هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الأموي المدني الراشد، أمير المؤمنين أبو حفص.
غرة من غرر وجوه هذه الأمة بعد أصحاب نبيها صلى الله عليه وسلم، أشج بني أمية.
علامة خلافة عمر بن عبد العزيز
قالوا إنه كان طفلاً صغيراً فدخل اسطبل أبيه فركله فرس في وجهه فشجه، فجاء ابوه فنظر إلى تلك الشجة، فجعل يمسح الدم عن وجه ابنه ويقول له: إن كنت اشج بني أمية إنك إذاً لسعيد.
وهذا الذي قاله لأنه فيما كانوا يتوارثونه من قول عمر رضي الله عنه، يذكرون عن عمر أنه كان يقول إن من ولدي رجلاً في وجهه شجة يملأ الأرض عدلاً.
وكانوا يذكرون علي بن عمر رضي الله عنهما، يقول ليت شعري من هذا الذي هو من ولد عمر يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً؟
فلذلك كان أبوه يقول له إن كنت أشج بني أمية فإنك إذاً لسعيد.
نشأته
ثم لما نشأ وبلغ مبلغ من يطلب العلم بعث به أبوه وكان في ذلك الوقت أميراً على مصر، بعث به إلى المدينة ليأخذ العلم عن أهلها.
قال داود بن أبي هند: دخل علينا عمر بن عبد العزيز، فقال قائل: بعث إلينا هذا الفاسق بابنه ليتعلم العلم، يزعم أنه يلي الخلافة بعده ويسير بسيرة عمر بن الخطاب.
قال داود بن أبي هند: فما مات حتى رأينا ذلك كله.
ولما بعث به إلى المدينة كتب إلى صالح بن كيسان أحد علماء المدينة يأمره بأن يتعهد إبنه هناك فكان يلزمه بالصلاة في المسجد، فتأخر يوماً على الصلاة فلما جاء فاتته.
فسأله صالح بن كيسان عن علة تأخره عن الصلاة، فقال له عمر: كانت مرجلتي تسكن شعري. فقال له صالح بن كيسان: أبلغ بك حبك شعرك أن تؤثره على الصلاة؟ فحلق له رأسه.
عودة عمر بن عبد العزيز إلى دار الخلافة
فلما مات أبوه عبد العزيز بن مروان استقدمه عمه الخليفة في ذلك الوقت عبد الملك بن مروان استقدمه إلى دمشق فخلطه بأولاده بل قدمه على كثير من أولاده، وزوجه ابنته فاطمة بنت عبد الملك.
ثم لما ولي بعده الوليد بن عبد الملك ابن عمه أمره على المدينة، فسار فيها سيرة حسنة. ثم بعد مضي مدة، عزله عنها. فلما خرج منها وكان معه مولاه مزاحم، التفت إلى المدينة وبكى.
وقال لمولاه: يا مزاحم هل ترى أننا من نفتهم المدينة؟ لأنكم تعلمون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كالكير تنفي خبثها.
ثم لما ولي سليمان بن عبد الملك، وكان محباً لعمر بن عبد العزيز، فجعله وزيراً ومشيراً. وقال له: يا أبا حفص، إنا ولّينا هذا الأمر وليس لنا به علم، فلا تدع شيئاً من مصلحة العامة إلا أمرت به.
فكان من هذا أنه أمر بعزل الولاة الذين ولاهم الحجاج بن يوسف، وكان الحجاج قد مات قبل هذا في عهد الوليد بن عبد الملك. لكن العمال الذين ولاهم ما زالوا على النواحي.
فأمر بعزلهم جميعاً ثم أمر بإقامة الصلاة في وقتها، وكان بنو مروان قد أماتوها عن وقتها، إلى غير ذلك مما أمر به رحمه الله.
