ما هو حاسوب العقل الوسيط وكيف يمكنه أن يجعل حياتنا أفضل وكيف بإمكانه أيضاً أن يجعلها كابوساً لا يطاق.
تخيل أنه بإمكانك التحكم بالآلات من حولك وإرسال الأوامر إليها عن طريق تفكيرك فقط وبدون استخدام أي حركة عضلية.
إذا كنت تعتقد أن هذا مجرد خيال فأنت مخطئ.
تقنية المستقبل حاسوب العقل الوسيط
أعلنت شركة Facebook أنها بدأت تعمل على تطوير جهاز خفيف يعمل كواجهة دماغ حاسوبية ستسمح للبشر بالتواصل وتبادل الرسائل.
باستخدام أفكارهم فقط ودون الحاجة إلى التحدث، وهذا الجهاز حسب تعبير الشركة سيمكّن الأشخاص من كتابة مائة كلمة في الدقيقة.
جاء هذا الإعلان رداً على تصريح المدير التنفيذي لشركة تسلا إلون ماسك بأنه يعمل على مشروع جديد.
يهدف إلى ربط الدماغ بالحاسوب عبر وصلة مباشرة تسمح للناس بالتخاطر وتبادل أفكارهم بعيداً عن الوسائل التقليدية.
وقد أعلن عن هذا المشروع تحت إسم نيرولينغ.
بداية هذا الشهر قامت مجلة ذا فيرج بتسريب تسجيل صوتي سري مدته ساعتين للمدير التنفيذي لشركة الفيسبوك مارك زوكربيرج.
وهو يتحدث مع موظفيه حول سياسة الشركة، وأن Facebook تهدف للتركيز بشكل أكبر على الأجهزة التي يمكنها قراءة إشارات الدماغ.
دون الحاجة الفعلية إلى زراعة أي شيء في الجمجمة.
تقنية التواصل بين البشر والحاسوب
إن التقنية التي تعتمد عليها هذه الشركات اليوم تسمى تقنية حاسوب العقل الوسيط، وتسمى أيضاً واجهة العقل والحاسوب Brain-computer Interface أو PCI باختصار.
وهي تقنية تواصل مباشرة بين الدماغ والحاسوب بحيث يمكن للإنسان أن يصدر الأوامر للأجهزة الإلكترونية عبر قراءة إشارات الدماغ الكهربائية.
وترجمتها إلى أوامر برمجية يفهمها الحاسوب. وكانت بداية ظهور هذه التقنية سنة 1970 في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس.
عبر مجموعة من الأبحاث التي تهدف إلى مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في التحكم بالأطراف الاصطناعية عن طريق النشاط العصبي للدماغ.
وقد نجحت هذه الأبحاث إلى حد ما، ولكن تطبيقها بشكل عام وواقعي اعترضته مجموعة من المعضلات تتعلق بترجمة إشارة الدماغ.
إلى أوامر مفهومة للآلة مما وضع كثيراً من الباحثين أمام مشكلة حقيقية.
اليوم وبفضل الشبكات العصبية الاصطناعية وتقنية التعلم العميق التي ستسمح للآلة بتدريب نفسها على فهم إشارات الدماغ.
مجالات تقنية واجهة العقل والحاسوب
أصبحت تقنية حاسوب العقل الوسيط واعدة في المجال الطبي ومجالات الترفيه والألعاب ووسائل التواصل التي اتجهت إليها شركة Facebook.
بينما تطمح تسلا إلى صناعة سيارات ليست ذاتية القيادة فقط بل سيارات دماغية القيادة أي سيارات تقودها عن طريق تفكيرك.
هذه التقنية التي نتحدث عنها زرعت الآمال في قلوب الكثيرين الذين يعانون من الشلل النصفي والإعاقات الناتجة عن مشاكل عصبية.
حيث أنها تعد بإمكانية التحكم بالأطراف الاصطناعية عن طريق الإشارات العصبية. ولكن إلى جانب هذه الإيجابيات يوجد جانب مظلم لحواسيب العقل الوسيط.
فماذا سيحصل لو تم إختراق إحدى تلك الرقاقات المزروعة في مكان حساس كقشرة المخ وتحويلها إلى أداة للتعذيب أو القتل؟
وهل ستحترم تلك الشركات المصنعة لمثل هذه الأجهزة خصوصيات أفكارك وذكرياتك؟
للأسف لا يمكن الوثوق بشركات مثل Facebook وتسلا لاحترام خصوصياتك. في الواقع لا يمكن الوثوق بأي أحد لاختراق أفكارك.
لكن يبدو أن الناس مجانين بما يكفي للسماح للشركات بعمل ثقب في جمجمتهم وزراعة أجهزة ستضع حداً لخصوصياتهم.
يبقى السؤال الأهم هو هل نحن على وشك رؤية هذه التقنيات في السوق أم أن الحديث عنها لا يزال مبكراً؟
المصادر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com