تابوت العهد: البحث عن تابوت العهد المقدس، يعرف باسم تابوت العهد أو تابوت الرب أو التابوت المقدس أو قدس الأقداس.
هو صندوق أمر الله تعالى بني إسرائيل أن يصنعوه ليحفظوا فيه عهد الله ولوحي الحجر اللذين يحويان الوصايا التي أنزلت على موسى عليه السلام في جبل سيناء.
ما هو تابوت العهد
يعتبره الإسرائيليون أنه صندوق مقدس، فقد صنعوه من خشب السنط ( أو الأكاسيا ) وكسوه بالذهب، وفوقه رموز وزخارف ذهبية، وله عصاتان يحمل بهما (هذه الأوصاف ذكرت لديهم في سفر الخروج ) .
وقد صنعوا من حوله خيمة للعبادة يدعونها قدس الأقداس، وكانوا يفكونها وينقلونهم جميعاً من مكان إلى آخر عندما كانوا يرتحلون.
وكان قدس الأقداس، بحسب رواياتهم، محجوباً عن أعين العامة لا يراه سوى رئيس الكهنة، حيث يدخله كل سنة في يوم الكفارة ( الكيبور ).
وقد يكون تاريخ ذلك في ما يقارب عام 1513 ق.م، ولاحقاً نقل إلى هيكل سليمان ( كما ذكر في سفر الملوك ) تقريباً في عام 1026 ق.م.
ذكر تابوت العهد في القرآن
ذُكر التابوت في سورة البقرة الآية 248 منه، بقوله تعالى :
( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لاية لكم إن كنتم مؤمنين ) .
فالله يخبرنا عن نبي من أنبياء بني إسرائيل قال لقومه إن آية مُلك طالوت فيهم أن يرد عليهم التابوت الذي أخذ منكم.
ويُروى عن ابن عباس أنه قال : جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون إليه.
وذكر في تفسير ابن كثير : قول أبو صالح عن معنى ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) أنه يعني عصا موسى وعصا هارون ولوحين من التوراة والمَنّ.
وقال عطية بن سعد : عصا موسى وعصا هارون وثياب موسى وثياب هارون ورُضاض الألواح.
وقال عبد الرزاق : سألت الثوري عن قوله ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) فقال : منهم من يقول قفيز من مَنّ ورُضاض الألواح ومنهم من يقول العصا والنعلان – انتهى الاقتباس .
هل ما زال تابوت العهد موجوداً
ما من دليل على وجود التابوت في وقتنا الحالي، فهو لم يُذكر بين الأشياء التي أُخذت إلى بابل في زمن السبي ودمار الهيكل سنة ٦٠٧ ق. م، ولا بين الأشياء التي أُعيدت لاحقاً إلى القدس.
وما زال بعض الباحثين والدارسين للتاريخ ( غالبيتهم من الإسرائيليين ) يهتمون بالتابوت ومكانه، فأغلب معتنقي الديانة اليهودية يؤمنون بأن التابوت موجود ولكن تم إخفائه في مرحلة السبي حفاظاً عليه.
كما يؤمن الكثير منهم أنه ما زال موجوداً حيث هيكل النبي سليمان، وقد أخفاه الملك ياشياهو حفاظاً عليه، فلا يكف الإسرائيليون بحجة التنقيب عن الهيكل والتابوت عن محاولاتهم لهدم المسجد الأقصى.
فرضيات عن مكان التابوت حالياً
هناك رواية متعلقة بمكان التابوت المفقود تتضمن إدعاء معلمين يهوديين بأنه مخبأ في جبل الهيكل المزعوم، وهو المقام عليه مسجد قبة الصخرة حالياً، والذي هو مكان إسلامي مقدس.
ولا يسمح المجتمع الإسلامي قاطبة بالحفريات في هذا المكان، لله الحمد، فلا يمكن دحض هذه النظرية أو تأكيدها.
كما يعتقد المكتشف فينديل جونز وآخرين معه أن أحد الإكتشافات ضمن مخطوطات البحر الميت ( وهي المخطوطة النحاسية المبهمة في الكهف الثالث بوادي قمران ) هي في الواقع شكل من أشكال خريطة كنز.
إذ توضح المخطوطة النحاسية مكان عدد من الكنوز الثمينة التي أخذت من الهيكل قبل وصول البابليين أثناء السبي البابلي، ومن بينها تابوت العهد المفقود.
