عرض اليوم هو عرض مهم جداً، فهو سيحدثنا عن النقلة النوعية، التي حدثت في العقل العربي والشرقي عموماً، في القرن السابع، وكيف برز المخترعين و العلماء .
الإنسان العربي في ذلك الوقت، كان منتهى أمله، أن يكون لديه الجمال والأغنام، وهذه كانت بالنسبة لهم، الحضارة في ذلك الوقت.
صحيح أنه كان بعض الناس كانوا يروون الشعر، لكن نسبة الأمية كانت 99%، وهذا كان وضع العرب والشرقيين في القرن السابع.
بداية ظهور المخترعين والعلماء في العالم الإسلامي
وبعد ذلك تحول العرب ليبرزوا أنهم المخترعين والعلماء العظماء، إلى أناس تقود الحركة العلمية في العالم، وسنذكر لكم التقدم والحضارة الذي حصل بعد الإسلام.
الترجمات
في عام 650 أي بعد 10 سنوات من فتح مصر، في عصر الصحابة، كانت تتم ترجمة الكتابات الهيروغليفية في الكيمياء، إلى العربية.
في عام 754 افتتحت أول صيدلية، لبيع الدواء في بغداد، وفي عام 763 بيت الحكمة، كان مكتبة كبيرة، يوجد فيها الترجمات، عن الإغريق والرومان والصينيين.
وكان هارون الرشيد يغري المترجمين، حتى يتعلموا اللغات، ويأتوا بالعلم من مختلف الثقافات، ويترجموه، فكان يقول لهم، الذي سيترجم شيء، سأعطيه وزنه من ذهب.
وقد ترجم في عهده من قبل العلماء في اللغة، من اللغات العبرية الرومانية واليونانية، وفي عام 763 افتتحت أو مشفى بيمارستان، في عهد الخليفة هارون الرشيد، فلقد كان يحب العلم.
جابر بن حيان
وفي عام 780 أبو الكيمياء في العالم كله، غيبير في اللاتينية، جابر ابن حيان أبو الكيمياء كان من المخترعين ومن محبي العلم.
اخترع عشرين أداة من أدوات المعمل، وكل العمليات الأساسية في الكيمياء، وصفها في كتبه، لهذا سمي أبو الكيمياء، وهو من المخترعين والعلماء العظماء في هذا المجال.
الخوارزمي
ولولا الخوارزمي أيضاً، وهو أيضاً من المخترعين والعلماء الرائعين، لما كان لدينا مثلاً، اللابتوب، ورقم الصفر، وكتاب المختصر في الحساب والجبر والمقابلة، وكان يريد أن يحل به مسائل المواريث، ولكنه لم يكمل.
الفزاري
في عام 796 أبو بكر الفزاري، وهو من المخترعين المهمين، اخترع الأسطرلاب، وهو جهاز لتحديد الاتجاهات، مثل البوصلة، وكشف أماكن النجوم، وتحديد الوقت.
وفي نفس ذلك الوقت، كان الأوروبيين، يأكلون اللحم نيئاً، لأنهم لم يكتشفوا النار، فكان هناك بدائية كبيرة، والمسيحية لم تدخل نصف دول أوروبا، والنصف الثاني يعبد الأصنام.
مستشفى الأمراض النفسية
في القرن التاسع الميلادي في أوروبا، المريض النفسي كانوا يعتبرون، أن هناك شياطين في داخله، وكانوا يقومون بحرقه حياً.
في نفس الوقت، أقيمت أول مستشفى لعلاج الأمراض النفسية، في مصر، من قبل بعض العلماء، وكانوا يعالجون المريض النفسي، في القرآن، والموسيقى، والأدوية المهدئة.
جامعة عربية
أول مولدة للطاقة عن طريق الماء، صنعها المخترعين العرب عام 850، وفي عام 859 الأميرة فاطمة الفهري، جمعت القرويين في مدينة فاس، في المغرب.
وكانت تعلمهم الكيمياء وجميع العلوم، فكانت تعتبر أول جامعة عند العرب، منظمة عن طريق مراجع، وشهادات، وتدرج علمي بامتياز، فكانت من العلماء الرائعين.
الرازي
في عام 864 أبو بكر الرازي، وهو من أشهر العلماء في الطب وغيره، ألف عشرات المراجع في الطب، والكيمياء والطبيعة.
وترجمة مؤلفات الرازي، إلى لغات أوروبا ولاتينية، واعتمد عليها الأوروبيين، في عصر النهضة، فكانوا يعتبرونه من العلماء الحقيقيين.
وفي عام 925 الرازي شرح في كتاب الأسرار، طريقة تكرير البترول، واستخرج من البترول الكيروسين، وأسماه النفط، وصنع منه المصابيح، وسميت مصابيح النفط، ودرج ضمن لائحة المخترعين العظماء.
عباس بن فرناس
في عام 875 عباس ابن فرناس، من المخترعين العلماء المشاهير، نجح في الطيران، لمسافة غير قصيرة، ووقع وكسر ضلع من أضلاعه، لأنه لم يصنع الذيل.
وليس هو الذي وضع لبنة علم الطيران فقط، لكنه كان من العلماء في الفيزياء، الذي استطاع أن يصنع الزجاج من الرمل.
وقد سبقه بمائة سنة في سوريا، صناعة الزجاج من حجر الكوارتز، ولكنه كان غالي الثمن، وعندما اكتشف عباس بن فرناس طريقة جديدة، انتشر الزجاج ورخص ثمنه.
البتاني والبيروني
في القرن العاشر الميلادي البتاني والبيروني، المخترعين والعلماء الكبار، مهدوا إلى اختراع التلسكوب، فلقد كان لديهم أدوات تشبه التلسكوب، ولكن بدون عدسات.
ولكنهما استطاعا، تحديد صور معينة، وتقريبها، نتيجة القيام بعكس الضوء، أو تركيز الضوء.
في عام 930 في بغداد اخترعت أول شبكة رسم خرائط في العالم، وأول ورق غراف، صنع كان أيضاً في بغداد.
عبد الرحمن الصوفي
في عام 964 عبد الرحمن الصوفي، من العلماء العظماء، حيث كتب كتاب، اسمه الكواكب الثابتة، ووصف به النجوم، وسمى النجوم، ووصف قوة سطوع كل نجمة منها.
وصحح أخطاء، كانت لدى بطليموس، واكتشف مجرة اسمها الأندروميدا، والتي سماها عبد الرحمن الصوفي، اللطخة السحابية.
واكتشف عبد الرحمن الصوفي، سحابتين مجلان الصغرى والكبرى، والتي تم اكتشافهم بعد ذلك، بأنها من المجرات.
عمار بن علي الموصلي
عام 1010 ميلادي عمار بن علي الموصلي، من العلماء المميزين في علم الطب، كتب كتاب المنتخب في أمراض العين، ووصف فيه أمراض العين.
شرح بالتفصيل ستة أنواع، من أنواع العمليات الجراحية في العين، وكان أول شخص عالج الماء الأبيض في العين، واخترع ابرة مجوفة، يسحب بها الماء الأبيض من العين.
ابن خلف المرادي
عام 1030 ابن خلف المرادي، وهو من المخترعين والعلماء، كتب كتاب الأسرار في نتائج الأفكار، وصف به ثلاثين نوع من أنواع التروس، والآلات الميكانيكية.
الزهراوي
الزهراوي يلقب بأبو الجراحة الحديثة، وهو من المخترعين والعلماء في مجال أدوات الجراحة، فقد اخترع مائتين أداة من أدوات الجراحة.
وهو الذي اخترع اللاصق الطبي الذي يحتوي على القطن، والتخدير في االفم والتخدير بالاستنشاق، والإسفنجة المخدرة.
وكتب كتاب اسمه التصريف في الطب، من ثلاثين مجلد في الجراحة والطب، وقد تم تقريرهم في التعليم، لغاية ستمائة عام من بعده، فهو من المخترعين العظماء فعلاً.
البيروني
في عام 1010 البيروني، من العلماء في الفيزياء، كتب كتاب صحيح الطول والعرض لمساكن المعبور من الأرض، وهو كتاب جغرافي.
وقد حدد به حساب خطوط الطول والعرض بدقة، على الكرة الأرضية، وحسب قطر الكرة الأرضية، ولمدة ستمائة عام، كانت أرقامه هي المستخدمة.
