الدكتور قيصر زحكا : تعتبر الشقيقة من أمراض العصر التي يعاني منها الكثير من الناس، وهي عبارة عن صداع نصفي شديد نابض، يستمر إلى ساعات وحتى أيام.
ويبدأ الشعور بالألم في مقدمة الرأس، ثم يمتد إلى أحد جوانب الرأس، ويبدأ الألم يتزايد مع مرور الوقت، وسيحدثنا الدكتور قيصر زحكا استشاري الأمراض العصبية.
ما هي الشقيقة؟
الشقيقة هي واحدة من أكثر الأمراض شيوعاً بين الناس، فنراها بشكل يومي في العيادات، وهي عبارة عن صداع شديد يستمر عادة من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام.
ويتميز بأنه صداع نابض، وهو أحياناً يترافق مع أعراض أخرى مثل الغثيان والإقياء، ويحدث انزعاج من الضوء والصوت والروائح.
بالإضافة إلى أن الشقيقة الصداع النصفي يتميز بأن أي حركة قد يقوم بها الإنسان، قد تزيد الصداع لهذا يفضل الإستلقاء وتخفيف الأضواء.
ومعظم الأحيان يكون الصداع النصفي وحيد الجانب، وقد يكون معمم تشمل كل منطقة الرأس بالألم الشديد.
أعراض الشقيقة أو الصداع النصفي
الشقيقة هي صداع متكرر، وحتى نستطيع تشخيص الشقيقة، يجب أن تكون النوبة متكررة حتى خمس مرات.
والشقيقة الكلاسيكية تتميز بظهور أعراض قبل الصداع، وتسمى النسمة أو الأورا، والتي يرى المصاب فيها من خلال العين، أشكال متكسرة أو خطوط أو بقع سوداء أو لامعة.
وبعض الناس يشكون من طنين في الأذنين، وأحياناً يكون سببها الروائح أو مشاعر معينة، ولكن الأعراض البصرية هي الأكثر شيوعاً.
والشقيقة الشائعة لا نرى هذا العارض بها أي النسمة، ولكن يبدأ الصداع يشتد تدريجياً، فهو يعطي شعور معين للإنسان أن هناك صداع قادم عن طريق الألم.
ما هو الفرق بين الشقيقة والصداع؟
الصداع الشائع هو الصداع التوتري، وهو الذي يحدث الخلاف بينه وبين الشقيقة، والصداع التوتري لا يترافق مع أعراض الغثيان والإقياء والإنزعاج من الضوء والصوت.
وعادة الصداع يكون أخف شدة، ويكون معمماً في كل الرأس وليس وحيد الجانب، وفيه رابط مع التوتر والاضطراب في فترات معينة في الحياة.
ما هي أسباب نوبات الشقيقة؟
هناك عدة أسباب، أولها العامل الوراثي، الذي يعلب دوراً كبيراً فقد نراه في عائلات معينة بشكل متكرر.
وقلة النوم والتوتر يزيد الشقيقة أيضاً، وبعض الأطعمة والمشروبات التي من الممكن أن تزيد من الألم، مثل الإكثار من القهوة والتدخين والجبنة، والشوكولاته والموز مثلاً.
فهي تلعب دوراً بزيادة مرض الشقيقة والصداع النصفي، فمن المفيد ممارسة الرياضة اليومية بشكل خفيف، والنوم الصحي والعادات الصحيحة في الحياة.
هل للشقيقة مضاعفات وكيف نستطيع تصنيفها؟
الازعاج الأكبر في الشقيقة هو الصداع الشديد، الذي يؤثر على حياة الإنسان في عمله وحياته الإجتماعية والعائلية، وخصوصاً إذا استمر لمدة طويلة.
والشقيقة واحدة من أكثر الأمراض تأثيراً على الدخل القومي حسب الإحصائيات، وهي من أكثر أسباب الإجازات المرضية في كل الأعمال.
كم مدة نوبات الشقيقة؟
تستمر نوبات الشقيقة من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام، ومعظم الناس تستمر معهم نوبة الشقيقة لمدة يوم كامل، وعند استيقاظهم صباحاً يكون الألم قد خف.
وللعلم تحدث الشقيقة عن طريق تنبيه مناطق معينة من الدماغ، وهي منطقة التراجيمينا أو مثلث التوائم، وتحدث دارة معينة تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية ويحدث الصداع.
ما هي الحالات السريرية التي تتوافق مع الشقيقة؟
مرضى الشقيقة يحدث معهم أحياناً بالإضافة إلى الشقيقة، تواتر لبعض الإضطرابات النفسية، نتيجة الشقيقة بحد ذاتها أو الاكتئاب مثلاً.
وقد تترافق الشقيقة مع الربو، لأنه قد يكون هناك آلية تحسسية، بالإضافة إلى اضطرابات القولون التهيجية، وقد يحدث ارتفاع ضغط الدم وزيادة في أعراض القرحة في المعدة.
وكلها نتيجة عند تكرر الشقيقة في تواتر مستمر، وأحياناً نادرة قد تترافق الشقيقة مع الفالج أو الجلطة الصدرية.
ما هو علاج الشقيقة؟
قبل أن نتحدث عن العلاج الدوائي للشقيقة، يجب أن نؤكد على الحياة السليمة والنوم بشكل جيد، وقد يترافق النوم الزائد بعد فترات من قلة النوم مع صداع شديد.
يجب ممارسة بعض الرياضة بشكل روتيني، وتخفيف التوتر والقلق، والاعتماد على الأطعمة المغذية.
بالنسبة للأدوية هناك أدوية تؤخذ في حالة النوبة، وهي تعتمد على مسكنات أو أعشاب طبيعية، بالإضافة للعلاج الوقائي في حال تكرار الشقيقة لأكثر من أربع مرات في الشهر.
وهناك أدوية وقائية فموية، وحديثاً نتجت أدوية حديثة تؤخذ عن طريق الأبر، والمركبات البسيطة مثل المغنيزيوم، والعلاج هو تداخل دوائي وليس جراحي طبعاً.
وننصح بعدم اهمال علاج الشقيقة؛ والاعتماد على البانادول ومسكنات الألم، لأن هذه الأدوية تتطور مع الوقت وتؤدي إلى شقيقة مزمنة.
لهذا يجب في حال تكرر الصداع لأكثر من تواتر معين، التوجه إل الطبيب لأخذ الأدوية الوقائية، لأن فائدتها جيدة وأخطارها أقل من المسكنات والمهدئات.