قصص سليمان بن عبد الملك مع عمر بن عبد العزيز
ويذكرون أن سليمان حج في سنة من السنين، ومعه عمر بن عبد العزيز، فلما وقفوا في عرفة رأوا خلقاً كثيراً. فقال سليمان بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز:
يا أبا حفص، ألا ترى إلى هذا الخلق الذين لا يحصيهم إلا الله؟ فقال له عمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين هؤلاء اليوم رعيتك وغداً خصماؤك أمام الله فبكى سليمان بن عبد الملك.
وذكروا مرة أنه حج سليمان ومعه عمر، فأمطرت السماء مطراً شديداً وأرعدت وأبرقت، حتى كادت الناس تنخلع قلوبها.
فلما سكن الجو قال سليمان لعمر:هل رأيت مثل هذه الليلة قط؟ فقال عمر يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمة الله، فكيف لو سمعت صوت عذابه.
وذكروا أنهم خرجوا مرة في نزهة سليمان وعمر، ومعهم ندماء الخليفة، وكانوا ينوون المبيت في هذه النزهة، فكل واحد سيقدم خيمته وثقله أمامه حتى إذا بلغوا الموضع وجدوا الخيام منصوبة.
فدخلوها ولم يقدم عمر بن عبد العزيز شيئاً أمامه، فلما بلغوا المنزل كل صاحب خيمة ذهب إلى خيمته. وبعد وقت افتقد سليمان عمر. فقال: أين عمر بن عبد العزيز ؟ إنه لم يقدم شيئاً.
فذهبوا يبحثون عنه فوجدوه تحت شجرة يبكي، فأتوا سليمان فأخبروه. فاستقدمه إليه وسأله عن علة بكائه. فقال: يا أمير المؤمنين تذكرت يوم القيامة من قدم شيئاً وجده أمامه ولم أقدم شيئاً فلم أجد شيئاً.
وصية سليمان بن عبد الملك بالخلافة
ثم لما مرض سليمان بن عبد الملك مرضه الذي مات فيه، قال رجاء بن حيوي الذين كان وزير صدق لبني مروان: رآني عمر بن عبد العزيز وأنا أدخل وأخرج وأتردد.
فقال لي: يا رجاء أذكرك الله وأذكرك الإسلام، أن تشير بي على أمير المؤمنين في هذا الأمر، فإنه لا طاقة لي به ولا قدرة بي عليه.
قال رجاء: فانتهرته وقلت له: إنك لحريص على الخلافة. قال: فاستحيا وذهب. قال: فدخلت على سليمان بن عبد الملك. فقال لي: من ترى لهذا الأمر؟
فقلت: يا أمير المؤمنين اتق الله، فإنك قادم عليه وسائلك عن هذا الأمر ماذا صنعت فيه. قال: فمن ترى؟ قال: عمر بن عبد العزيز قال: فكيف أصنع بعهد بن عبد الملك؟ قال: تولي أخاك بعده.
فقال سليمان: نعم. فكتبوا العهد لعمر بن عبد العزيز ومن بعد عمر يزيد بن عبد الملك. ثم دعا رجاء رجلاً فقال لهم سليمان بن عبد الملك: اشهدوا على بيعتي هذه ثم اختموا الصحيفة. فختمت.
قال رجاء: فلم يلبث أن مات سليمان بن عبد الملك. فخرجت إلى الناس. فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين؟ فقلت: أصبح ساكناً. قال: فدخلت عليه، فهيأته وأجلسته وأسندته. يوهم أنه ما زال حياً.
قال: ثم خرجت إلى القوم فقلت لهم: يأمركم أمير المؤمنين أن تدخلوا فتبايعوا لمن كتب العهد له. قال: فدخلوا. فقال: إنه يأمركم بالوقوف. ويأمركم أن تبايعوا لمن في الصحيفة.
مبايعة الناس لعمر على الخلافة
قال: فبايعوا جميعاً. فقال بعد ذلك: آجركم الله في أمير المؤمنين. فقالوا: فمن؟ قال رجاء: ففتحت الصحيفة فإذا عمر بن عبد العزيز.
قال: فتغيرت وجوههم. فلما قلت وبعده يزيد بن عبد الملك، تراجعوا. ثم بحثوا عن عمر فوجدوه في المسجد، فسلموا عليه بالخلافة، فسقط فما استطاع النهوض حتى أقاموه فأجلسوه على المنبر فسكت.
فلما طال سكوته قام رجاء بن حيوة: ألا تبايعون لأمير المؤمنين؟ فقاموا يبايعونه. حتى إذا جاء هشام بن عبد الملك ومد يده للبيعة فمد عمر يده يبايعه قال هشام:
إنا لله وإنا إليه راجعون. فقال عمر: نعم إنا لله لما صار يلي هذه الأمة أنا وأنت.
ثم قام في الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أيها الناس إني قاسم ولست بفارض، وإني متبع ولست بمبتدع، وإني لست بخيركم، ولكني أثقلكم حملاً.
وإنما حولكم من أهل الأمصار إن أطاعوا كما أطعتم، فأنا واليكم وإن لم يطيعوا فلست لكم بوالي.
فقربوا له مراكب الخلافة فقال: بغلتي أوفق لي، فقالوا له: أتنزل دار الخلافة؟ قال: فيها عيال سليمان. وفي بيتي كفاية. فدخل بيته.
نزعه المظالم من بني مروان
قال أحد غلمانه وقد رآه منصرفاً مغتماً، فقال له: ما لي أراك مغتماً؟ فقال عمر: لمثل ما أنا فيه فليغتم. إنه ليس أحد من هذه الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه من غير أن يسأله مني ولا أن يكتب إلي فيه.
ثم بدأ بقومه، بني إخوته وبني عمه. فنزع ما في أيديهم من الأموال وسماها مظالم. فبعثوا إليه عمتهم فلما جاءت قال لها: تكلمي يا عمة. فقالت: أنت أولى بالكلام يا أمير المؤمنين.
قال لها: يا عمة إن الله عز وجل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة، ولم يبعثه عذاباً، واختار له ما عنده فترك لهم نهراً شربهم فيه سواء. ثم قام بالأمر بعده أبو بكر فترك النهر على حاله.
ثم قام عمر فعمل فيه بعمل صاحبه، ثم لم يزل النهر يشتق منه يزيد ومروان وعبد الملك والوليد وسليمان، حتى أفضى الأمر إلي، وقد يبس النهر الأعظم ولن يروي أهله حتى يرجع إلى ما كان عليه.
فقال له عمته: فلست بذاكرة لك شيئاً، وخرجت إلى بني مروان وأخبرتهم وأعلمتهم أنه لا حاجة في مسألته فإنه لا هوادة عنده.
تذكيره نفسه والناس بالخوف من الله
ثم كتب إلى عماله يقول لهم: إذا نظرت إلى قدرتك على خلق الله فتذكر قدرة الله عليك.
ثم دخل بيته ودخل غرفة فتبعته زوجته فاطمة بنت عبد الملك فوجدته جالساً واضعاً يده على خده سائلة دموعه، فقلت له: يا أمير المؤمنين أحدث شيء؟
قال: تفكرت في أمر هذه الأمة، فتفكرت في الفقير الجائع، وفي المريض الضائع، وفي العاري المجهود، وفي المظلوم المقهور، وفي الغريب المأسور، وفي الكبير ذي العيال.
فعلمت أن الله سائلني عنهم، وعلمت أن الذي يخاصمني فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخفت ألا يقبل الله مني عذراً فيهم، وألا تكون لي حجة أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحمت نفسي فبكيت.
رفضه تولية أمر المسلمين لبني أمية
ودخل عليه مرة في بيته أشراف قومه، هم أشراف بني مروان. فقال لهم: أتحبون أن أولي كل واحد منكم على ناحية؟ فقال له أحدهم: لم تعرض علينا ما لا تفعل؟
فقال لهم: أرأيتم بساطي هذا والله إني لأعلم أنه يصير إلى بلى، سيبلى ويطرح ويقذف ويرمى به، وإني والله أكره أن تدنسوه علي بأرجلكم. أفأوليكم ديني؟ أفأوليكم أعراض المسلمين تحكمون فيهم؟
فقالوا له: أما لنا حق؟ أما لنا قرابة؟ فقال لهم: ما أنتم وأقصى رجل في الأرض عندي في هذا الأمر إلا سواء.
فقر عمر بن عبد العزيز
اشتهى مرة عنباً، فقال لفاطمة: أعندك درهم أشتري به عنباً؟ فقال: لا. ثم قالت له: أنت أمير المؤمنين ولا تقدر على درهم؟ فقال لها: يا فاطمة ذلك أهون من معالجة الأغلال في جهنم.
ومرة دخل على فاطمة فضرب على كتفها، وقد رأى ضيق عيشها. فقال لها: لنحن ليالي دابق أنعم من اليوم. فقالت له: ما كنت أقدر على ذلك منك اليوم.
قالت فاطمة: فتولى وله أنين. وهو يقول: يا فاطمة إني أخاف النار يا فاطمة إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم.
حله في عبادته
وقد سئلت مرة بعد موته سئلت عن حاله في عبادته فقالت: والله ما كان بأكثر الناس صلاة ولا بأكثرهم صياماً، ووالله ما رأيت أحداً قط أخوف لله من عمر.
إن كان ليذكر الله وهو في فراشه فينتفض، حتى نقول ليصبحن الناس ولا خليفة لهم.
أمر المسلمين أهمه فلا يرتاح
قال له مرة أحد إخوانه: لو تروحت يا أمير المؤمنين وخرجت في نزهة؟ فقال له: فمن يقوم عني بعمل يومي هذا؟ فقال له أخوه: تعمله غداً.
فقال له عمر: قد فدحني عمل يوم واحد فكيف لو اجتمع عمل يومين؟ فقال له: يا أمير المؤمنين قد كان سليمان يتروح ويؤدي عمل يومه. فقال له عمر: ولا يوم من أيام الدنيا أداه سليمان.
مرضه
ثم مرض عمر بن عبد العزيز مرضه الذي مات فيه، وكان قبله مات أخوه سهل، ومات ابنه عبد الملك ومات مولاه مزاحم وهؤلاء الثلاثة كانوا أعواناً له على الحق.
فلما مرض مرضه ذاك وثقل عن المشي، زحف على ركبته إلى شن معلقة، فقام إليها فتوضأ ثم صلى ركعتين. ثم قال: اللهم إنك قبضت سهلاً وعبد الملك ومزاحماً وكانوا أعواناً لي على ما قد علمت.
فما ازدت لك إلا حباً ولا فيما عندك إلا رغبة، اللهم فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط. قالوا: فما قام من مرضه ذاك حتى قبضه الله عز وجل.
أمره مع مسلمة في وصايته لبنيه
في مرضه ذاك دخل عليه ابن عمه مسلمة بن عبد الملك. فقال له: يا أمير المؤمنين تركت عيالك ولا شيء لهم فأوص. فقال له عمر: ليس لي مال حتى أوصي.
فقال له مسلمة: يا أمير المؤمنين هذه مائة ألف دينار من مالي فأوص فيها بما شئت. فقال عمر: يا سليمان أوخير من هذا تردوها من حيث أخذتها.
فقال سليمان: جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لقد ألنت لنا قلوباً قاسية وتركت لنا في الصالحين ذكراً.
سبب مرضه
وسبب مرضه أن بنو أمية سقوه السم، لأنهم ما استطاعوا على تلك الشدة التي كان يعاملهم بها. فسقوه السم بأن أمروا غلاماً له بذلك.
لذلك سأل مجاهداً فقال له: ماذا يقول الناس؟ قال: يقولون مسحور. قال: لست بمسحور. ثم دعا غلامه فقال له: ويحك، ما حملك على أن سقيتني السم؟
فقال له الغلام: ألف دينار أعطيتها وأن أعتق. فقال له عمر: هاتها. فأتى بها فألقها في بيت النار. ثم قال له: اذهب حيث لا يراك أحد.
وصيته لبنيه
دخل عليه وهو مرضه، مسلمة وفاطمة فقالوا: يا أمير المؤمنين تركت أبناءك ولا شيء لهم. فلو وصيت بهم إلى أحد أخوالهم أو أعمامهم.
فقال لهم: إن بني أحد رجلين، رجل صالح فالله يتولى الصالحين، وغير ذلك فلن أكون أول من أعانه على معصية الله. ثم قال: ادعو لي بنيّ.
فدخلوا عليه وهم غلمان صغار، فلما نظر إليهم، ترقرقت عيناه. وقال: أفدي بنفسي فتية تركتهم ولا شيء لهم.
ثم قال: بلى قد تركت لهم خيراً كثيراً، يا بنيّ إنكم لن تمروا بأحد من العرب أو من أهل همتهم إلا رأوا لكم عليكم حقاً.
يا بنيّ إني تمثلت بين أمرين إما أن تستغنوا ويدخل أبوكم النار أو تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة. وإو تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة أحب إلي. إنصرفوا عصمكم الله.
وفاته
ثم قال لابن عمه مسلمة وزوجته أخرجوا عني، فلما خرجوا وقفوا بالباب يتسمعون فسمعوه يقول: مرحباً بهذه الوجوه التي ليست بوجوه إنس ولا بوجوه جن. ثم قرأ قول الله تعالى:
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين .
ثم هدأ الصوت فقال مسلمة لأخته إن صاحبك قد قبض فدخلوا فوجدوه قد قبضه الله إليه سنة 101 عن 39 عاماً ونصف.
خلافته وذكره بين الناس
وما أكمل العقد الرابع وقلب الدنيا، أتدرون كيف قلبها؟ أفنى فيها الفقر أزال الحاجة.
حتى قال قائل: كان الرجل يأتي بالمال الذي له بال، فيقول: اجعلوا هذا في مصالح المسلمين فما يبرح حتى يرجع بماله كله قالوا قد أغنى عمر الناس.
والحاصل أن هذا الرجل حجة أقامها الله على من يلي أمر المسلمين حتى تقوم الساعة.
كل من يلي أمر المسلمين فيتحجج بأنه لا يستطيع وأنه لا يقدر وأن الزمن وأن الوقت وأن المعين وأن الناصر وأن وأن يحتج عليه بعمر بن عبد العزيز
أشعاره
من كلامه رحمه الله كان يقول: إن استطعت فكن عالماً فإن لم تستطع فكن متعلماً فإن لم تستطع فأحبهم فإن لم تستطع فلا تبغضهم.
وكان من شعره الذي يكثر أن يقوله:
من كا ن حين تصيب الشمس جبهته أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته فسوف يسكن يوماً راهماً جدثا
في قعر مظلمة غبراء موحشة يطيل في قعرها تحت الثرى اللبث
تجهزي بجهاز تبلغين به يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
كان رحمه الله يقول:
ولا خير في عيش امرء لم يكن له من الله في دار القرار نصيب
فإن تعجب الدنيا أناساً فإنا متاع قليل والزوال قريب
ومن شعره أيضاً:
أيقظان أنت اليوم ام أنت نائم وكيف يطيق النوم حيران هائم
فلو كنت يقظان الغداة لا خرقت مدامع عينيك الدموع السواجم
تسر بما يبلى وتفرح بالمنى كما اغتر باللذات في النوم حالم
نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم والردى لك لازم
وسعيك فيما سوف تكره غبه كذلك في الدنيا تعيش البهائم
رحم الله عمر بن عبد العزيز ورضي عنه ونفعه بما عمل وقبل منه.