والبيروني هو أول من قال، أن الضوء له سرعة، ويمكن حسابها، وهي أسرع بكثير من سرعة الصوت، فهو من العلماء الذين أثروا في هذا العلم.
ابن الهيثم
عام 1021 ابن الهيثم، من المخترعين والعلماء العظماء، ألف كتاب، المناظر، واستخدم في التجارب، العدسات والمرايا، وظاهرة انعكاس الضوء، وانكسار الضوء.
وأثبت حقائق ضوئية خطيرة، لغاية اليوم، فلولاها لم تخترع الكاميرات، وفي وقته، وضع لبنة الكاميرا المظلمة، والكاميرا ذات الثقب.
ابن سينا
في عام 1025 كتب ابن سينا الفيلسوف والطبيب، من أعظم العلماء والمخترعين، كتاب القانون في الطب، وفي هذا الوقت كان الأوروبيون يأخذون نفس الألفاظ، ويضعونها في لغتهم.
وكتاب ابن سينا، كان مؤلفاً من أربعة عشر مجلداً، بقي لحوالي ستمائة عام، كمرجع أساسي لطلاب الطب، فكان يحوي الطب النفسي وطب الأعصاب.
حتى أنه تحدث عن السرطان، والطرق البدائية من أجل علاج السرطان في ذلك الوقت، حيث أنه كان يسمى مرضى السرطان آنذاك، المبطون.
الإدريسي
في القرن الثاني عشر الميلادي محمد الإدريسي، من المكتشفين والمخترعين والعلماء الرائعين، أصدر أول خريطة دقيقة للعالم، اعتمد عليها في عصور الاستكشاف في أوروبا.
الجزري
وهو من أعظم المهندسين والمخترعين والعلماء في التاريخ، ومن مميزاته، أنه كان شاباً، وكتب كتاباً اسمه الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل.
وصف فيه خمسين اختراع من الساعات الميكانيكية، فكان لدى الجزري، ساعة اسمها ساعة الفيل، وهو أول من وضع لبنة وسائل التصنيع، لنواقل الحركة.
أول روبوت مبرمج، صنعه الجزري، فلقد طلب منه أحد الخلفاء، خادم آلي في منزله، فصنع الجزري روبوت مبرمج، للعمل داخل المنزل.
ابن الخطيمة
العالم الأندلسي ابن الخطيمة، من المكتشفين والمخترعين العظماء، عام 1900 اكتشف أن الأمراض، تنتقل بطريق العدوى، لوجود أجسام غير مرئية، تدخل الجسم من الجهاز التنفسي، أو الهضمي.
في حين كان تحليل الأوروبيين للأمراض، بأنها مرتبطة بغضب السماء، أما العلماء المسلمين، اكتشفوا أن هناك ميكروبات، تنتقل إلى الجسم.
إبراهيم أفندي
عام 1719 صنع العالم العثماني إبراهيم أفندي، من أهم المخترعين والعلماء، أول غواصة مصنوعة من الفولاذ، وشاركت في احتفالات ختان أحد الأمراء، عام 1720
بعد ابراهيم أفندي ب 56 عام، اخترع العالم الأمريكي ديفيد بوشنل، الغواصة، ونسبت إلى العالم الأمريكي.
الفرق بين مفهوم العرب عن الحضارة قبل وبعد الإسلام
فهل تذكرون صورة العرب، كيف كانت قبل الإسلام، كانوا يحبون امتلاك الجمال والأغنام، ويعيشون على رعايتها فقط، في الصحراء.
ولكن بعد الإسلام، أصبحوا منفتحين على الحضارة وانبثق منهم المخترعين والعلماء والمكتشفين والمفكرين.
توجيه القرآن والحديث نحو العلم
إن الذي حصل، أنه قد نزل عليهم كتاب، وأول كلمة فيه كانت (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)
فبدأت تحصل دفعة عند العرب، وكأنه يقول لهم، لا تبقوا راعي غنم، ولا يكون منتهى الأمل لديكم، أن يكون لديكم الجمال والأغنام فقط، تعلموا وكونوا مخترعين وعلماء.
ومن ثم نزلت آية أخرى، تتحدث عن سبب خلق الكون، في سورة الطلاق (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)
فكل شيء خُلق حتى نعرف نحن، والعلم له قيمة كبيرة جداً، فكلمة العلم، ذكرت 395 مرة في القرآن، أي 5% من آيات القرآن الكريم، إضافة إلى وصف المؤمنين بأنهم قوم يتفكرون ويعقلون ويسمعون.
كلمة السماء والسماوات، جاءت بمئات المرات في القرآن 400 مرة تقريباً، أي أن الله يريد أن يخبرك، أنك على الأرض، ولكن لا شيء يحدك عن العلم.
التحفيز على العلم في الأحاديث الشريفة
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، رضى لما يصنع.
وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض، حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر.
وإن العلماء، ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء، لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه، أخذ بحظ وافر.
سورة الكهف والحث على طلب العلم
حث الله سبحانه وتعالى، على الجهد العلمي اللانهائي، ففي سورة الكهف، يوجد معان كثيرة جداً، يجب أن نقف عليها ونتأملها.
من ضمنها (وإذا قال موسى لفتاه لا أرحل حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا) أي سأبقى سائراً، حتى لو كانت المدة قرن تقريباً.
ويفسر لنا هذه الآية، في حديث أبي بن كعب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقف موسى خطيباً في بني إسرائيل، فسألوه:
من أعلم الناس؟ فقال لهم: أنا، فعتب الله عليه، أن لم يرد العلم إليه، فقال: يا ربي، وهل هناك من هو أعلم مني؟ قال: نعم، عبد من عبادي عند مجمع البحرين.
قال أي ربي، وكيف السبيل إليه؟ وكان يريد أن يصل إلى هذا الرجل، الذي لديه علم أكثر منه، حتى يطلب العلم منه، فالقرآن يقول لنا، لو مشيت مائة سنة، ولكن خذ علماً من شخص أعلم منك.
تشارلز داروين
(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) في توقعي إن أكثر شخص طبق هذه الآية، هو تشارلز داروين.
فلقد خرج لمدة خمس سنوات، راكباً البحر إلى أمريكا الجنوبية، ومن ثم إلى جنوب آسيا، ثم إلى إنجلترا، فكان ينظر كيف بدأ الخلق.
فكان لهذا الرجل تشارلز داروين، أفضال كبيرة في العلم، صحيح أننا نختلف معه في أمور وصل إليها، ولكننا نحيي لديه أمور لديها أساس علمي.
وقد ظهر كتاب جديد، للكاتب ستيفين هوكينغ، اسمه ذا غراند ديزاين، وهو رجل مشلول، لا يستطيع أن يكتب، فكان يؤلفه عن طريق الكمبيوتر.
وهو رئيس قسم الفيزياء، في جامعة كمبريدج، فلقد قلب الدنيا رأساً على عقب، حيث قال: أنا لا أحتاج الدين ليشرح لي كيف بدأ الكون، العلم يشرح لي كيف بدأ الكون لا الدين.
وغضب الناس كثيراً، وخصوصاً المسلمين المؤمنين، ولكني نظرت إلى حديثه، ورأيت أنه قرآني، فالله سبحانه وتعالى، لم يقل اجلسوا في حلقة ذكر، وانظروا كيف بدأ الخلق.
طلب العلم يحتاج إلى البحث والصبر
بل قال (سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) فأنت لا تحتاج إلى الدين، حتى يشرح لك كيف بدا الخلق، بل تحتاج إلى العلم.
ولكن هل أنت ستصل إلى 100% من النتائج الصحيحة، بل بالعكس (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) أي التحدي إلى العلماء والمخترعين المسلمين، بطلب العلم وأن يستمروا في طلبه.
فأقول أن أذكى إنسان في الدنيا، هو الذي يحاول أن يفهم كل شيء، وأغبى انسان في الدنيا، هو الذي يعتقد نفسه يفهم كل شيء.
أول كلمة في القرآن كانت اقرأ، وآخر كلمة في القرآن الكريم، كانت في آخر آية، التقوى، وبينهما ثلاث وعشرون عاماً.
(واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا تظلمون)
فمن القرآن والأحاديث النبوية، والتعاليم الدينية، نفهم أن طلب العلم، يؤدي إلى التقوى، فهل بعد كل ذلك، نخاف من الدين الإسلامي؟ وبأنه سيعيدنا إلى الوراء؟