أسعد دول العالم عام 2019، نتحدث عنهم كل سنة في مثل هذا الوقت اعتماداً على تقرير مؤشر مستوى السعادة.
معنى السعادة يتغير من شخص لآخر، وهذا أمر لا نستطيع أن نقيسه برقم معين أو أن هناك ثوابت نقيس عليها.
كيف تصنف أسعد دول العالم وأتعسها
كيف نقيس مستوى السعادة في الدول؟
معهد أبحاث السعادة أخرج تقريره السنوي عن أسعد دول العالم وأتعسها الذي صدر في شهر آذار الفائت.
ولكي يقوموا بذلك قاموا بقياس مستوى الدوبامين في جسم بعض الناس من دول العالم وقارنوا مستوى الهرمون بآخر عشر سنوات.
لكن للأسف تقرير السعادة لهذه السنة يقول أن مستوى السعادة ينخفض في جميع الدول بالرغم من أن استقرار المستوى الاقتصادي في تلك الدول.
العوامل المؤثرة على مستوى سعادة الشعوب
هناك عوامل أخرى تؤثر على مستوى سعادتهم مثل السياسة أو النمو السكاني أو تغيير المناخ.
وتقرير هذه السنة 2019 يدخل في تقييم الناس وإحساسهم بالسعادة وهذا يختلف عن تقارير السنوات السابقة.
حيث تم تغيير المعايير التي يقاس عليها الترتيب هذه السنة 2019 وقاموا بحساب تأثير:
- التكنولوجيا.
- العادات الاجتماعية.
- الصراعات.
- السياسة الحكومية.
أحد كاتبي التقرير يقول أن المجتمعات تتغير بسرعة جداً، وطريقة تفاعل المجتمعات مع بعضها تتغير بسرعة أيضاً.
مثل الجيران وزملاء العمل والمدرسة والتواصل الاجتماعي، وطريقة تفاعل الناس مع بعضهم الذي يؤثر بشكل كبير وعميق في سعادة الناس.
أمثلة عن العوامل في أسعد دول العالم
الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً مستوى سعادتها يقل رغم أن اقتصادها يتحسن. ففي 2018 كان ترتيبها 18 وفي 2019 أصبحت 19.
انخفض ترتيبها مرتبة واحدة، والسبب في ذلك أنها لسنوات عديدة تواجه أزمات اجتماعية ووجد الناس أن الحكومة لا يعتمد عليها.
فشخص ليس لديه منزل لا يمكنه اللجوء للحكومة لطلب المساعدة وهناك الكثير ممن لا يملكون بيوتاً ليسكنوها فيعيشون في الشوارع.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية أغنياء غنى فاحشاً وفقراء فقر مدقع، فالأغنياء يرون أن الفقراء يطمعون فيهم وينظرون إليهم نظرة طبقية.
بينما الفقراء يحقدون على الأغنياء لأنهم يعتبرونهم يملكون أموالهم، فالناس هكذا لا يحبون بعضهم. وإحساس الناس بالثقة والأمان أمر مهم.
أوروبا لديها خليط أكبر من أمريكا، مع أن أوروبا أسعد قارة في العالم لأنها تحوي الدول الاسكندنافية التي هي في الترتيبات الأولى في تقرير السعادة.
لكن في السنوات العشر الأخيرة كثير من الدول الأوروبية انخفض ترتيبها مثل إيطاليا التي أصبح مستوى السعادة بالترتيب 36.
وإسبانيا في المركز 30 واليونان أصبحت 82، وطبعاً لأن اليونان ما زالت تحاول الخروج من الأزمة المالية التي وقعت فيها.
المملكة المتحدة رغم أنها سنة 2018 كان لديها مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية، إلا أنها قفزت من المركز 19 إلى 15.
عشر أسعد دول في العالم حسب تقرير 2019
نبدأ من الدول الأقل سعادة بين الدول العشر:
النمسا
في المركز العاشر وهذا لأنها حصلت على نتيجة عالية في الدعم الاجتماعي للمواطن والحرية.
والآن النمسا تحوي مدناً من أفضل المدن للمعيشة في العالم حسب مؤشر المعيشة العالمي.
كندا
كانت في عام 2018 في المركز السابع لكنها انخفضت مركزين فأصبحت في المركز التاسع.
مع أنها تقريباً في كل المجالات لديها نتيجة عالية، لكن بالرغم من ذلك التقرير يعطيها المركز التاسع.
متوسط العمر في كندا مرتفع أي أن الناس تعيش أطول من بقية الدول، لكن فيها مشكلة أن عدد السكان قليل.
وهذ فرصة جيدة لم يريد أن يهاجر إلى كندا فهم يحتاجون إلى المواطنين وهذا ما يؤثر على مستوى السعادة.
نيوزيلندا
في المركز الثامن وهي ما زالت منذ 2018 في نفس المركز، فهي مكان هادئ وأمان ومرحب للناس.
وهم يحافظون على الطبيعة والطبيعة بالمقابل تحافظ على مظهرها الجميل وهذا ما يساعد في مستويات السعادة.
السويد
في المركز السابع وكانت في المركز التاسع في 2018، اليوم هي في المركز السابع لأنها تحسّن الدعم الاجتماعي للمواطن دائماً.
عدا عن أن متوسط العمر مرتفع فالناس يعيشون طويلاً في السويد. ففي تقرير موضوع المعيشة متوسط عمر الإنسان أمر مهم.
لأن الشخص يشعر أنه ما زال أمامه الكثير ليعيشه وهذا ما يزيد السعادة.
سويسرا
نزلت مركزا واحداً من 2018 لكن اقتصادها يتحسن.
أيضاً متوسط الأعمار في سويسرا مرتفع، ونوع الضرائب فيها يجذب المستثمرين وأصحاب الثروات بأن يذهبوا للعيش في سويسرا ويظلوا سعيدين.
هولندا
في المركز الخامس ليس من أجل المخدرات لكن كل ما في هولندا يثبت أن المواطنين سعيدون ومقبلون على الحياة.
الهولنديون أصابوا الناس بالحيرة كيف أنهم سعيدون بطريقة حياتهم وحجم الحرية لديهم، كل ذلك لا يجعلهم مضغوطين نفسياً وسعيدون دائماً.
ويجعل الهولنديين دائماً مبتسمين في الشارع دون أن يتحدث إليهم أحد
أيسلندا
في المركز الرابع وهذا لأن أيسلندا أكثر دولة في العالم لديها مساواة بين الرجل والمرأة، وهي أول دولة في العالم فعلّت المساواة في الأجور.
وما يرفع مستوى السعادة قلة الضرائب والتأمين الصحي المجاني والتعليم الجيد لدرجة أن واحد من كل عشرة أشخاص يؤلف كتاباً.
المناظر الطبيعية في أيسلندا تجعل الناس مرتاحون وسعيدون.
النرويج
في المركز الثالث نزلت مركز واحد في عام 2019 حيث كانت عام 2018 في المركز الثاني.
حتى اليوم توصف النرويج بأنها أجمل بلد في أوروبا وليس فيها أي نوع من أنواع الفساد يكاد يكون صفر فساد.
الدعم الاجتماعي من الأفضل في العالم وطبعاً الحرية والمستوى المعيشي في المراكز الأولى وثابت لا ينخفض مستواه.
الدنمارك
في المركز الثاني فطريقة المعيشة الدانماركية جعلت الناس في كل العالم يحسدونهم، ومتوسط الأعمار لديهم هو الأعلى في العالم.
الفجوات في الثروات من الأقل في العالم، فليس لديهم طبقية بتاتاً وكل الناس متساوون وسعيدون وليس لديهم عقد تجاه بعضهم.
فنلندا
المركز الأول على العالم للمرة الثانية على التوالي، مع أن التقرير مختلف عن كل سنة في حساباته ودقيق جداً.
ويتدخل في التفاصيل وأحاسيس الناس، إلا أن فنلندا ما زالت تحافظ على مستواها الأول من السنة الفائتة، والعالم كله يستغرب لماذا فنلندا هي الأولى في كل المجالات.
طبعاً بسبب أن الفساد صفر والاقتصاد دائماً في ازدهار متصاعد ومستوى الحريات هو الأعلى في العالم.
المناظر الطبيعية في فنلندا مستغلة بشكل جيد جداً رغم أنها يغمرها الثلج إلا أن الشعب سعيد ولا يجد البرد مشكلة.
ومن ضمن استغلالهم الطبيعة هو وجود الشفق القطبي في السماء، فلديهم فندق كابينات زجاجية ذات سقف زجاجي ليستمتع الزوار بالطبيعة.
حتى لو كان الجو صقيع الناس يحجزون في الفندق قبل شهور أو سنوات.
أتعس بلدان العالم
لن أقول ترتيباً بل سأدرج أسماء الدول في آخر جدول تقرير مؤشر السعادة لعام 2019 وهم:
بتسوانا، فنزويلا، سوريا، اليمن، الهند.
فالهند عدد سكانها مليار وأربعمائة مليون، ورغم أن الاقتصاد يتحسن لكن عدد السكان الكبير جداً لا يساعد في ظهور الفارق.
وهذا يجعل الدعم الاجتماعي لا يكفي، فالناس ليس لديهم أي نوع من أنواع الدعم ليساعدهم أبداً.
طبعاً هناك دول في أسفل الجدول بسبب الحروب التي في بلادهم.
وهكذا انتهت حلقة اليوم عن أسعد دول العالم وأتعسها.
المصادر
قناة بيسوهات
المرجع
جميع الحقوق محفوظة لموقع ماكتيوبس للنشر والتوثيق 2020 / MakTubes.com