قصص وحكايات

مخطوطات قمران النحاسية

مخطوطات قمران النحاسية هي لفائف نحاسية مكسورة إلى قسمين، واللفافة الواحد مؤلفة من ثلاث رقاع نحاسية نقشت عليها كتابات عبرية ويونانية بطريقة الطرق.

ويعتقد أنها تم إخفاؤها في كهوف صحراوية بين عامي 132 و 136 ميلادية، خلال الانتفاضة الفاشلة التي قام بها اليهود ضد الرومان.

ولقد تآكلت هذه اللفائف عبر السنين، ومع ذلك فقد قامت جامعة مانشستر بمحاولة لتسهيل قراءتها، ليتبين أن اللفافة تحوي على معلومات عن كنوز ذهبية وفضية ضخمة.

اكتشاف مخطوطات قمران النحاسية

عثر بدو التعامرة في عام 1947 على لفائف أسطوانية في كهوف منطقة الغور قرب البحر الميت، بعضها من النحاس وأكثرها من الكتان، وعليها كتابات من الأسفار التوراتية، وبعضها ترافقه ترجمة يونانية.

وهذه الكهوف يبلغ عددها أحد عشر كهفاً، بعضها كهوف طبيعية والبعض الآخر منحوت في الصخر الرملي، حيث كانت فرقة من الأسينيين المتقشفيين المشاعيين ( في عهد المسيح ) تعيش في هذه المنطقة.

ومن أهم مواقع هذه الكهوف الأثرية عين الفشخة والداليه والمربعات وقمران.

وفي عام 1951 عثر البدو على كمية أخرى من رقع الجلود وأوراق البردي، مما لفت أنظار إدارة الآثار في عمان لتقوم بعمليات تنقيب نظامية في الأماكن التي دلهم عليها هؤلاء البدو.

وكانت المكتشفات مختلفة في أهميتها من كهف إلى آخر، وأشهر هذه المناطق هي خربة قمران والتي عرفت المكتشفات فيما بعد باسمها.

استمرت تلك الحفريات حتى عام 1956، وخلال تلك الفترة تم اكتشاف فخاريات وقطع نقود وقبور ولفائف هي الأكثر أهمية من بين كل اللقى الأخرى بسبب ما احتوته.

على أن أغرب المكتشفات وأكثرها غموضاً هي المخطوطات المنقوشة على النحاس التي عثر عليها عرب التعامرة في خربة قمران.

وقد وجد في اللفائف النحاسية قوائم عن وجود صهريج في وسط الدار الخارجية يحوي تسعمائة مثقال من الذهب، ويجد في صهريج آخر عند أسفل الحصن في الجهة الشرقية ستمائة سبيكة من الفضة.

وحسب تقدير أحد المختصين، فإن كمية المعدن الثمين المشار إليه في هذه القوائم التي بلغ عددها اثنتي عشرة قائمة، يصل وزنها ما بين 58 طناً الى 174 طناً حسب وزن المثقال.

فالمثقال المذكور في اللفائف إما يعادل وزنه 12.5 كيلو جراماً أو يعادل 37.5 كيلو جراماً، مما يجعل هذه الكمية الضخمة من الذهب والفضة مثيرة للجدل، أهي كمية حقيقية أم وهمية؟

فمن الذي أودعها في أماكنها المحددة المنتشرة بشرقي فلسطين من نابلس إلى حيرون في الجنوب، وفي الوادي الممتد من القدس حتى الأردن، وما الغاية من ذلك ، ومتى تم الأمر؟

كنوز مخطوطات قمران النحاسية

على الرغم من مرور أكثر من ستين عاماً على اكتشاف مخطوطات قمران على شاطئ البحر الميت فلا يزال هناك جدال حول استغلالها لأغراض علمية أو تجارية، إضافة لدورها في تفسير نشأة المسيحية.

لكن بعض العلماء، الذين قرأوا اللفائف والمخطوطات، أكدوا أن المقصود من ذكر قوائم الكنوز وأماكنها هو التوثيق الدقيق، وأن كميات الذهب والفضة إنما هي حقيقية وليست وهمية.

وأنه من الواجب البحث الدقيق عنها بعيداً عن فضول البدو وشراهة المنقبين السريين، ولذلك طلبوا بإلحاح تجنب الإعلان عن مضمون هذه اللفائف، وتم ذلك فعلاً بموافقة إدارة الآثار الأردنية عام 1967.

ولقد أجمع أكثر الأثريين والمؤرخين أنذاك على أن هذه الكميات من الكنوز المذكورة تعود إلى الأسينيين المتقشفين الذين جمعوا الذهب والفضة وأودعوها في أماكن مهينة ازدراءاً منهم للمال والثروة.

فضائح تهريب مخطوطات قمران النحاسية

أعلن العالم ميليك أن هذه الملفات تعود إلى عهد الوجود الروماني في بلاد الشام، وقد رافقت مجموعة من الفضائح هذه الملفات منذ اكتشافها وحتى اليوم.

فأولى هذه الفضائح هي الشك والاتهام الموجه للإسرائيليين في محاولة العثور على كنوز الذهب الخاصة بالأسينيين والاستحواذ عليها.

وثانية هذه الفضائح كانت عمليات التهريب التي اشترك فيها عدد من المسؤولين والتجار ورجال الدين، والتي أدت إلى خروج عدد من اللفائف الثمينة إلى أمريكا، ومنها فيما بعد إلى الاراضي المحتلة.

ولقد تم الكشف عن هذه الفضيحة مصادفة عندما قامت إدارة الخزانة المالية في الولايات المتحدة الأمريكية بمطالبة المطران اثناسيوس بمبلغ سبعين ألف دولار أمريكي.

وذلك كضريبة أرباح مقابل بيعه مخطوطات قمران إلى الاراضي المحتلة، ومن الواضح أن هذه العملية لم تكن الوحيدة في عمليات التهريب.

والفضيحة الثالثة هي محاولة الصهاينة جمع أكبر قدر ممكن من هذه اللفائف عن طريق المؤسسات الأخرى وحجبها، للتعتيم على مضمونها خشية افتضاح النقص والتناقص الوارد في التوراة المتداولة.

وتبدو أهمية هذه اللفائف فيما أعلنه العالم دبرون سومير في جريدة لو فيجارو الفرنسية عام 1950، وما عقّب عليه عالم اللغويات ألغرو الذي ساهم في فك رموز تلك اللفائف وقراءتها.

إذ أنه قال ( إن التقارب شديد جداً بين أدبيات مخطوطات قمران وبين المسيحية في بداية تكوينها ) وهذا ما قد يزعج التوراتيين.

أثر المخطوطات بالتطبيع مع الكيان الصهيوني

القضية التي لابد من إثارتها اليوم في مؤتمرات الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني، هي استرداد هذه الوثائق التي وضعت السلطات المحتلة يدها عليها، وعلى محتويات المتحف الفلسطيني في القدس، وعبثت بها وحرفت في نشر محتوياتها.

إن استرداد هذه الوثائق هو جزء من الحق الشرعي للشعب الفلسطيني، الذي أقرته الشرعية الدولية.

ولابد من التذكير أن السلطة الأردنية، التي كانت مسؤولة عن الضفة والقطاع ومدينة القدس، كانت قد أصدرت منذ عام 1953 باقتناء وشراء مخطوطات قمران النحاسية واللفائف الأخرى.

ثم صدر قرار بتأميمها وحفظها في دائرة الآثار في عمان عاصمة المملكة الردنية الهاشمية عام 1957.

ومن ثم في عام 1966 وبضغط صحفي عالمي، قامت السلطات الأردنية بعرض هذه المخطوطات في متاحف في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا.

ثم أعيدت إلى فلسطين لكي يتم حفظها في المتحف الفلسطيني في مدينة القدس الذي استولت عليه قوات الاحتلال وعلى محتوياته بعد حرب 1967، ثم نقلته إلى بيت الكتاب التابع لمتحف الصهيوني.

مخطوطات قمران لمن ؟

ارتكبت الصهاينة تلك الفضائح آنفة الذكر التي تعتبر في علم الآثار والتاريخ من الفضائح الجدية والخطيرة.

والتي يتوقع المختصون بعد نشر المخطوطات ومتابعة التنقيب عن الكنوز، تحقيق ثورة عقائدية وتاريخية كبيرة، على المسؤولين العرب في الأردن وفلسطين أن ينتبهوا إلى أبعادها وأهميتها.

وما زالت دوبة الاحتلال تدّعي ملكيتها لمخطوطات قمران في البحر الميت، ففي متحف بيت الكتاب في القدس التابع لمتحف الصهيوني حفظت المخطوطات الكاملة المكتشفة في قمران، وخاصة لفافة كتاب أشعيا.

ومن ثم أعدت إدارة الآثار الصهيونية برنامجاً تنقيبياً واسعاً في المناطق التي وجدت فيها الملفات وفي منطقة قمران بالتحديد.

قام على تنفيذ هذا البرنامج الواسع ست عشرة مجموعة من المنقبين، مجهزين بوسائل وأدوات جيوفيزيائية متطورة، هدفهم البحث عن لفافات أخرى، وعن الذهب المذكور في اللفائف النحاسية.

وشملت عمليات المسح الأثري والتنقيب مساحات واسعة في الصحراء تمتد من حدود سيناء المصرية إلى الجولان السورية.

فكان لا بد حينها من إثارة اهتمام الهيئات الدولية لإدانة هذه المحاولات المخالفة للقوانين والأعراف الدولية، وحفظ الحقوق لأصحابها.

اقرأ أيضاً… قلعة بهانغار المرعبة | ما قصتها ؟ وما الذي يحدث هناك ؟!

اقرأ أيضاً… توت عنخ أمون | لعنة الفراعنة واللغز الأكبر! – حسن هاشم | غموض ملك

اقرأ أيضاً… ما هو السحر الاسود؟ | أسرار أخطر الممارسات في الكون! – حسن هاشم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى