إسلامشخصياتقصص وحكايات

عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية

عثمان بن أرطغرل : في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي السابع الهجري، قاد الأمير المغولي هولاكو بن طولاي بن جنكيز خان تحالفاً جراراً، تحت لواء الإمبراطورية المغولية الكبرى.

يضم بين جنوده قوات تابعة لكل من الدولة الإيلخانية المغولية، مملكة أرمينيا الصغرى الصليبية، مملكة الكورج الجورجيين الصليبية.

ظروف المسلمين قبل ولادة عثمان بن أرطغرل

ظروف المسلمين قبل ولادة عثمان بن أرطغرل

مملكة أنطاكية الصليبية. إضافة إلى بعض المرتزقة من الصليبين والخونة وعلى رأسهم الوزير ابن العلقمي.

وتوجه هولاكو بهذا التحالف نحو عاصمة الخلافة العباسية بغداد، فسقطت بغداد بعد أيام من حصارها. وقُتل الخليفة العباسي بطريقة بشعة.

وارتكب المغول ومن معهم من الصليبين عمليات إبادة بشرية، راح ضحيتها ما يقرب من ثمانمائة ألف مسلم مدني.

وبعد أيام من سقوط عاصمة الخلافة الإسلامية في ذلك الوقت بغداد، سقطت أرض الشام أيضاً بيد الغزاة.

وصار الطريق ممهداً لذلك التحالف الهمجي لاجتياح مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكة المكرمة بعد انهيار الخلافة العباسية.

واعتقد كثيرون أن الإسلام كدين في طريقه للزوال إلى الأبد، وأن المسلمون سيبادون عن بكرة أبيهم.

ولكن في نفس ذلك الوقت الحرج في التاريخ، في مكان آخر بعيداً عن أعين الغزاة، ولد طفل لأسرة تركمانية مسلمة.

لجأت من أواسط آسيا هرباً من مجازر المغول. هذا الطفل سيعمل بعد ذلك بسنوات قليلة، على قيام الأمة من جديد.

وسيقوم على إنشاء قوة إسلامية جيدة ضاربة ستحقق ما لم يستطع المسلمون تحقيقه من قبل.

في نفس السنة التي سقطت فيها عاصمة الخلافة العباسية بغداد عام 1258 الموافق 656 للهجرة. ولد مؤسس الإمبراطورية الإسلامية الكبرى.

التي امتدت مساحتها على أراض لثلاث قارات، إننا نتحدث عن عثمان بن أرطغرل.

أسس قيام إمبراطورية عثمان بن أرطغرل

أسس قيام إمبراطورية عثمان بن أرطغرل

مرحباً بكم، هذا جهاد الترباني يحييكم في برنامج العظماء المائة. وفيها نستعرض حكاية مؤسس الدولة العثمانية عثمان بن أرطغرل.

وكما عرفنا سابقاً، فإن العثمانيين في الأصل ينتمون إلى عشيرة تركمانية مسلمة، اسمها عشيرة قايه.

وهي فرع من فروع قبيلة الأغوز التركية، أو كما في المصادر العربية الغُز. ونزحوا من أواسط آسيا هرباً من المغول.

وتمكن زعيم هذه العشيرة القائد أرطغرل بن سليمان شاه، من وضع موطئ قدم لعشيرته الصغيرة في غرب الأناضول آسيا الصغرى.

وذلك بعد مساعدته سلاجقة الروم المسلمين في إحدى معاركهم، ليكافئه سلطان السلاجقة بأرض واقعة على حدودهم مع الإمبراطورية الرومانية البيزنطية.

واتفق السلطان السلجوقي مع القائد أرطغرل، أن كل قطعة أرض يتم انتزاعها من قبضة الرومان، ستضاف إلى مقاطعته.

واستطاع القائد أرطغرل الانتصار على البيزنطيين في عدة لقاءات، وتمكن شيئاً فشيئاً من توسيع مقاطعته من ناحية الغرب.

وفي نفس الوقت عمل أرطغرل على تنظيم شؤون عشيرته الاجتماعية، وقام أيضاً بتدريب أفرادها على فنون القتال المنظم.

إرث أرطغرل

لم تذكر كتب التاريخ عن حياة أرطغرل وتفاصيلها، لذلك لم نذكر الكثير عنه في الحلقة الماضية.

ولكن المهم الذي نعرفه عن هذا القائد العظيم، أنه عمل على تهيئة الظروف لصناعة النصر، بدلاً من انتظار وقت النصر.

فلقد كان يدرك أن صناعة النصر أهم بكثير من رؤية النصر بحد ذاتها.  لذلك اعتنى أرطغرل بتربية أبنائه تربية صالحة.

وعمل على غرس معاني الخير والشرف والتضحية في قلوبهم، وعلمهم حب الإسلام وحب الخير للبشرية بأسرها.

لقد قام أرطغرل بزراعة بذور النصر، وسقاها بكل صبر وإخلاص.

وكان يؤمن في قرارة نفسه أن تلك البذور ستتحول يوماً إلى أشجار عملاقة، تنتج ثمار ما زرعه هو بيديه.

وفي عام 1280 للميلاد، انتقل إلى رحمة الله تعالى البطل الإسلامي الكبير أرطغرل بن سليمان شاه. ودفن في  مدينة سكود.

وما زال قبره موجوداً إلى اليوم في هذه المدينة، لكن قبل وفاته وسّع أرطغرل قطعة الأرض الصغيرة التي كان يحكمها.

ليحولها من خلال انتصاراته على الامبراطورية الرومانية إلى مقاطعة كبيرة تتبع رسمياً سلاجقة الروم، لكنها تتمتع بحكم ذاتي كبير.

عدل عثمان أساس نجاح ملكه

تولى عثمان بن أرطغرل قيادة تلك المقاطعة بعد وفاة أبيه، الذي أوصاه بوصية ما زالت محفوظة إلى اليوم.

وأهم ما جاء في تلك الوصية أهمية قيام العدل بين الناس، فقد كان أرطغرل يدرك أن العدل أساس قيام الدول.

وأن الظلم بداية لسقوطها، لذلك حرص في حياته أن يتولى ابنه عثمان منصب القضاء في مدينة قره جه حصار.

وتروي المراجع التاريخية أن عثمان حكم في قضية من القضايا لصالح بيزنطي مسيحي ضد مسلم تركي؛ فاستغرب المسيحي من الحكم.

خاصة عندما يكون القاضي هو نفسه الحاكم. فسأل المسيحيي كيف يحكم عثمان له وهو على غير دينه، فأجابه عثمان بالتالي:

كيف لا أحكم لك والله الذي نعبده يأمرنا بالعدل في قوله في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم:

إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.

فكان هذا الحكم سبباً في إسلام البيزنطي، لم رآه من عدل الإسلام وتطبيقه من قبل المسلمين.

فقوله سبحانه وتعالى وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، أي أن تحكموا بالعدل ليس بين المسلمين فقط بل الناس.

العدل في الحكم والمعاملة

إن الحكم والمعاملة لا ينبغي أن يتميز فيهما الناس، هذه الحقيقة أدركها المسلمون الأوائل، لذلك نصرهم الله.

أول خليفة في الإسلام أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، قال في أول خطاباته يوضح دستور الحكم بين الناس:

الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله.

ومما ذكره أحمد ابن تيمية، أن الله ينصر الدولة العادلة، وإن كانت كافرة. ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة.

وهذا ملاحظ في زماننا بشكل واضح، فالكثير من الدول الغربية ليس للدين فيها أهمية، تكون مستقرة سياسياً ومتقدمة اقتصادياً وعسكرياً.

فهي لديها نظام قضائي عادل لا يفرق بين الناس. بينما في أكثر دول العالم الثالث يغيب العدل في النظام القضائي.

ويفرق فيه بين الناس على أساس طبقي، لذلك كثير من هذه الدول تعاني من اضطرابات سياسية وتخلف اقتصادي وعسكري وثقافي.

الدولة العادلة والدولة الظالمة

هذا الأمر يلخصه المؤرخ الإسلامي الدكتور علي الصلابي في جملة بسيطة: الظلم في الدولة كالمرض في الإنسان يعجل في موته.

لذلك فإن العدل الذي بنيت عليه الدولة العثمانية منذ نشأتها على يد عثمان، كان سبباً رئيساً في صعودها وثبات أركانها.

وفي أواخر عهدها قل الاهتمام بالعدل فكان ذلك سبباً مهماً من أسباب سقوط الدولة العثمانية.

أدرك عثمان هذه الحقيقة فعمل على إقامة العدل بين الرعية منذ توليه الحكم. وكان يحرص على المال العام ويلبس ملابس بسيطة للغاية.

وكان كأبيه يوقر علماء الدين ويستمع إلى توجيهاتهم. والحقيقة أن احترام العلماء وتوقيرهم كان من طبيعة العثمانيين بشكل عام.

لدرجة أن علماء الدين في الدولة العثمانية، لم يكونوا في حاجة للاستئذان عند الدخول إلى مجالس السلطان.

بينما كان السلطان في حاجة للانتظار عند باب مجلس العالم، حتى يأذن له العالم بالدخول.

رؤيا عثمان بن أرطغرل

وتقول الأسطورة أن عثمان بن أرطغرل أراد الزواج من ابنة شيخه، لكن الشيخ رفض طلب عثمان بالزواج من ابنته.

وفي إحدى الأيام جاءه عثمان ليطلب منه تفسير رؤيا رآها. فقد رأى أن القمر يصعد من صدر شيخه فصار بدراً.

ثم نزل في صدر عثمان بن أرطغرل، فخرجت من صلبه شجرة عملاقة حتى غطت سماء الأرض بظلها.

ورأى عثمان أوراق هذه الشجرة كالسيوف، تحولها الريح نحو عاصمة الامبراطورية البيزنطية مدينة القسطنطينية العظيمة.

فتفاءل الشيخ من رؤيا تلميذه، وقبل بأن يزوجه ابنته، بعد أخذ موافقتها، وبشّر الشيخ عثمان بأن ذريته سيسودون الأرض مستقبلاً.

وبالرغم من أن عثمان بن أرطغرل ورث من أبيه مساحة واسعة من الأرض، إلا أنه لم يركن إلى الراحة والكسل.

فقد أكمل عثمان الطريق الذي بدأه أبوه أرطغرل. فقرر استكمال مسيرة تحرير شعوب الأرض من ظلم الامبراطورية البيزنطية الظالمة.

الطبيعة العسكرية للعرق التركي

كان عثمان بن أرطغرل يقود المعارك بنفسه في مواجهة جيوش الروم البيزنطيين. وكان كثيراً ما يقدم على الموت في القتال.

الأمر الذي أكسبه احترام جنوده. فالشجاعة التي كان يمتاز بها، ساهمت بشكل كبير على نجاح مهمته في توحيد الجماعات التركية.

فالترك بطبعهم لديهم احترام غير عادي للقادة العسكريين، وهذه طبيعة عامة يتميز به العنصر التركي.

والأمم والشعوب تختلف في طبائعها، وتتميز في صفة محددة عن باقي الصفات. فالأتراك في طبيعتهم أمة مقاتلة بفطرة عسكرية قتالية.

من النادر مثلاً أن تجد بين الترك علماء ظهروا بشكل بارز في التاريخ. ولكن بينهم أسماء كثيرة لقادة عسكريين عظام.

بعكس أمة الفرس الذين لم يتميزوا بالقتال، وإنما تميزوا بأنهم أمة علم وأدب. فقد برز في الفرس علماء  دين كبار.

مثل البخاري ومسلم وأبو حنيفة وحتى العلماء الذين برزوا في الفيزياء والكيمياء والطب والرياضيات كان كثير منهم من الفرس.

أبطال من عرقيات أخرى

طبعاً هذا لا يعني أنه لم يبرز بين الفرس وبين العرب وبين الأمازيغ وغيرهم من القوميات قادة عسكرين كبار.

ولكن الأمة التركية بشكل خاص متخصصة في العسكرية، ويكفيك فقط أن تعلم، أن تكتيك الكماشة الخطير الذي استخدمه بنجاح في تدويخ البشرية سبعة أشخاص فقط.

من بينهم ثلاثة قادة مسلمين اثنين منهم تركيان، ألب أرسلان في معركة ملاذ كرد، وسلطان سليمان القانوني في معركة موهاج.

والقائد القرطاجي هانيبال في معركة كاناي، وسيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه، في معركة الولجة في العراق.

لذلك فليس من العجيب أن الترك تسلموا القيادة العسكرية العليا في الأمة الإسلامية منذ زمن طويل.

وبالتحديد منذ عصر الخليفة العباسي المعتصم بالله الذي كان أخواله من الترك أيضاً.

قادة مسلمون عظماء

والمتتبع التاريخ العسكري الإسلامي، سيجد أن كثيراً من القادة العسكريين الذين دافعوا بدمائهم عن الأمة الإسلامية كانوا من القومية التركية.

على سبيل المثال، سيف الدين قطز بطل معركة عين جالوت المصرية . كان تركياً من الأوزبك الخوارزميين.

ونور الدين الشهيد، وأرطغرل وابنه عثمان وأحفاده العثمانيين، مثل القائد محمد الفاتح الذي قاد بنفسه عملية اقتحام القسطنطينية.

وغيرهم الكثيرين من القادة العثمانيين الترك، لذلك فإنه من المستحيل فصل العسكرية عن تاريخ الترك والتركمان.

منذ بروز حضارتهم في آسيا الوسطى مروراً بتاريخ السلاجقة والعثمانيين وحتى تاريخ تركيا الحديث.الذي لعب فيه العسكر والجيش دوراً كبيراً في تكوين شكله ونظامه.

وهذا ما يفسر حرص القادة السياسيين في تركيا عبر التاريخ، على استمالة المؤسسة العسكرية إلى جانبها.

انضمام الجماعات التركمانية لجيش عثمان

هذه الطبيعة للترك التي تميل بفطرتها إلى العسكرية، دفعت كثيراً من المجموعات التركية التي كانت متواجدة في الأناضول.

للانضمام للقوة العسكرية الوليدة التي قادها عثمان بن أرطغرل، خاصة مع انتشار أخبار انتصاراته العسكرية ضد البيزنطيين.

فتوجهت كثير من المجموعات القتالية للانضمام تحت لواء عثمان بن أرطغرل. ومن بين تلك المجموعات جماعة غزياروم وتعني غزاة الروم.

وهي مجموعة من الفرسان المسلمين الذين كانوا يرابطون على حدود الروم لحماية المسلمين من هجمات جيوش الامبراطورية الرومانية.

انضمام هذه المجموعة لجيش عثمان مهم للغاية، فهي تتمتع بخبرة واسعة في قتال الروم، تعود لعهد الخليفة العباسي المهدي بالله.

انضمت لعثمان مجموعة أخرى تسمى حاجيات روم وتعني حجاج أرض الروم، هذه الجماعة تتكون من علماء وفقهاء يعلمون جند عثمان.

ومجموعة تدعى الإخيام وتعني الأخوة. وتتكون من كبار التجار والأغنياء الذين دعموا عثمان اقتصادياً، ووفروا مؤن القوات التي تتصدى للرومان.

إنضمام المسيحيين لعثمان

ليس فقط الجماعات المسلمة كانت تنضم  لعثمان، فقد انضم كثير من القادة المسيحين إليهم، خاصة مع معاناتهم من الظلم الذي كان أباطرة البيزنطيين يمارسونه عليهم وعلى بقية السكان.

هؤلاء المسيحيون رأوا الأخلاق الصحيحة في عثمان ومن معه من المسلمين، فأعلن كثير منهم إسلامه وانضمامه لراية عثمان بن أرطغرل.

وكان لانضمامهم هؤلاء القادة إلى القوة العثمانية أثر كبير، فهم أعلم الناس بالجيش البيزنطي.

إضافة إلى ذلك انضم إلى إلى عثمان بن أرطغرل كثير من المتطوعين الذين جاؤوا من أصقاع الأناضول.

خاصة مع بداية انحلال دولة السلاجقة إثر صراعات داخلية بين أفراد العائلة الحاكمة. واقتراب الخطر المغولي نحو الأناضول من الشرق.

الحملة الصليبية الأولى

ويظهر أن دولة سلاجقة الروم في طريقها إلى السقوط النهائي، بعد سنوات طويلة دافعوا فيها عن الأمة الإسلامية بكل بسالة.

يكفيك أن تعلم، أن أول حملة صليبية انطلقت لغزو العالم الإسلامي، بقيادة الراهب بطرس الناسك والتي كانت تسمى بحملة الفلاحين.

أو حملة الرعاع وهذه الحملة تم التصدي لها من قبل فرسان قوات سلاجقة الروم، الذين أبادوهم عن بكرة أبيهم.

وسميت هذه الحملة بهذا الاسم، لأنها كانت تتكون بالأساس من الطبقات المتدنية في المجتمع الكاثوليكي الأوروبي.

الخطر الصليبي

والواقع أن الغزاة الصليبين لم يكونوا خطراً فقط على المسلمين، بل كانوا خطراً على المسيحيين أيضاً.

لدرجة أن إمبراطور الدولة البيزنطية في ذلك الوقت ألكسيوس الأول كومنينوس، رفض فتح أبواب القسطنطينية لهؤلاء الرعاع.

خوفاً على حضارة تلك المدينة العريقة، بعد أن نهبوا وأفسدوا في القرى القريبة من القسطنطينية.

فأسرع الإمبراطور البيزنطي للتخلص من فسادهم بتوفير سفن تنقلهم إلى الأناضول؛ ليلاقوا فيها مصيرهم على أيدي فرسان سلاجقة الروم الذين تصدوا لهم على أبواب الأناضول.

بعد أن جمع عثمان بن أرطغرل القبائل المتناثرة، أنشأ جيشاً حديثاً ومنظماً، وعمل على إنشاء قوات خاصة من ذلك الجيش.

واستطاع من خلالها تحقيق انتصارات كبيرة على جيوش امبراطورية بيزنطة وحلفائها، من الممالك الصليبية الصغيرة التي كانت منتشرة في الأناضول.

وشيئاً فشيئاً كانت القوات الضاربة التي كونها عثمان تزحف باتجاه الغرب لتقترب أكثر فأكثر من عاصمة الامبراطورية الرومانية، القسطنطينية.

سقوط الدولة السلجوقية

لكن عثمان وبالرغم من تلك القوة العسكرية التي كان يتمتع بها، كان ما يزال مخلصاً للدولة السلجوقية الرومية.

فمع سقوط دولة سلاجقة الروم، أعلن القائد عثمان بن أرطغرل عام 1299 قيام الدولة التي عرفت لاحقاً باسمه، الدولة العثمانية.

وخلال ما يقرب من ثلاث سنوات من تأسيس هذه الدول انشغل عثمان بتثبيت أركان تلك الدولة الناشئة.

فكان يغير على البيزنطيين وينتزع القلاع من بين أيديهم.

معركة بافيوس

حتى جاء يوم السابع والعشرين من شهر يوليو تموز من عام 1302 في هذا اليوم جرت أحداث معركة خالدة في التاريخ.

هذه المعركة تدعى معركة بافيوس. وهي أول المعارك الكبرى للدولة العثمانية على الإطلاق.

في ذلك اليوم، توجهت القوات الخاصة للعثمانيين بقيادة القائد عثمان بن أرطغرل، لتواجه جيش الامبراطورية الرومانية بقيادة البيزنطي جورج موزالون.

حيث أراد إنهاء هذه الدولة الوليدة في مهدها، ولكن عثمان كان له رأي آخر، وانتصر على جيش الامبراطورية البيزنطية الظالمة.

معركة بافيوس كانت معركة فاصلة في التاريخ، وقد وصف المؤرخ خليل إن ارجيك انتصار عثمان بن أرطغرل في هذه المعركة، بأنه سمح للعثمانيين بتحقيق خصائص وصفات الدولة.

دور المرتزقة الكاتالونيين

وبعد انتصار عثمان أدرك الإمبراطور البيزنطي أندرونيكوس الثاني باليولوج، أن هذا القائد المسلم يمثل خطراً حقيقياً على وجود الامبراطورية البيزنطية.

وأن الدولة الصاعدة التي أنشأها في غرب الأناضول قبل ذلك بثلاث سنوات فقط، لا يمكن للقوات الامبراطورية وحدها وقف تقدمها.

فأقدم الإمبراطور البيزنطي على خطوتين اثنتين ليعيق تقدم القائد عثمان، حيث قام باستئجار مرتزقة من المقاتلين الكاتالونيين.

القادمين من مملكة أراغون في أقصى الغرب الأوروبي لمساعدته في قتال عثمان. إضافة لذلك قرر التحالف مع مملكة المغول الإيلخانيين.

ولكن الله كان له تدبير آخر. فقد اختلف قائد المرتزقة الكاتالونيين روجر دي فلور مع ابن الإمبراطور ميخائيل التاسع باليولوج.

فاغتال ابن الامبراطور قائد المرتزقة الكاتالونيين، الأمر الذي دفع أتباعه إلى التمرد وقتال الامبراطورية، بدلاً من قتال عثمان.

فخرّب المرتزقة تراقيا ومقدونيا و ثيسالي وقاموا باحتلال دوقية أثينا.

التحالف الصليبي والمغولي

أما بالنسبة للتحالف بين الامبراطورية البيزنطية والمغول، فقد أرسل الإمبراطور البيزنطي رسالة إلى ملك المغول الإيلخانيين، غازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو.

يعرض فيها الإمبراطور ابنته غير الشرعية وكانت تسمى إيرينا على الملك المغولي. وذلك للتحالف معه في ضرب عثمان.

لكن جهود الامبراطور فشلت، فقد كان غازان حينها مشغولاً بقتال المماليك المسلمين في الشام، وكان يقيم تحالفاً آخر مع الصليبيين.

فقد أرسل غازان رسائل إلى بابا الفاتيكان بونيفاس الثامن، وملك إنجلترا إدوارد الأول، يعده فيها بإعادة الوجود الصليبي للقدس.

وذلك مقابل مساعدته في قتال المماليك المسلمين، فتكون لغازان جيش ضخم من المغول والصليبين، مكون من مائتي ألف مقاتل.

واشتبك التحالف المغولي الصليبي مع قوات المماليك المجاهدة القادمة من الشام ومصر في معركة شقحب أو معركة مرج الصفر.

أدت لتدمير التحالف المغولي الصليبي عن بكرة أبيه. وعلى إثر هذه المعركة أصيب غازان بحالة اكتئاب مات بعدها بنحو عام.

الشيء الذي يدعو للسخرية في هذه القصة، أن غازان قائد المغول الإلخانيين أعلن أنه مسلم سني، وتسمى باسم محمود غازان.

ولكن بالرغم من ذلك كان مستعداً لتسليم القدس للصليبيين مقابل أطماع سياسية. وكان الإمبراطور البيزنطي أندرونيكوس الثاني باليولوج، الذي كان بمثابة حامي المسيحية الأرثوذوكسية.

كان مستعداً لإرسال إبنته إرينا لهذا القائد، الذي يفترض أنه مسلم. وذلك ليبعث له بقوات مغولية تمكن بقائه في الحكم.

وحتى بعد موت غازان، عرض الامبراطور نفس البنت إرينا على خليفة غازان محمد أولجاتو وهو أخو غازان.

محمد كان بدوره شيعياً، ولكنه تحالف مع بابا الفاتيكان الكاثوليكي، وغيره من ملوك أوروبا الكاثوليكيين. في قتال المسلمين

الفاتيكان والتحالف مع المغول

بابا الفاتيكان بدوره كان يرى اقتراب سقوط الامبراطورية البيزنطية الأرثوذوكسية، المفترض أنها تتبع نفس الدين المسيحي.

ولكنه بدلاً من إنقاذها كان يبارك التحالف مع المغول، بدلاً من نجدة إخوانه المسيحيين.

وقبل ذلك بسنوات قليلة أرسل الكاثوليكيون الحملة الصليبية الرابعة لاسترداد القدس، بعد تحريرها من قبل صلاح الدين الأيوبي.

ليتفاجأ العالم المسيحي وقتها، أن تلك الحملة بدلاً من التوجه نحو القدس توجهت إلى القسطنطينية عاصمة الأرثوذوكس، لتحتلها وتنهب ثرواتها.

هؤلاء القادة كانوا يحكمون جميعاً باسم الدين، ولكن الدين كان آخر ما يفكرون به. إنما كانوا يستخدمونه لخداع شعوبهم.

والشعوب غالباً هي وقود صراعات وهمية، يكون الصراع الديني فيها واجهة لأطماع سياسية لهم. وكانوا مستعدين للتحالف حتى مع الشيطان.

وحتى مستعدين لبيع بناتهم للبقاء في الحكم، ولا يهمهم مع من يتعاونون شيعي، سني، أرثوذوكسي، كاثوليكي، يهمهم تحقيق أطماعهم السياسية.

ومن يدفع ثمن أطماعهم، هي الشعوب المسلمة والمسيحية من كافة الطوائف، التي كانت تعتقد واهمة أنها تقاتل من أجل الرب.

زهد عثمان بن أرطغرل في الحكم

عثمان بن أرطغرل لم يكن من تلك النوعية القذرة من القادة. فقد كان زاهداً في الحكم، يقود المعارك بنفسه.

يعيش في كثير من أوقاته في خيمة بسيطة، يقود من خلالها الجيوش لتحرير شعوب الأناضول من إمبراطورية بيزنطة الظالمة.

لتبليغهم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي أخفاها عنهم الأباطرة الرومان لمئات السنين، وبعد ذلك يترك لهم حرية الاختيار.

اختيار الإسلام أو البقاء على دينهم، لذلك اكتسب عثمان بن أرطغرل احترام كثير من المواطنين المسيحيين.

وبالرغم من إصابته بأمراض عديدة خلال معاركه، إلا أن القائد عثمان أصر على مواصلة طريق التحرير.

حتى أقعده داء النقرس طريح الفرش، فأوكل قيادة الجيوش إلى ابنه أورخان وأوصاه بوصية كانت بمثابة الدستور الذي سار عليه العثمانيون.

رسالة عثمان إلى ابنه أورخان

ونورد هنا بعض ما ذكره المؤرخون من وصية القائد المؤسس عثمان بن أرطغرل إلى ابنه أورخان:

يا بني، لسنا من هؤلاء الذين يقيمون الحروب لشهوة حكم أو سيطرة أفراد. فنحن بالإسلام نحيا وللإسلام نموت.

وهذا يا ولدي ما أنت له أهل، يا بني إياك أن تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين.

ولا يغرنك الشيطان بجندك ومالك، وإياك أن تبتعد عن العلماء، أوصيك يا بني بعلماء الأمة، أدم رعايتهم وأكثر من تبجيلهم.

انزل على مشورتهم فإنهم لا يأمرون إلا بخير، واعلم يا بني أن نشر الإسلام وهداية الناس وحماية أعراض المسلمين وأموالهم أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها.

يا بني إنني أنتقل إلى جوار ربي وأنا فخور بك، بأنك ستكون عادلاً في الرعية. واعلم يا بني أن طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله.

وأن مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، لأننا لسنا طلاب جاه ولا دنيا.

وفاة عثمان بن أرطغرل

في عام 1326 للميلاد وبعد أن وصلته من ابنه أورخان بشرى فتح آخر المعاقل الكبرى  للرومان في الأناضول مدينة بورصة.

وإسلام قائد الرومان البيزنطيين فيها، وانضمامه للجيش العثماني في ذلك العام انتهت مسيرة ذلك الطفل التركماني.

الذي ولد لأسرة لاجئة تركمانية في نفس سنة سقوط عاصمة الخلافة بغداد، قبل أن يؤسس في غرب الأناضول دولة ناشئة.

دولة ستشارك بعد ذلك في كتابة التاريخ لما يزيد عن ستة قرون.

في ذلك العام انتقل إلى رحمة الله تعالى زعيم عشيرة قايه التركمانية اللاجئة، مؤسس السلالة العثمانية التي حكمت إمبراطورية.

الإمبراطورية التي امتدت أراضيها في القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا طيلة ستمائة عام.

أبو الملوك السلطان الغازي فخر الدين عثمان خان الأول بن ارطغرل بن سليمان شاه التركماني.

حوار جهاد الترباني مع الدكتور علي الصلابي

وللتعمق أكثر في تاريخ عثمان بن أرطغرل والإمبراطورية التي أسسها.

يشرفنا أن نستضيف أحد أهم المختصين في التاريخ العثماني والتاريخ الإسلامي بشكل عام، المؤرخ الإسلامي الكبير الدكتور علي الصلابي:

جهاد: أستاذ مرحباً بك في برنامج العظماء المائة.

الصلابي: مرحباً أخ جهاد، ومرحباً بالأخوة المشاهدين الكرام، الذين يتابعون مع الأخ جهاد في سلسلة العظماء المائة.

جهاد: كيف الحال دكتور علي.

الصلابي: الحمد لله بارك الله فيك.

جهاد: دكتور من خلال دراستك سيرة عثمان بن أرطغرل، كيف يمكنك أن تلخص لنا في كلمات معدودة صفات هذا الرجل؟

الصلابي: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، عثمان طبعاً مؤسس الدولة العثمانية، كان مقاتلاً من الطراز الأول.

ويقود الجيوش بنفسه واشتهر بالحكمة، صاحب حكمة عظيمة في بناء الدولة والقلاع والحصون واستجلاب الخبرات.

سواء أكانت علمية أو إدارية أو فكرية أو ثقافية أو اقتصادية.

وكان مخلصاً لله سبحانه وتعالى ولدين الله إخلاصاً عظيماً. واشتهر بالصبر والتحمل، لأن بناء الدول يحتاج إلى صبر عظيم.

وكان له جاذبية وشخصية تجذب الناس من حوله، وبالتالي كان يتحرك من خلال مرجعية عليا متمثلة في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

وبجانبه الفقهاء والعلماء، وبالتالي الدولة كانت قائمة على الفكرة المركزية، والتي هي العدل والعدالة مع كل المواطنين.

واشتهر بالعدل ورفع الظلم واشتهر بمعاملة مواطني الدولة معاملة إنسانية راقية ورفيعة.

إيجابيات الدولة العثمانية

جهاد:طيب دكتور، الغريب في الدولة العثمانية بشكل عام، أنها وبالرغم من كونها دولة قامت على مفهوم ديني إسلامي.

الملاحظ في هذه الدولة أن كثيراً من أصحاب الديانات الأخرى كانوا يهاجرون إليها كيف تفسر ذلك؟

الصلابي: لا شك أن الذين فروا من الاضطهاد من اليهود استوعبتهم الدولة العثمانية.

والكثير من النصارى الذين وقع عليهم اضطهادات في بلدانهم، جاؤوا وعاشوا في الدولة العثمانية.

وأيضاً لما فتحت القسطنطينية أعطي لهم حق الاعتقاد وحق الديانة. ومورست عليهم العدالة المطلقة الربانية  المستمدة من القرآن الكريم.

وهذا يشاهد في الأماكن التي كانت تابعة للدولة العثمانية، كانت هناك وثائق يشهد بها النصارى بالحفاظ على كنائسهم.

وعلى مقرات عبادتهم وإعطائهم الحق الكامل. وفيما يتعلق بأحوالهم الشخصية.

جهاد: ولكن دكتور للإنصاف التاريخي، هذه الدولة كانت لها أيضاً سلبيات. حتى في كتابك أنت أسميت كتابك الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط.

إذاً كان هناك أسباب لذلك السقوط، لو تعطينا صورة شاملة عن هذه الدولة بإيجابياتها وأيضاً سلبياتها.

سلبيات الدولة العثمانية والتشويه الذي لحقها

الصلابي: طبعاً الدولة العثمانية ارتبطت بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وكأي دولة وقت النهوض كان شاملاً.

بمعنى في فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح، العثمانيون في تلك الفترة كان لديهم نهوض شامل في المجال الروحي.

والفكري والعقائدي والإداري، وفي المجال التنظيمي والحربي والسياسي والدبلوماسي.

بعد ذلك وقع الباشاوات العثمانيون في الأخطاء والمظالم، ووقعوا في الترف والمعاصي والذنوب. فمضت فيهم سنة الله سبحانه وتعالى.

والدولة العثمانية بالإجمال منذ تأسيسها عبر تاريخها، قدمت خدمات عظيمة للإسلام وانطلقت بالإسلام ونشرته وجاهدت في سبيل الله عز وجل.

مع أخطاء وقعت فيها هذه الدولة أو كأي حضارة على هذه الأرض.

جهاد: دكتور علي، أنا شخصياً حتى وقت قريب من الآن، كانت لي نظرة سلبية عن العثمانيين وكثير من المتابعين الكرام.

تصلني أيضاً رسائلهم وهم لديهم هذه النظرة السلبية عن العثمانيين. فما هو السبب في وجود هذا التصور لدى أكثر الناس؟

الصلابي: الدولة العثمانية تعرضت لتشويه عظيم من الجيش من الكتاب لإضعافهم من الجانب المعنوي والإنساني والقيمي.

وتأثر بهذا التشويه وهذه الكتابات الكثير من العرب، والكثير من الأكاذيب رددوها، ثم جعلوها دولة استعمارية، ودولة جهل ودولة تخلف.

وهذا تحريف للحقيقة التاريخية أن الدولة العثمانية اهتمت بالعلم والمعرفة والثقافة، وإن كان هناك أخطاء.

نحن لا ننكر الأخطاء التي ارتكبوها، لكن كان هناك جهد منظم ومركز من أعداء الإسلام والمسلمين، للقضاء على الدولة العثمانية.

بدأ بالهجوم والتشويه لسلاطينهم ووصفوهم بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان.

دولة إسلامية شاملة

جهاد: حسناً دكتور، البعض يتهم العثمانيين بأنهم كانوا يحابون العنصر التركي على حساب غيرهم من العناصر المكونة للأمة الإسلامية.

ما مدى صحة هذا الاتهام؟

الصلابي: الدولة العثمانية استطاعت أن تجمع شتات المسلمين المتفرقة، وبعد قيامها تجد فيها الفارسي والأمازيغي والكردي والعربي وذو الأصول الأفريقية.

فهذه دولة جامعة، واستطاعت أن تحمي شمال أفريقيا من خطر التنصير، وبالتالي الدولة العثمانية هي التي تصدت لفرسان الدين يوحنا في ليبيا والأسبان في تونس والجزائر.

وحافظت على البحر المتوسط، لأن كان هناك مشروع كبير لتنصير شمال أفريقيا. فالتي تصدت لهذا المشروع الصليبي كانت الدولة العثمانية.

وأهالي شمال أفريقيا تواصلوا مع السلطان العثماني، لتخليصهم من محاولات الاحتلال والتنصير التي قام بها الأسبان والبرتغال وفرسان الدين يوحنا.

وبالتالي نستطيع القول الفضل لله، ومن ثم للعثمانيين في حماية شباب أفريقيا من التنصير ومن القضاء على العقيدة والهوية والدين.

وأيضاً حمت بلاد الشام والعراق من المشروع الصفوي، وحماية الأراضي المقدسة بالسيطرة على البحر الأحمر.

فكان لهم دور عظيم في حماية المقدسات في مكة والمدينة، وكانوا يهتمون بمكة والمدينة اهتماماً عظيماً.

سواء من ناحية الشعائر المقدسة أو من ناحية حمايتها من الإعتداءات الصليبية أو الخارجية.

خاتمة

وكما أوضح الدكتور علي الصلابي، فإن الأمة الإسلامية كانت في تلك الفترة تتعرض لغزو صليبي على جبهتين بحريتين.

جبهة البحر المتوسط وتصدت فيها البحرية العثمانية لأساطيل الغزاة خاصة أساطيل قراصنة القديس يوحنا.

وكانت الجزائر في العهد العثماني مركز الدفاع الأول عن دول شمال أفريقيا، خاصة في عهد والي الجزائر خير الدين بربروسا.

الذي تحولت في عهده الجزائر إلى أكبر قوة في البحر المتوسط لسنوات طويلة.

أما الجبهة الثانية، فكانت جبهة البحر الأحمر والبرتغال في طليعة الغزاة الصليبين، بالتحالف مع الصفويين وبمباركة من بابا الفاتيكان شخصياً.

خطة الغزاة كانت تقضي باحتلال المدينة المنورة، وسرقة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومقايضته مع المسلمين ببيت المقدس.

ولكن أساطيل البحرية العثمانية ومن قبلها أساطيل المماليك، تصدت للغزاة. وتحولت اليمن في العهد العثماني إلى مركز الدفاع الأول.

للدفاع عن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. لكنها لم تكن وحدها في الدفاع عن قبر محمد عليه الصلاة والسلام.

ففي الجهة الأخرى من البحر الأحمر، ثمة من كان يرابط هناك للتصدي للغزاة المعتدين.

أشكر لكم متابعتكم قصة القائد العظيم عثمان بن أرطغرل ، أرجو أن تكونوا قد استفدتم وإلى اللقاء.

المصدر يوتيوب جهاد الترباني

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى