الختان : موضوع اليوم هو الختان للإناث، فالمشكلة التي ثارت مؤخراً حول قضية ختان الإناث على وجه التحديد، بأن لدينا في الشرع الإسلامي نصوص كثيرة تدل على مشروعية الختان.
ودرجة الإختلاف في هذا الموضوع في مشروعية الشرع الإسلامي، هي أن الختان عند المذهب الشافعي والحنبلي واجب، وهو لدى المذهب المالكي والحنفي ندب.
والخلاف كان في هل أن الختان واجب للرجل وليس للمرأة؟ فالقضية متفق على مشروعيتها في الجملة، هذا الذي جعل فقهاء المسلمين يتفقون على أن الختان مطلوب للرجال.
وهذا يعني إما أن يكون مطلوباً على وجه الوجوب، أو على وجه الندب، وقد اتفق فقهاء المسلمين أنها شريعة اسلامية، لا يجوز الغياب عنها وتركها.
ما هي النصوص الشرعية الدالة على الختان؟
الدين الإسلامي منضبط بنصوص جاءت من الله سبحانه وتعالى، ومن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الناس الذين يدخلون في الإسلامي بالاختتان.
وعندما جاء مشرك وعرض عليه أنه يريد أن يسلم، سأله ما الذي يفعله، قال له النبي: ألق عنك شعر الكفر واختتن، أي طلب منه حلق الشعر الكثيف في الرأس والإبط والعانة، والاختتان.
والله سبحانه وتعالى أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم، أن سيدنا إبراهيم عليه السلام اختتن بالقدوم، وهو في عمر الثمانين عاماً.
والنصوص الشرعية في الدين الإسلامي تدل على ذلك، وأن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خمس من الفطرة، الختان والإستحداد، ونتف الإبط وقص الأظافر، وقص الشارب.
فهي أمور يحبها الله سبحانه وتعالى فطر عباده على أن يفعلوها ويلتزموا بها، ومن النصوص العامة جميعاً، وجدنا أن فقهاء المسلمين أصبح لديهم توجه عام، اتباعاً للنص النبوي الديني بمشروعية الختان.
ما دليل وجوب ختان المرأة؟
في النصوص العامة التي ذكرناها قال الفقهاء: بما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق في الحكم بين الرجل والمرأة في الختان فهو لهما معاً.
واستدلوا بذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إذا قعد بين شعبها الأربع ومس الختانُ الختانَ، فقد وجب الغسل، ومعنى ذلك أن النساء كن يختتن، لأنه قال مس ختان الرجل ختان المرأة.
والحديث الآخر: إذا التقى الختانان وجب الغسل، فتوصل الفقهاء أن الختان مطلوب للمرأة كما للرجل، في المذهب الحنبلي والشافعي قال، أن الختان هو واجب للمرأة والرجل مثل بعضهم البعض.
ولكن المذهب الحنفي والمالكي قالا: أن الختان هو سنة للمرأة وهو من محاسن الأخلاق، ولكنه ليس واجباً وليس من السنة، أو أنه سنة بطريقة الندب.
بحيث يفرق بين الرجل والمرأة بقول الإمام ابن قدامة، بأن الرجل يطلب منه الختان حتى لا تستتر نقاط البول تحت قطعة الجلد، والتي تؤدي إلى النجاسة وعدم الطهارة.
والمرأة ليس من الواجب ختانها، لأنها سواء تم الختان عليه أم لا، فلا مشكلة عليها من النجاسة إن لم يتم الختان، الرجل هو فقط قد يصاب بالنجاسة إذا تركوا الختان.
وابن قدامة وغيره من الحنابلة تحدثوا بذلك، كرواية عن الإمام ابن حنبل رحمه الله، وهذا يدل على أن الإسلام رفع المرأة والظن والعلة عنها.
وجعلها خاصة وقاصرة على الرجل، لهذا ذهب بعض فقهاء المسلمين إلى أن الختان مطلوب على درجة الاستحباب فقط.
ما هو رأي فقهاء الإسلام اليوم؟
الفقهاء في العصر الحالي بدأوا يتحدثون أن الختان من الحرام ولا يجوز القيام به، بدليل قولهم أنهم لا يفهمون في الطب ولا في الهندسة والصيدلة وكل العلوم.
ولكنهم وجدوا الأطباء في منظمة الصحة العالمية يقولون، أن الختان يسبب ضرر حسي ومعنوي على المرأة، والشريعة الإسلامية جاءت لرفع الضرر.
وأن الفقهاء القدماء لم يكن الطب متقدم لديهم، واليوم الذي جد في القضية أمر جديد، أثبت لهم أن هذا الفعل فيه ضرر فحكموا بما حكمت به الشريعة الإسلامية، من أن الضرر يجب أن يزال.
فلذلك أفتى الفقهاء اليوم بحرمة الختان، وهذا كان اتجاه البعض من فقهاء المسلمين ولكن الإتجاه الآخر رفض فكرة أن الختان من الحرام وأنه ضرر.
وأبرزهم الدكتور علي جمعة وكان مفتي للديار في مصر عام 2004، حيث قال: أن النصوص في المذاهب الأربعة في ختان المرأة هي صحيحة، ولكن قد طرأت معلومة لم نكن نعرفها وأن فيه ضرر، وأنا كمفتي لا أستطيع تجاهلها.
الرافضين لفكرة الختان كذلك، فقد قالوا أن الطب ليس له قواعد ثابتة، وأنهم لا يستطيعون ربط الدين الثابت بشيء متغير.
إضافة أن هناك ملايين من النساء يقومون بالختان من المسلمات ومن الملل الأخرى، ولم يحدث لهم شيء، ويتزوجن ويخلفن ويعشن مع أزواجهن وأولادهن بطريقة صحيحة.
ما هو الرأي النهائي لختان النساء؟
إذاً فهناك شرخ وحالات تدل على أن الختان حدث للكثير من النساء، ولم يحدث لهن أي شيء ولا برود جنسي ولا شيء يذكر.
والحيثيات التي قالها المحرمين للختان لا نأخذ بها، وهذا كان رأي الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق، والشيخ عطية صقر وغيرهم من علماء الأزهر الشريف.
وأنا أحببت أن أشرح اتجاهات الفكر في الختان، لأن هناك بعض الأشخاص يتعاملون مع موضوع الختان بمنطلق التحزب السياسي.
اتقوا الله فهذا عمل من أعمال المنافقين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا خاصم فجر، فيجب أن لا نحمل على الدين الإسلامي آرائنا ومشاكلنا السياسية.
وتعاملوا مع العلماء كأن حديثهم علمي، وافصلوهم عن الإتجاه السياسي، فعند رفض فتوى معينة ليس هناك داع للتطاول على علماء المسلمين.
لأننا بهذا نستهزء على الإسلام، وفي القدم كانوا يختلفون بشكل كبير، ولكنهم كانوا يحفظون للدين والود حقهم.
المصدر يوتيوب عبد الله رشدي