ومن المثير للإهتمام هنا هو أن بعض هؤلاء العلماء يظنون أن المخطوطة النحاسية قد تكون في الواقع سجلاً يصف كيف أن ارميا قد خبأ التابوت.
ورغم أن هذه نظرية مثيرة للإهتمام، إلا أنه تنقصها الدلائل على صحتها.
كما يعتقد المكتشف روبرت كورنوك من معهد B.A.S.A. أن تابوت العهد موجود الآن في آكسوم في أثيوبيا ، ولكن لم يجده أحد هناك حتى الآن.
وبالمثل أيضاً يعتقد عالم الحفريات مايكل ساندرز أن التابوت مخبأ تحت معبد مصري قديم في قرية جهايره الفلسطينية، ولكنه لم يجده هناك حتى الآن.
يقول تقليد آيرلندي غير موثوق فيه بأن تابوت العهد مدفون تحت جبل تارا في آيرلندا، إذ ان بعض العلماء يعتقدون أن هذا هو مصدر أسطورة ( وعاء الذهب في نهاية قوس القزح ) الأيرلندية.
كما أن إدعاءات رون وايات وتوم كروستر أقل مدعاة للثقة من جميع ما سبق، حيث يزعم وايات أنه شاهد بالفعل تابوت العهد مدفوناً تحت جبل الجلجثة.
بينما يزعم كروستر أنه شاهده على جبل بالقرب من جبل نبو، وكلا هذين الرجلين لا يتمتعان سوى بالقليل من المصداقية في مجتمع علم الحفريات، كما أنه لم يستطع أي منهما أن يؤيد ما قاله بالبراهين والأدلة.
منشورات وكتب عن الموضوع
قام جراهام هانكوك، وهو مراسل سابق من شرق أفريقيا يعمل لدى جريدة الإيكونوميست، بنشر كتاب في عام 1992 بعنوان ( العلامة والختم : البحث عن تابوت العهد المفقود ) .
وفي هذا الكتاب ناقش نظرية أن التابوت المقدس قد تم وضعه في كنيسة القديسة مريم من صهيون في مدينة آكسوم الآنفة الذكر.
كما يذكر أندرو لولر في كتابه الذي سيصدر قريباً بعنوان ( تحت القدس : التاريخ المدفون للمدينة الأكثر تنازعاً في العالم ) ، التنقيبات التي قام بها فريق مستكشفين أوروبيين هواة عام 1909 في القدس.
فرغم افتقارهم التام للمعرفة الأثرية إلا أنهم بعملهم هذا قد تسببوا في أزمة في الشرق الأوسط في حينه ( كانت المنطقة ما زالت تحت الحكم العثماني آنذاك ) .
وفي النهاية نقول أن تابوت العهد مازال مفقوداً بالنسبة للجميع، ولا يعلم أمره إلا الله تعالى، لكن ما يفتأ يستمر توارد النظريات المثيرة للإهتمام بشأنه.
قصة فيلم إنديانا جونز وسارقو تابوت العهد الضائع
تتحدث قصة الفيلم عن أستاذ علم الآثار إنديانا جونز ( الذي يقوم بدوره الممثل هاريسون فورد ) حينما تناهى إلى سمع فريق البحث الأثري الأمريكي أن هتلر قائد ألمانيا النازية مهتم بالأثار القديمة.
فيُطلب من إنديانا السفر إلى الشرق الأوسط للبحث عن تابوت الرب قبل هتلر، فيجيب إنديانا جونز أنه موجود في مصر ( أي أنه لديه معرفة مسبقة بمكانه ) .
ويضطر إنديانا جونز إلى السفر باتجاه نيبال للبحث عن الجوهرة الذهبية التي تملكها صديقته ماريان ( والتي قامت بدورها الممثلة كارين ألين ) ثم يسافران معاً إلى القاهرة.
ولكن عندما يعثر إنديانا على التابوت يقوم بسرقته مجموعة من الجنود الألمان ليأتوا به إلى مكان مقدس ما.
ومن ثم يفتح الألمان التابوت فتصيبهم لعنة إلهية تقضي على الجيش الألماني الموجود بأكمله، وينجو البطلان.
اقرأ أيضاً… الحفريات تحت القدس أوائل القرن الماضي
اقرأ أيضاً… صنم فرنسا – روجيه جارودي | سعد القحطاني
اقرأ أيضاً…ثلاث خرافات عن اسرائيل