عندما أتى الاحتلال الفرنسي لسوريا أرسل الجنرال غورو إنذاره إلى الملك فيصل يأمره فيه بتسليم السلطة لفرنسا .
فقام وزير الحربية حينها يوسف العظمة برفض هذا و شكل جيشاً من المتطوعين السوريين لمواجهة الجيش الفرنسي لم يتجاوز تعداده 300 جندياً .
فكانت المعركة غير متكافئة حيث أن الجيش الفرنسي بلغ تعداده 9000 جندياً ، و انتصر الفرنسيون بسهولة ليبدأ عهد الانتداب الفرنسي على سوريا .
الثورات ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا
قامت العديد من الثورات المسلحة ضد القوات الفرنسية في سوريا ، و تمت الاشتباكات مع الفرنسيين في عدة مواقع ، ونذكر منها :
ثورة صالح العلي
قامت في جبال اللاذقية انتفاضة شعبية بقيادة الشيخ صالح العلي ضد الانتداب الفرنسي و هي من أوائل أعمال المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا و تحالفت مع ثورة ابراهيم هنانو .
ثورة ابراهيم هنانو
أعلن ابراهيم هنانو في أيلول 1920 بياناً موجهاً للشعب السوري للمشاركة في الثورة ضد الفرنسيين و نسق مع الشيخ صالح العلي و قام بتحرير منطقة جسر الشغور فاتصلت الثورتان معاً .
ثورة سلطان باشا الأطرش
في تموز 1925 انطلقت في جبل العرب و انضم اليها المجاهدون من مختلف انحاء سوريا و لبنان و الأردن و هي امتداد للثورات السابقة منذ عام 1920 و استمرت حتى 1927 .
ثورة عبد الرحمن الشهبندر
في تموز 1924 أخذ عبد الرحمن الشهبندر بتنظيم العمل السياسي ويطالب بإلغاء الانتداب ووحدة البلاد ، فبادر بالاتصال بالمجاهد سلطان باشا الأطرش في جبل العرب .
و حسن الخراط في غوطة دمشق و ابراهيم هنانو في إدلب و محمد العياش في دير الزور و فوزي القاوقجي في حماه .
ثورة حسن الخراط
اتفق حسن الخراط مع نسيب البكري والشهبندر في عام 1925 وشكل مجموعة ثورية لمهاجمة القوات الفرنسية في دمشق والقرى الدمشقية .
وقاموا بهجمات ليلية غلى المنسآت الفرنسية وكبدوها خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد .
وفي تشرين الأول 1925 قاد الخراط هجوماً على قصر العظم المحتل من الحكومة الفرنسية وسيطروا عليه بعد قتال شديد .
استطاعت الثورات في كل أنحاء سوريا زعزعة السياسة الفرنسية و أقنعت الشعب السوري بضرورة تأسيس حكومة وطنية و توحيد البلاد ، فمهدت إلى خروج الفرنسيين في عام 1946 .
الانتفاضة السياسية ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا
لم يفلح الحل العسكري في الانتصار على الفرنسيين بسبب القوة العسكرية الفرنسية الغاشمة ، فتحولت المقاومة من مقاومة مسلحة إلى مقاومة سياسية .
فتشكلت الأحزاب مطالبة بحقوق البلد باستقلاله و خرجت التظاهرات و الإضرابات أشهرها الإضراب الستيني 1936 الذي نزل فيه آلاف المتظاهرين استجابة لدعوة الكتلة الوطنية للتظاهر .
مما أجبر فرنسا على التراجع عن موقفها و التفاوض مع الثوار لينتهي الأمر بالاتفاق على الاستقلال بين فرنسا و هاشم الأتاسي رئيس الكتلة الوطنية .
لكن فرنسا لم تلتزم بالاتفاق و لم يقر البرلمان الفرنسي باستقلال سوريا حتى عام 1941 ، فما كان من الشعب السوري إلا التظاهر و الاحتجاج في مختلف المحافظات السورية و سميت انتفاضة الاستقلال .
فقام الاحتلال الفرنسي بقصف دمشق بالمدفعية الثقيلة و الطيران رداً على ذلك ، و سيطر على مبنى البرلمان هذا ما أثار ضجة كبيرة استدعت التدخل البريطاني .
انتهى الأمر بمفاوضات تقرر بعدها منح سوريا حقها في الاستقلال ليتحقق جلاء الفرنسيين في تاريخ 17 أبريل 1946 .
المصدر
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com