة دولة لكانت ضمن أثرى 15 دولة في العالم.

ولم تقم بمهام قتالية في حربين كبيرتين وما زالوا يشترون أكثر وأكثر منها. إذن فكرة الإيمان بالتكنولوجيا فكرة سخيفة.

الكثيرون يعتقدون أن المستقبل هو للذكاء الصناعي والحرب السيبرانية، لكن الحقيقة لو سألت عشرة خبراء عن الحرب السيبرانية سيعطونك  أكثر من عشرين إجابة.

جيل القدماء يتفقون على الصفر والواحد في الفضاء.

حيث اخترعوا قصصاً خيالية عن توقف الطاقة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وهوليوود تصورها في أفلام جيمس بوند.

لكن في الحقيقة كل ما تفعله السيبرانية هو القيام بالأعمال القديمة بطرق حديثة، والذي يشمل التجسس والسرقة والدعاية الموجهة والتخريب.

لا شيء جديد في هذا، فهو كالقيام بالأعمال القديمة بطرق جديدة.

التكنولوجيا ليست المنقذة، ليس كما يتصور المستقبليون الأمر فيما يتعلق بمستقبل الحرب الحديثة

المصادر

قناة V Channel


جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى