فرنسا الفيشية هو الإسم الذي أطلق على الدولة الفرنسية إبان حكم نظام فيشي Régime de Vichy فيها منذ 1940 إلى 1944 .
أعلن قيام حكومتها المارشال فيليب بيتان عقب سقوط فرنسا بيد ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية .
تأسيس فرنسا الفيشية
خلال الحرب العالمية الثانية قسمت اتفاقية الهدنة الفرنسية الألمانية الموقعة بتاريخ 22 يونيو 1940 فرنسا إلى منطقتين:
المنطقة الأولى
تخضع للسلطة العسكرية الألمانية المباشرة .
المنطقة الثانية
تظل بيد السيادة الفرنسية بشكل صوري في الواقع . وفي اليوم التالي لتوقيع الهدنة انضم بيير لافال للحكومة ليصبح فيها المهندس الرئيسي للنظام الفيشي .
بتاريخ 10 يوليو 1940 قام بيير لافال بإقناع الجمعية الوطنية الفرنسية أن تعطي بيتان الصلاحيات اللازمة لإصدار دستور جديد للبلاد .
فصّوت 569 نائباً لصالح هذا الطلب بينما عارضه 80 وامتنع 18 عن التصويت ، فأصبح بيتان بذلك يتمتع بنفس الوقت بالسلطتين التشريعية والتنفيذية في الدولة الفرنسية .
وكانت جلسة الجمعية الوطنية قد عقدت في بلدة فيشي للتصديق على اتفاقية الهدنة مع ألمانيا النازية .
سياسة حكومة فرنسا الفيشية
استمرت حكومة فرنسا الفيشية لمدة أربع سنوات دون تغيير الدستور ، وكانت سياساتها تتناغم مع أحوال الحرب .
وفي 13 ديسمبر 1940 سقط لافال من السلطة إثر مؤامرة حيكت ضده ، وخلفه في منصب رئيس الوزراء بيير ايتيان فلاندين و بعده الأدميرال فرانسوا درلان .
تميزت حينها فترة حكومة فيشي بالانتظار والترقب في تعاملاتها مع الألمان ، و أصبحت فرنسا الفيشية و لو ظاهرياً دولة نقابية .
أبدلت حكومة فيشي شعار الجمهورية الفرنسية والذي هو شعار الثورة الفرنسية ( حرية ، مساواة ، أخوة ) بشعار جديد ( العمل ، الأسرة ، الوطن ) .
وأصدرت ميثاق العمل ، و أطلقت ما سميت بالثورة الوطنية كإيديولوجية رسمية للنظام الفيشي .
انهيار الحكومة الفيشية وتقسيم فرنسا
في 18 أبريل 1942 عاد لافال للسلطة مجدداً بعد أن تمكن من إقناع الألمان بأنه سيتعاون معهم لتحقيق أهدافهم .
في تلك الفترة كانت ألمانيا النازية تخوض حروباً ضروساً ضد الاتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان النازيون يرغبون باستقرار مناطق نفوذهم من جهة أوروبا الشرقية .
لكن بعد ستة أشهر تغيير الوضع بأكمله حيث حطت القوات البريطانية والأمريكية على شواطئ أفريقيا الشمالية و قام الأسطول الفرنسي بإغراق قطعه البحرية في تولون حتى لا تقع بيد الألمان .
وفي 11 نوفمبر 1942 احتلت ألمانيا كامل فرنسا و حلت اتفاقية الهدنة مع حكومة فيشي .
المقاومة الفرنسية
في ذلك الوقت بدأت حركات المقاومة ضد النازيين و ضد حكومة فيشي تتنامى في أنحاء البلاد بسرعة ، و كانت تزداد قوة و خطورة بسبب انضمام أعداد ضخمة من الشبان الفرنسيين .
لجأ الثوار إلى التلال و الأرياف للفرار من قبضة السلطات الألمانية و من قوانين العمل القسري التي كانت تفرضها عليهم .
وكانوا يعيشون في الريف كخارجين عن القانون و يتلقون الدعم و المساعدة من الفلاحين و من الإمدادات التي كانت تلقيها لهم من الجو الطائرات البريطانية .
فكانوا عاملاً رديفاً للحلفاء أثناء قيامهم بعمليات الإنزال في فرنسا و ذلك من خلال تعطيلهم لقنوات الاتصال و النقل بين القوات الألمانية .
قبل ستة أشهر من إنزال الحلفاء في النورمندي حدثت حرب أهلية خاضتها خلايا المقاومة الفرنسية ضد رجال الجيستابو و ميليشيات فيشي .
و بعد تمكن الحلفاء من دخول فرنسا و طرد القوات الألمانية منها غادرت حكومة فرنسا الحرة برئاسة شارل ديغول لندن لتعود إلى البلاد و تأخذ مقاليد السلطة من حكومة فيشي المنهارة .
وفي سبتمبر 1944 بعد تحرير باريس أعلنت حكومة ديغول إلغاء دولة بيتان الفرنسية مع جميع قوانينها و تشريعاتها .
هرب لافال إلى ألمانيا خلال ذلك و من ثم إلى النمسا ، و لكن ألقي القبض عليه و أعيد إلى فرنسا حيث حوكم و أعدم عام 1945 .
أما فيليب بيتان فقد أخذ قسراً إلى ألمانيا و لكنه عاد طواعية إلى فرنسا للمحكمة حيث أدين و حكم عليه بالإعدام .
ولكن تدخل ديغول و حوّل الحكم إلى السجن الانفرادي المؤبد فمات بيتان في المعتقل عام 1951 ، وهكذا انتهت دولة فرنسا الفيشية و تأسست الجمهورية الرابعة .
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com